تشتهر الحيوانات الجرابية الثدية باستراتيجيتها الإنجابية الأصيلة، لأنها بسبب فترة الحمل القصيرة، تلد أشبالها صغاراً وضعفاء البنية، ما يتطلب نموها في كيس الأم وإرضاعها فترة طويلة.

وتفيد مجلة "PNAS" بأنه اتضح لعلماء من أستراليا وألمانيا، أن أنثى أحد أنواع الحيوانات الجرابية الأسترالية الصغيرة، الذي يطلق عليه ولب المستنقعات، الشبيه بالكنغر، تبقى حاملاً طوال فترة قدرتها على الإنجاب.

ويوضح الخبراء هذا الأمر، بأن أنثى ولب المستنقعات تملك رحمين لكل منهما عنق منفصل ومبايض وقناة فالوب خاصة به.

وقبل يوم أو يومين من وضع المولود الجديد، تتزاوج الأنثى وينمو الجنين الجديد في الرحم الثاني.

وحالما يبدأ المولود الجديد برضاعة حليب الأم، يدخل الجنين الثاني في مرحلة تأخر النمو، التي قد تستمر 11 شهرا أو أكثر، وعندما تنخفض رغبة المولود في الرضاعة، يبدأ الجنين الثاني بالنمو من جديد، وتتكرر هذه الدورة من الحمل مرة بعد أخرى.

وبهذا الشكل تبقى هذه "الأمهات البطلات" في حالة حمل دائم إلى سن اليأس، ويشير علماء الأحياء، إلى أن هذا "موهبة" حقيقية، لأن التخصيب أثناء الحمل النشط أمر صعب للغاية.

ويقول "براندون مينزيس" من جامعة ملبورن، يبقى الجنين الجديد الصغير فترة طويلة في رحم الأم، وعملياً لا يستهلك أي موارد ولست متأكداً، من أن الأنثى تدرك أنها حامل.

وقد توصل الباحثون إلى هذا الاكتشاف نتيجة فحص أنثى ولب المستنقعات باستخدام الموجات فوق الصوتية، ما أكد اعتقادهم بوجود ظاهرة "الحمل الأبدي".

وتجدر الإشارة إلى أنه إضافة إلى ولب المستنقعات تتميز بهذه السمة إناث الأرانب، اللائي يتزاوجن قبل 3-4 أيام من موعد الإنجاب، حيث لهن القدرة على الحمل من جديد.

ولكن الاختلاف الوحيد هنا، هو أن هذه القدرة عند الأرانب موسمية، أي أن الإناث يحصلن على فترة راحة. لذلك تبقى إناث ولب المستنقعات حالياً الحيوان الثدي الوحيد في العالم التي تبقى في حالة الحمل مادامت قادرة على الإنجاب.

 

المصدر : الوطنية