ما يزال قطاع غزة، يحافظ على كافة مظاهر العمل القديمة فيه رغم قلة أعداد المعتمدين على هذه المظاهر إلا أنها ما تزال باب رزق وفير لعدد صغير من أبناء القطاع أمثال "سامي أبو عودة" 58 عاماً وهو اللاجئ الذي حافظ على عمل والده كخباز داخل مخيم الشابورة في مدينة رفح جنوباً.

يعمل أبو نضال في مخبزه القديم بشكل يومي، حيث يأتي عدد من المواطنين في المخيم لطهي مأكولاتهم داخل الفرن البسيط، وذلك لقلة التكاليف، والسرعة في الطهي على درجات الحراراة العالية، كما قال للوكالة الوطنية للإعلام والتي دخلت الفرن وعايشت الحالة عن كثب.

المواطن في العادة لا يحتاج إلى دليل لمعرفة مكان الفرن، خصوصاً وأن روائح اللحم والخبز والبسكويت تفوح بشكل يومي من مدخنته الطوبية البسيطة، وورغم ذلك يشتكي الخباز وهو ينجز عمله إلى جانب إبنه نضال "مساعده الأساسي في العمل" من قلة الدخل مقارنة بحقب زمنية انتهت خصوصاً فترة الإنفتاح على العمل داخل الأراضي المحتلة، قائلاً: كنت زمان أعمل 500 شيكل أقل إشي حالياً ما بعمل الـ120 شيكل.

الجدران متشققة والسقف من صفيح، وعدة طاولات خشبية قديمة، وكومة من الحطب المشتعل، وإمرأة تحمل خبزها أو طعام أولادها، وتنتظر نداء الطاهي الماهر لتحمله وتعود للمنزل في غضون ساعة على أقل تقدير، وهذا كله يعتمد على عدد الطلبات ونوعية الطعام وعدد الزبائن.

ويضيف الخباز أنه وبالرغم من المشقة وما تتطلبه المهنة من وقوف على القدمين لساعات طويلة، وجهد عضلي كبير من تحريك لليدين والقدمين للإنجاز، "نسعى لأنه نصنع حياة أفضل ورزقاً أفضل ونطور من طريقة العمل بما يخدم الزبائن ومذاق أطعمتهم".

يشار إلى أن المخبر يعتبر عند بعض الأمهات وربات البيوت والزبائن كمقهى لبعض الوقت لتبادل أطراف الحديث، فتجد الخباز يعمل والنساء وأصحاب الطلبات على أنواعها يخططون للقاء المرة المقبلة عند أبو نضال مع وجبات أخرى.

 

المصدر : الوطنية