"كورونا".. الوباء الذي يطوف العالم بحرية مطلقة، ما يحتاج التكاتف والإسناد من كافة القطاعات الحكومية والخاصة والشعبية وفق المهام المحددة لكلٍ منها لمواجهته.

إلا أن المسؤولية المجتمعية والوطنية للشعب هي التي تحدد المهام لإدارة الأزمة، وليس ما تقره الجهات الحكومية أو الرسمية فقط، وهذا ما أثبته إعلان الصين بالسيطرة على الوباء بعد زيارة الرئيس الصيني "شي جينبنغ" لموطن الفيروس مدينة "ووهان" وسط الجمهورية الشعبية.

بتشابه "كورونا" في أعراضه تلك المصاحبة لأنواع الفيروسات الأكثر شيوعاً مثل نزلات البرد والإنفلونزا، وما بين الإصابة وظهور الأعراض حوالي 14 يوماً حتى 24 يوماً يتبعها قصور في وظائف عدد من أعضاء الجسم حتى الوفاة.

موجة السخرية التي اجتاحت العالم مع بداية انتشار الفيروس خصوصاً في مناطق الشرق الأوسط، انتهت تقريباً مع ظهور أول حالة إصابة في تلك البلدان مثل "مصر -الأردن -فلسطين – السعودية – الإمارات – قطر – الجزائر – تونس – المغرب – إلخ"، الأمر الذي أعطى للإشاعة موطن قدم وسط زخم المأساة التي يعيشها الأن السكان في كافة أنحاء العالم.

ومع بداية الأزمة وبدء انتشار المرض داخل الأراضي الفلسطينية في مدينة بيت لحم تحديداً، والذي أظهر انقساماً واضحاً في التنسيق ما بين الإدارات الرسمية في غزة والضفة الغربية بفعل الانقسام الفلسطيني في بادئ الامر، وبالرغم من كافة الإجراءات الاحترازية التي أعلن عنها إلا أن الخوف من وجود حالات مجهولة بغزة بقي ملازماً نظراً لوضع القطاع الصحي المتدهور، وزاد أكثر بعد الإعلان عن إصابتين داخلها.

عميد كلية الإعلام في جامعة الأقصى بغزة أحمد مغاري، يؤكد أن الأزمة الحالية جديدة من نوعها خصوصاً على الأجيال الشابة الحالية، وهذا ما يعطي مجالاً لحالة التخبط في نقل المعلومات عن انتشار الفيروس.

ويقول مغاري في حديثه لـ "الوطنية": يجب أن نعترف أن التغطية الإعلامية والمتابعة والحديث عن تفاصيل وباء "كورونا" كانت من خلال وسائل التواصل الاجتماعي خصوصاً في بداية الأزمة، داعياً الجمهور إلى التماس أقصى درجات الوعي والحذر وقوفاً عند المسؤولية المجتمعية المنوطة بكل فرد.

وتابع "هذا هو وقت الشائعات وهذا الأمر قائم في كل المجتمعات، وهناك ما يدعو للخوف ولكن هناك دور اجتماعي يجب ممارسته نظراً لحجم أهمية الأزمة".

يشار إلى أن الجهات الحكومية بغزة شكلت جسماً أطلقت عليه "مركز المعلومات الحكومي" وخصصته للحديث عن كل التفاصيل المحيطة بفيروس "كورونا"، حيث يضم هذا الجسم وزارتي الصحة والداخلية، بالإضافة للمكتب الإعلامي الحكومي.

بدوره، يقول أستاذ الإعلام في الجامعة الإسلامية أحمد الترك، إن الإعلام ركن مهم لتسليط الضوء على الأزمة، مؤكداً أن التغطية الإعلامية الموجودة بغزة حالياً، جيدة مقارنة ببداية الأزمة وإجراءات الجهات المعنية الاحترازية.

ويوضح الترك لـ "الوطنية"، أن ثلاث أقسام يجب التركيز عليها خلال هذه الفترة خصوصاً مع إعلان أول إصابتين بالفيروس في القطاع هي الإعلام (الوقائي والبيئي والدوائي).

ويضيف "وسائل التواصل الاجتماعي كغيرها من وسائل الإعلام، لكن يجب أن يكون هناك خطة إعلامية مسبقة للوصول إلى الحقيقة الواضح التي يحتاجها الجمهور".

ويتابع: الإشاعة موجودة وتظهر حسب أهمية الموضوع دائماً، وهي مخالفة للمعلومة الحقيقية والإعلام ايضاً، بما يعتمد بشكل أساسي على مستوى الوعي والمتابعة لدى الجمهور.

ويؤكد العلماء أن فيروس "كورونا" يحتاج خمسة أيام في المتوسط لتظهر أعراضه التي ​​تبدأ بحمى، متبوعة بسعال جاف، وبعد نحو أسبوع، يشعر المصاب بضيق في التنفس، ما يستدعي علاج بعض المرضى في المستشفى، ونادراً ما تأتي الأعراض في صورة عطس أو سيلان مخاط من الأنف.

المصدر : الوطنية - فادي بارود