أوعز مجلس الوزراء بإعفاء الموظفات العاملات في الدوائر الحكومية ممن لديهن أطفال بحاجة إلى رعايتهن من الدوام في مقرات دوائرهن خلال فترة إعلان حالة الطوارئ، والعمل من المنزل، استناداً إلى إجراءات خاصة، مبيناً أنه يتم البت بكل حالة على حدة وبإذن من الوزير.

خوّل مجلس الوزراء، في جلسته الأسبوعية، اليوم الاثنين، وزيري التربية والتعليم العالي، باتخاذ القرارات المناسبة التي تضمن دواماً جزئياً للمعلمين في المدارس والجامعات، لغاية إعداد برامج التعليم عن بعد، لتعويض الطلبة طيلة فترة الإغلاق، مهيباً بالأهالي لإبقاء أبنائهم في المنازل قدر الإمكان والبعد عن التجمعات إلا للضرورة القصوى.

وشدد رئيس الوزراء محمد اشتيه، في مستهل الجلسة التي عُقدت في مدينة رام الله، على أن الحكومة، ومن خلال الطواقم الصحية والأمنية وجميع أجهزة الدولة، تعمل على الحد من تفشي فيروس "كورونا"، عبر سلسلة من الإجراءات الاحترازية، وذلك عقب تسجيل 5 إصابات جديدة بالفيروس منها 4 في محافظة بيت لحم، وواحدة في محافظة طولكرم، ليرتفع عدد المصابين بالفيروس في فلسطين حتى مساء اليوم إلى 25 إصابة.

وقرر تشكيل لجنة فنية دائمة لتأجير وتفويض استثمار الأراضي الحكومية، والموافقة على أذونات الشراء لعدد من الأشخاص الطبيعيين والمعنويين، والموافقة على طلبات تمويل لعدد من الشركات غير الربحية، واستحداث تشكيل الهيئات المحلية "مجلس قروي إماتين"، و"مجلس قروي فرعتا"، وتكليف وزير الحكم المحلي بتشكيل لجان لتسيير أعمال لهذه الهيئات المستحدثة لحين إجراء انتخابات المجالس المحلية.

كما قرر الموافقة على الأوامر التغييرية في الأعمال الإضافية لمشروع استكمال شبكة الصرف الصحي وتأهيل شبكة المياه في بلدتي "الجيب، وقطنّة" في محافظة القدس، والمصادقة على التعليمات الفنية الإلزامية الخاصة بالخلطات الإسفلتية واعتماد وزارتي الأشغال العامة والاقتصاد الوطني كجهتين متخصصتين بالرقابة والتفتيش على تطبيقها، والتعاقد مع استشاريي جراحة عامة وجراحة المناظير بهدف توطين الخدمة الطبية في فلسطين.

إضافة لشراء مواد غذائية للمراكز والمؤسسات الإيوائية التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية، وتشكيل فريق فني دائم لمتابعة وتنفيذ الحلول للحد من الأزمات المرورية في محافظة رام الله والبيرة.

وأعلن رئيس الوزراء عن افتتاح مستشفى جديد في بيت لحم صباح اليوم، لاستقبال الحالات المصابة بالفيروس، مشيراً إلى اجتماعه مع ممثلي القطاع الصحي الخاص والمؤسسات الأهلية الذين أعربوا عن استعدادهم لمد يد العون والمساعدة لأجهزة الدولة لمنع تفشي الوباء.

وقال: لقد اضطررنا إلى إغلاق مدينة بيت لحم من أجل سلامة أهلها، ومن أجل الحرص على عدم تفشي الفيروس في المحافظة وخارجها، معرباً عن تحياته لأهالي المحافظة، مشيداً بتقيدهم بالتعليمات الصادرة عن أجهزة الدولة وتفهمهم لها وتعاطيهم بجدية لمنع انتشار المرض.

وأشاد بالتدابير الاحترازية التي بادر إليها محافظ محافظة بيت لحم، بإغلاق جميع المساجد والكنائس والأديرة، والمواقع الأثرية، والمتنزهات وصالات الأفراح في المحافظة، للحد من تفشي الوباء.

