حصد وباء كورونا أرواح آلاف الضحايا حول العالم، الأمر الذي دفع الكثير من المسلمين للتساؤل عن حقيقة إعتبار المتوفى بفيروس كورونا شهيد ، وما هو موقف الشرع في ذلك ؟! .

هل الموت بالوباء "كورونا" شهيد ؟ :-

جاءت النصوص الشرعية تُبيّن أصناف الشهداء، ومن ذلك ما رواه البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: المَطْعُونُ، وَالمَبْطُونُ، وَالغَرِقُ، وَصَاحِبُ الهَدْمِ، وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ».

قال الدكتور علي فخر، مدير إدارة الحساب الشرعي، وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إن وباء الكورونا وغيره من الأوبئة هو ما يعرف في كتب الفقه الإسلامي بالطاعون، مؤكدًا أن المسلم إذا مات بفيروس كورونا فهو شهيد آخرة، فيكون له أجر شهيد في الآخرة، لكنه في الدنيا يطبق عليه ما يطبق على الميت العادي، من غسل وكفن ودفن وصلاة عليه.

وأضاف «فخر» في تصريح لـ«صدى البلد»: «وقد عرفه ابْنُ مَنْظُورٍ في لسان العرب بقوله: الطَّاعُونُ لُغَةً: الْمَرَضُ الْعَامُّ وَالْوَبَاءُ الَّذِي يَفْسُدُ لَهُ الْهَوَاءُ فَتَفْسُدُ لَهُ الأَمْزِجَةُ وَالأَبْدَانُ».

وتابع: وَفِي الاصْطِلاحِ قَالَ الامام النَّوَوِيُّ: الطَّاعُونُ قُرُوحٌ تَخْرُجُ فِي الْجَسَدِ فَتَكُونُ فِي الآبَاطِ أَوِ الْمَرَافِقِ أَوِ الأَيْدِي أَوِ الأَصَابِعِ وَسَائِرِ الْبَدَنِ، وَيَكُونُ مَعَهُ وَرَمٌ وَأَلَمٌ شَدِيدٌ، وَتَخْرُجُ تِلْكَ الْقُرُوحُ مَعَ لَهِيبٍ وَيَسْوَدُّ مَا حَوَالَيْهِ أَوْ يَخْضَرُّ أَوْ يَحْمَرُّ حُمْرَةً بَنَفْسَجِيَّةً كَدِرَةً وَيَحْصُلُ مَعَهُ خَفَقَانُ الْقَلْبِ وَالْقَيْءُ.

واوصل: قَالَ ابْنُ قَيِّمٍ الْجَوْزِيَّةُ هَذِهِ الْقُرُوحُ وَالأَوْرَامُ وَالْجِرَاحَاتُ، هِيَ آثَارُ الطَّاعُونِ، وَلَيْسَتْ نَفْسَهُ وَلَكِنِ الأَطِبَّاءُ لَمَّا لَمْ تُدْرِكْ مِنْهُ إِلا الأَثَرَ الظَّاهِرَ جَعَلُوهُ نَفْسَ الطَّاعُونِ.

الموت بكورونا شهيد :-

مجلس الإفتاء بإقليم كردستان العراق اعتبر المتوفى جراء كورونا "شهيدا".

وأوضح للجزيرة نت رئيس اتحاد علماء الدين بكردستان الدكتور عبد الله الويسي أن اعتبار وباء كورونا طاعونا هو الأساس لوصف المتوفى بالمرض "شهيدا"؛ استنادا للأحاديث الصحيحة بقول "من مات بالطاعون فهو شهيد".

وأكد الويسي أن المتوفى بهذا يحصل على أجر شهيد الآخرة لا شهيد الدنيا والآخرة معا، موضحا أنه لا يعتبر مفارق الحياة بسبب كورونا شهيدا دون الأخذ بالأسباب المطلوبة لتجنب الإصابة كالوقاية الأولية والعلاجات اللازمة بعد ظهور الأعراض.

ولفت إلى أنه في حال الإهمال وعدم التزام مريض كورونا بالتدابير الطبية والوقائية لا يعد ضمن الشهداء، ولا ينطبق عليه الحديث، بل قد يعد قاتلا نفسه.

 

المصدر : وكالات