استطاعت "كاميرا الوطنية" بحذر شديد، الدخول إلى المشفى الميداني المخصص لعلاج حاملي فيروس "كورونا" والخاص بمعبر رفح البري جنوب قطاع غزة، بانفراد إعلامي حصري.

هذه المُغامرة الحصرية التي خاضتها "الوطنية" بجدارة، لم تكن سهلة بالنسبة لطاقمها الذي تحدى الوباء القاتل ونفسه لكي يقترب بأقدامه ومعداته أكثر من الأشخاص الذين يحملون الفيروس، ويجهز مادة مصورة دسمة تتكلم عن نفسها بمجرد مشاهدتها.

ومع ترك مسافة كافية لعدم المخالطة بالمصابين تفاديا من انتقال العدوى، وثقت الكاميرا، أوقات خضوع الحالات إلى العلاج داخل الحجر الصحي المنبسط في مدينة رفح، علمًا أنهم يخضعون لحجر صحي مدته 14 يومًا.

وكان وكيل وزارة الصحة في غزة يوسف أبو الريش قد قال في وقت سابق إن الحالتان كانتا بين المحجورين ولم يدخلا القطاع، منوهًا إلى أنه لم يتم تسجيل أي حالة من داخل قطاع غزة.

وأبو الريش أكد أن اكتشاف الحالتين بين المحجورين يؤكد صحة وأهمية العزل الاجباري التي قامت بها وزارة الصحة، لافتًا إلى أنه تم عزل الحالتين بمستشفى رفح الميداني.

وسألت "الوطنية" المدير الطبي للحجر الصحي الذي زارته، حاتم الغولة، عن كيفية عمل الطواقم الطبية مع مصابي الفيروس، ليقول إن وزارة الصحة تتعامل وفق الأنظمة والبرتوكولات العالمية في محاربة الفيروس، فهي أنشأت أكثر من ثلاثين سريرًا للمصابين وأسست قسم عناية مركزة يستوعب 6 أشخاص.

وتابع بالقول:" رغم الإمكانيات الشحيحة والمحدودة تمكنا من إنشاء مشفى في وقت قصير للتعامل مع مصابي فيروس كورونا"، لافتًا إلى أن وزارة الصحة ومسؤوليها في غزة يتابعون عن كثب عمل المراكز الصحية.

بدوره، تحدث الحكيم الذي يعمل في المركز الصحي برفح، أحمد الشريف، للوطنية عن ظروف حياته نتيجة عمله في المركز، قائلاً:" تركنا بيوتنا لخدمة الدين والشعب المكلوم والمحاصر"، متمنيًا بشفاء المصابين بفيروس كورونا.

بالإضافة إلى الحالتين، يوجد داخل قطاع غزة 7 إصابات بالفيروس، وقال المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة أشرف القدرة في بيانه يوم الأربعاء الماضي، إنه سُجل 7 حالات جديدة بالفيروس، ممن خالطوا الحالتين السابقتين.

وأوضح القدرة أن المصابين الجدد "من رجال الأمن الذين كانوا محتجزين في نفس مركز الحجر، ولم يغادروه ولم يختلطوا بأحد خارج المركز"، مع تأكيده عدم تسجيل أي حالة من داخل القطاع، وأن ما تم اكتشافه كان في أحد مراكز الحجر بالقرب من معبر رفح أقصى جنوب قطاع غزة.

وكثفت الصحة في غزة الترصد المخبري للمستضافين في مراكز الحجر الصحي وقد أظهرت الفحوصات المخبرية الواسعة التي اجراها المختبر المركزي سالبية نتائجها جميعاً وعدم تسجيل أي اصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في قطاع غزة حتى الآن، وفق ما جاء في بيان المتحدث باسم الوزارة.

ويشار إلى أن الصحة تقدم خدماتها لــ 1680 مستضافاً داخل مركز الحجر الصحي في محافظات قطاع غزة من بينهم 935 عائداً من الحالات المرضية المختلفة تجرى لهم المتابعة الصحية المباشرة في الفنادق والمراكز الصحية والمستشفيات التخصصية ضمن الإجراءات الوقائية المعتمدة.

 

المصدر : خاص_ الوطنية