تمر بلاد المسلمين بظروف صحية عصيبة جراء تفشي فيروس كورونا القاتل، وحصده آلاف الضحايا والمصابين، الأمر الذي دفع كثير من الحكومات لمنع التجمعات وأبرزها الصلوات في المساجد سواء صلاة الجماعة أو الجمعة ، كإجراء احترازي لمنع تفشي الفيروس أكثر .

الأمر الذي زاد تساؤلات المسلمين حول جواز أداء صلاة الجمعة في البيت ، والحكم الشرعي في ذلك ، وهو ما نضعكم به خلال السطور التالية ، لجميع الباحثين عن تفاصيل أداء صلاة الجمعة جماعة في المسجد في ظل تفشي كورونا .

هل يجوز صلاة الجمعة في البيت :-

لا يجوز أن تؤدى صلاة الجمعة إلا مع المسلمين في المسجد ، ولكن إذا امتلأ المسجد واتصلت الصفوف بالشوارع فلا حرج في الصلاة بالشوارع لأجل الضرورة .

وأما أن يصلي الإنسان في بيته أو في دكانه فإنه لا يجوز ولا يحل له ذلك ، لأن المقصود من الجمعة ومن الجماعة أيضاً أن يحضر المسلمون بعضهم إلى بعض وأن يكونوا أمة واحدة فيحصل فيهم التآلف والتراحم ويتعلم جاهلهم من عالمهم .

ولو أنَّا فتحنا الباب لكل أحد وقلنا صلِّ على المذياع أو صلِّ على مكبر الصوت وأنت في بيتك لم يكن لبناء المساجد وحضور المصلين فائدة، فيجب على المرء أن يسعى إلى المساجد ليصلي فيها مع المسلمين.

حكم أداء صلاة الجمعة في البيت بسبب كورونا :-

قالت دار الإفتاء المصرية إن الشرع الشريف قد أجاز الصلاة فى البيوت فى حالة الكوارث الطبيعية كالسيول والعواصف، وكذلك فى حالة انتشار الأوبئة والأمراض المعدية، بل قد يكون واجبًا إذا قررت الجهات المختصة ذلك.

وأوضحت الدار، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرسى مبادئ الحجر الصحي وقرر وجوب الأخذ بالإجراءات الوقائية في حالة تفشي الأوبئة وانتشار الأمراض العامة بقوله في الطاعون: "إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارًا منه" (سنن الترمذي/ 1065).

وأشارت دار الإفتاء إلى أن هذا الحديث يشمل الإجراءات الوقائية من ضرورة تجنب الأسباب المؤذية، والابتعاد عنها ما أمكن، والتحصين بالأدوية والأمصال الوقائية، وعدم مجاورة المرضى الذين قد أصيبوا بهذا المرض العام حتى لا تنتقل إليهم العدوى بمجاورتهم من جنس هذه الأمراض المنتشرة، بل أكدت أن ذلك كله ينبغي أن يكونَ مع التسليم لله تعالى والرضا بقضائه.

وأكدت دار الإفتاء المصرية أن هذه الأمور من كوارث طبيعية وأوبئة تعتبر من الأعذار الشرعيَّة التي تبيح تجنب المواطنين حضور صلاة الجماعة والجمعة في المساجد والصلاة في بيوتهم أو أماكنهم التي يوجدون بها كرخصة شرعية وكإجراء احترازي للحد من تعرض الناس للمخاطر وانتشار الأمراض، خاصة كبار السن والأطفال.

وشددت دار الإفتاء على حرمة وجود من أصيب بمرض معد أو يشتبه بإصابته في الأماكن والمواصلات العامة، بل والذهاب في هذه الحالة إلى المسجد لحضور صلاة الجماعة أو صلاة الجمعة؛ لما تقرر في القواعد أن الضرر يزال، مع ضرورة التزام المواطنين بالتعليمات الصحية والوقائية التي تقررها وزارة الصحة والمؤسسات المعنية؛ لأنها من الواجبات الدينية، حيث أعطى الشرع الشريف لولي الأمر والجهات المختصة الحق في التصرف في شئون الرعية بما فيه مصلحتهم. ونسأل الله تعالى السلامة والعافية لبلدنا وللإنسانية جميعًا.

 إلغاء صلاة الجمعة وتأديتها ظهراً في البيت :-

وصف وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، قرار المملكة العربية السعودية بإلغاء تأشيرات العمرة بشكل مؤقت شجاع وحكيم ومبني على قواعد شرعية؛ مؤكداً أنه لا مانع من إلغاء الحج خلال الموسم القادم بسبب انتشار فيروس كورونا في حالة وجود خطر على المملكة العربية السعودية، مشيرا إلى أنه فى حالة انتشار فيروس كورونا في بلد مسلمة ولزم الأمر إلغاء صلاة الجمعة من الممكن أن تؤدى ظهرًا في البيوت.

وأكد جمعة فى لقاء مع الاعلامي محمد الباز ببرنامج 90 دقيقة بقناة المحور، أن الإسلام رسالة للعالم وندعو الله أن يرفع البلاء عن جميع البلدان والرأي العلمي يقول أن فيروس كورونا سينحصر بعد موجة الشتاء؛ والفتوى في الدين بخصوص هذا الأمر تتبع الرأي العلمي.

وذكر جمعة أن الرأي الأولى بالاستماع له في أزمة مواجهة فيروس كورونا الجهات العلمية من وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية وبعدها إصدار الرأي الشرعي في هذا الصدد من الجهات المختصة وليس من بعض دعاة الشهرة، مؤكداً على أنه لا يجوز الإفتاء في قضايا الشأن العام والتي تثير البلبلة في الشارع إلا من الجهات المختصة وسنقوم بحسم أمر بعض مثيري الجدل على منصات التواصل الاجتماعي من دعاة الشهرة، مع اللجوء إلى أهل الذكر هم أهل الاختصاص في كل شيء الأطباء في الطب والمهندس في الأمور الهندسية وما إلى ذلك.. ولا يجوز أخذ المعلومات الطبية من الدعاة أو العكس.

 

المصدر : الوطنية