كشف مختص وباحث بالشأن الإسرائيلي، اليوم الأحد، أن البالونات الحارقة التي تطلق من قطاع غزة اتجاه الأراضي المحتلة تشكل عبئاً ثقيلاً على الانتخابات الإسرائيلية المقبلة "الكنيست"، مؤكداً أنها هي التي ستحدد طريقها ونتائجها

وقال المختص عدنان أبو عامر، إن سقوط البالونات الحارقة أو الصواريخ تجاه مستوطنات "غلاف غزة" سيسفر عن سقوط خسائر بشرية عشية ذهاب الإسرائيليين لصناديق الاقتراع خلال أسبوعين من اليوم من خلال تحديد هوية الحكومة الإسرائيلية القادمة.

وأكد أبو عامر، خلال حديثه لـ"الوطنية"، أن نشر صورة لقتيل إسرائيلي واحد في "غلاف غزة" يساوي آلاف الكلمات التي ألقاها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب إعلان "صفقة القرن".

وشدد على أن إطلاق صفارات الإنذار وسماعها من قبل المستوطنين في كافة المدن الجنوبية يتوقع لها أن تحبس آلاف الإسرائيليين.

وأوضح أن حركة "حماس" بات لها تأثير حاسم في تشكيل الحكومة الإسرائيلية القادمة، لأن الحركة أدركت في سنوات سابقة تأثير الهجمات المسلحة على مستقبل الانتخابات الإسرائيلية.

وأضاف: " حماس تدرك جيدا قواعد اللعبة السياسية في إسرائيل، إنها تعرف اليوم أن كل بالون ينطلق باتجاه إسرائيل عشية الانتخابات يزيد من مصلحة نتنياهو بضرورة التوصل معها إلى اتفاق وقف إطلاق النار يمكن تسميته تسوية".

وضرب المختص بالشأن الإسرائيلي مثلين: الأول وهو أن شمعون بيريس جعل حزب العمل يخسر انتخابات الكنيست الـ 12، حين وقعت عملية مسلحة بمدينة أريحا في الضفة الغربية قبل يومين فقط من انتخابات 1988.

أما المثل الثاني: فكان في مايو 1992 حين أدرك حزب الليكود أن المسلح الفلسطيني الذي نفذ عملية طعن قبل شهر واحد من الانتخابات أعاد حزب العمل إلى السلطة، كما ساهمت حماس بعملياتها الاستشهادية في هزيمة حزب العمل، وفوز نتنياهو في انتخابات 1996.

وتابع: "حماس بات لها الدور المركزي في نتائج الانتخابات الإسرائيلية، وأي مقعد هنا أو هناك في الكنيست كفيل بتغيير وجهة تشكيل الحكومة القادمة، واليوم يبدو الليكود بحاجة ماسة لرحمة حماس في غزة، ويتطلب من رئيس الحكومة أن يلجأ لضبط النفس فيها، لأن مصيره السياسي بات معلقا ببالون حارق".

وحول الزيارة التي قام بها الوفد المصري لغزة قبل عدة أيام، أكد أبو عامر، أن الزيارة المفاجئة للوفد الأمني المصري لغزة بعد غياب دام أكثر من خمسة أشهر ليست عفوية.

واختتم حديثه قائلاُ: "بغض النظر عما سيحصل عقب الثاني من آذار/مارس، وهو يوم التصويت في الانتخابات الإسرائيلية، فإن جبهة غزة في اليوم التالي لها قد تكون كما كانت عليه خلال السنوات العشر الماضية، وربما أسوأ من ذلك، وفق التقييم الإسرائيلي".

المصدر : الوطنية- وجيه رشيد