وأكد أن كافة الإجراءات الاحترازية المتخذة لمنع انتشار الفيروس، تتم بتوجيهات من الرئيس محمود عباس الذي يتابع التطورات لحظة بلحظة، ويضع كافة الإمكانيات المتاحة لتوفير مختلف الاحتياجات سواء في بيت لحم، أو في باقي المحافظات.

ووجّه رئيس الوزراء الشكر والتقدير للمحافظين، والكوادر الطبية، والطواقم الإعلامية، والقطاع الخاص، وكذلك كوادر المؤسسة الأمنية التي أثبتت التزاماً عالياً في تنفيذ التعليمات الصادرة لمنع تفشي الوباء.

كما حيّا روح العمل التطوعي والمبادرة بإغاثة بيت لحم، مشيداً كذلك بروح التعاون غير المسبوقة التي أبداها شعبنا والجدية العالية في تعاطيه مع هذا الأمر، قائلاً "هذه الروح ستظل محط تقدير كبير من مجلس الوزراء".

ودعا كافة مواطني قطاع غزة إلى الالتزام الكامل بالتعليمات والتوجيهات التي أطلقها الرئيس، والإجراءات التي اتخذتها الحكومة لتجنب وقوع أي إصابات بالفيروس. مشيداً بالتزام بعض الجهات في القطاع بإجراءات الحكومة، داعياً البعض الآخر إلى الالتزام بتلك الإجراءات منعاً لتفشي الوباء.

وقال "نقوم بالتنسيق مع الأشقاء في الجانبين الأردني والمصري بشكل منتظم من أجل سلامة أهلنا، وخاصة في قطاع غزة".

كما دعا، كافة الوزراء للقيام بزيارات ميدانية لدوائرهم الحكومية لضمان تطبيق كافة الإجراءات على الوجه الأكمل، وأشار إلى أن وزارة المالية أعدت موازنة طوارئ لمواجهة الفيروس، مؤكداً كذلك على أن الحكومة تتابع احتياجات أهلنا في مدينة القدس.

وقدمت وزيرة السياحة تقريرا حول السياح الأجانب الذين تواجدوا في بيت لحم، مشيرة إلى أن آخر فوج من السياح الأجانب وعددهم 64 سائحاً، بما فيهم السياح الأميركيون الـ 14، الذين خضعوا للحجر في فندق "إنجل" في بيت لحم، سيغادرون المدينة اليوم بعد عدم ثبوت إصابتهم بالوباء.

كما دعا مجلس الوزراء إلى التعامل مع الأجانب المقيمين في جميع المحافظات والذين يعملون على خدمة الشعب الفلسطيني منذ سنوات، معاملة المواطنين في جميع الإجراءات الاحترازية المتخذة لعدم تفشي الوباء.

وطلب من القطاع الخاص وجميع المؤسسات الأهلية والمجتمعية أخذ الظروف السائدة بعين الاعتبار وضرورة التعامل بإيجابية مع العاملين لديهم وتقدير مدى قدرتهم على أداء المهام المطلوبة منهم، لاسيما العاملات اللواتي لديهن أطفال، في ضوء إغلاق المدارس والحضانات ورياض الأطفال في جميع المحافظات.

ونعى مجلس الوزراء ضحايا الحريق المأساوي الذي وقع في سوق النصيرات وسط قطاع غزة، الذي أودى بحياة 12 مواطناً، وإصابة 56 آخرين، وتقدم من عائلات الضحايا بأحر مشاعر المواساة بفقدان أبنائهم، متمنيا الشفاء العاجل للجرحى الذين تكفل مجلس الوزراء، وبتوجيهات من  الرئيس محمود عباس، بمعالجتهم.

كما ونعى إلى الشعب الفلسطيني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ووزير الداخلية الأسبق المناضل الفريق الركن عبد الرزاق اليحيى، الذي انتقل الى جوار ربه اليوم الاثنين، بعد حياة حافلة بالنضال. وتقدم من أسرة الفقيد ومن آل اليحيى بأصدق مشاعر التعزية والمواساة

المصدر : الوطنية