كشفت حركة حماس اليوم الإثنين، تفاصيل زيارة وفد الحركة برئاسة رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، إلى العاصمة الروسية موسكو ولقائه بوزير الخارجية سيرغي لافروف، ومسؤولين آخرين.

وقالت الحركة في بيان صحفي، إن رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية ووفد من قيادة الحركة ضم كلا من نائب رئيس الحركة صالح العاروري، ورئيس الحركة في إقليم الخارج ماهر صلاح، ورئيس مكتب العلاقات الدولية موسى أبو مرزوق وصلوا إلى العاصمة الروسية موسكو في إطار زيارة تستغرق عدة أيام.

وأوضحت أن وفد الحركة عقد سلسلة من اللقاءات مع المسؤولين الروس، حيث التقى وزير الخارجية سيرجي لافروف، ثم عقد لقاء مطولا مع "بوغدانوف" ممثل الرئيس بوتين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وبحسب بيان حماس، فإن وزير الخارجية رحب بوفد حركة حماس، مشيرا إلى أهمية الزيارة في هذا التوقيت، وشرح الموقف الروسي من التطورات التي تشهدها القضية الفلسطينية وخاصة صفقة القرن، وجدد التأكيد على رفض روسيا لهذه الصفقة، وأنها لا تمثل طريقا لإحلال السلام والأمن في المنطقة، مستعرضاً الجهود التي تبذلها روسيا مع كل الأطراف المعنية بخاصة الأطراف الفلسطينية سواء السلطة الفلسطينية أو حركة حماس، مشيراً إلى استقباله مؤخرا وفدا قياديا من حركة فتح في سياق التواصل وتعميق التشاور.

وتطرق الوزير الروسي إلى أهمية توحيد الشعب الفلسطيني، واستعداد روسيا للمساهمة في تحقيق هذا الهدف باعتباره ركيزة مهمة في التعامل مع المستجد السياسي المتمثل في الصفقة، وعبر عن تقديره لحركة حماس وأهمية الاستمرار في التشاور والتنسيق معها.

من جانبه، عبر هنية عن شكر الشعب الفلسطيني لمواقف روسيا التي تدعم الحق الفلسطيني في مختلف المحافل الإقليمية والدولية، معبراً عن تقديره لموقفها الرافض لصفقة القرن والمنسجم مع مواقف شعبنا بكل فصائله وأطيافه السياسية باعتبار أن هذه الصفقة تضرب ركائز القضية الفلسطينية خاصة القدس والأرض وحق العودة، فضلا عن كونها تمثل تجاوزا متعمدا لقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي، وحتى إطار الرباعية الدولية، وانحيازا للاحتلال والاستيطان.

واستعرض هنية الإجراءات التي قامت بها قيادة الحركة لتوحيد الموقف الفلسطيني بما في ذلك المبادرة بالاتصال بالرئيس محمود عباس (أبو مازن)، والمشاركة في اجتماع القيادة في رام الله، والاستعداد لاستقبال وفد حركة فتح في غزة، موضحاً أن حركة حماس ترى ضرورة ترجمة الموقف الإعلامي والسياسي إلى مواقف عملية عبر استراتيجية وطنية شاملة.

 

وأكد هنية أن حماس ذهبت وما زالت نحو توحيد الشعب الفلسطيني، مستعرضا عددا من الخيارات لتحقيق المصالحة، وقال إن الحركة جاهزة لأي خيار منها يمكن أن تقبل به حركة فتح والفصائل الفلسطينية، إذ لا مصلحة في بقاء الوضع على ما هو عليه الآن، مشيراً إلى أن حركة حماس تعقد لقاءات في غزة وبيروت مع الفصائل الفلسطينية، وتكثف اتصالاتها مع حركة فتح لكي نخرج جميعا من حالة الجمود الراهنة في ملف المصالحة.

وقال هنية إنه لا حاجة إلى اتفاقات جديدة بل العمل على تطبيق الاتفاقات الموقعة وخاصة اتفاق القاهرة 2011 واتفاق 2017 في القاهرة وبيروت، معبرا عن استعداد حماس للقاء  الرئيس عباس والفصائل الفلسطينية تحت رعاية روسية أو رعاية مصرية أو رعاية روسية مصرية مشتركة، حيث أكد على الدور المحوري لمصر الشقيقة في الملفات كافة، وخاصة ملف المصالحة، مرحبا في الوقت نفسه بأي دور دولي أو عربي لتذليل العقبات في ظل التأكيد على التمسك بالدور المصري.

وعلى صعيد العلاقة الثنائية أشار رئيس المكتب السياسي إلى تاريخية العلاقة بين روسيا والشعب الفلسطيني وفصائل الثورة والقضية الفلسطينية عموما، وأكد أن حركة حماس تعبر عن اهتمامها بالعلاقة مع روسيا وتنميتها وتطويرها في المجالات كافة بما يخدم الحقوق الوطنية الثابتة لشعبنا الفلسطيني والاستقرار في المنطقة.

ووفق بيان الحركة، فإنه تم استعراض ما يمكن أن تقدمه روسيا من مساعدات إنسانية وإغاثية لسكان غزة وفي مخيمات اللجوء.

كما والتقى الوفد بنائب وزير الخارجية بوغدانوف حيث تم استعراض موسع لكل الملفات ذات الاهتمام المشترك والبحث في الآليات الإجرائية في مختلف المسارات، وعبر وفد الحركة عن ارتياحه لفحوى المباحثات والنتائج المتوخاة لهذه اللقاءات المهمة.

المصدر : الوطنية