دفعت الظروف الحالية التي يمر بها العالم أجمع عامة، وفلسطين وقطاع غزة خاصة، إثر تفشي وباء "كورونا" المستجد، ونتيجة لنقص المعدات الطبية الخاصة بأجهزة التنفس الصناعي في القطاع، مهندسان لابتكار جهاز خاص بالتنفس وبإمكانيات محدودة.

المهندسان إسماعيل أبو سخلة وعصام خلف الله العاملان في الجامعة الإسلامية بغزة، تمكنا من صناعة وابتكار جهاز تنفس صناعي محلي في إطار الجهود المبذولة لعلاج المرضى ممن هم بحاجة لأجهزة التنفس الصناعي وبالإمكانيات المحلية المتاحة.

المهندس أبو سخيلة قال إن قلة عدد أجهزة التنفس الموجودة في قطاع غزة وبسبب الإمكانيات المتواضعة، والحصار المفروض هي من دعتهم إلى التفكير بتصميم ومحاكاة نموذج لأجهزة التنفس الصناعية في العالم وبالمواصفات المطلوبة، وباستخدام الأدوات المتوفرة في السوق.

وأشار إلى أن الجهاز يتميز بالبساطة، وتوافر القطع المصنعة للجهاز في السوق، وبسعر زهيد، بالإضافة إلى سهولة تصنيعه، وصيانته في المستقبل، منوهًا أن الجهاز سيقلل الضغط على الأجهزة التنفسية الصناعية المتوفرة في قطاع غزة.

فكرة التصنيع

أبو سخيلة أوضح أن فكرة جهاز التنفس الصناعي تتمثل في ضخ الهواء بكميات محددة إلى رئتين المريض إذا انتقلت إليه العدوى، نظرًا لتوقف عضلات الصدر عن العمل عند الإصابة بفيروس "كورونا"، والتوقف عن التنفس بشكل طبيعي، موضحًا أن آلية عمل الجهاز من خلال ضغط الهواء بطريقة ميكانيكة مع إمكانية تخفيف وزيادة كمية الهواء.

ونوه أن جامعته قامت بدعم واحتضان هذا الابتكار من خلال تشكيل لجنة مختصة لتطوير عمل الجهاز واخراجه بشكل جيد للسوق المحلي وجهودها في سبيل تطويره، وإخراجه للسوق بطريقة أفضل لخدمة المجتمع الفلسطيني.

ولفت أن الجهاز تم عرضه على بعض المستشفيات في القطاع، وتم تقييم عمله بالجيد حسب الحاجة له مع بعض الملاحظات، وتابع:" نظرًا لعدم توفر الحساسات، ومقاييس الضغط، والقطع الالكترونية في السوق، دعت الحاجة إلى تصنيعها محليًا بالاستعانة بفريق من المختصين في الجامعة، للعمل على تطويره من أجل زيادة قيمة هذا الجهاز، وإتاحته للعمل في المستشفيات.

بتكلفة بسيطة جداً

بدوره، قال المهندس خلف الله إن تصميم الجهاز لمساعدة المريض في التنفس، ومساعدة العضلات في التحرك، وضخ الهواء المركز بنسب معينة من الأكسجين والرطوبة، فضلًا عن مساعدته في تنشيط جهازه المناعي ليقاوم الفيروس.

وأشار أن الجهاز تم إنجازه بقطع متوفرة في السوق، ويتكون من الحساسات، ومنظم لسرعة الحركة، وفلتر الهواء، ووحدة الضخ، ووحدة الحركة (الماتور)، والصمامات، وتكلفته تبلغ حوالي 150 إلى 200 دولار.

ونوه أن الهدف الأساسي للجهاز هو العمل على AC و   DCكهرباء، وبطارية تعمل لـ 10 ساعات متواصلة، وأن  العمل متواصل لتطوير وتحسين حساسات الجهاز لحجم الهواء، وجهاز مركزي ليخدم الجهاز أكثر من مريض في المستشفى.

 

 

المصدر : الوطنية- تامر عليان