نشر رئيس وزراء الاحتلال "بنيامين نتنياهو"، اليوم الجمعة، مقالاً تحدث فيه عن خطة الرئيس الأميركي "صفقة القرن".

وعدد نتنياهو في مقاله الذي نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" عدداً من الأسباب التي يجب أن تدفع الإسرائيليين للقبول بالصفقة، وعدم تفويت هذه اللحظة والفرصة، حيث تعهد بالعمل على تطبيقها عقب الانتخابات المقبلة.

وأكد على ضرورة أن لا تؤثر الانتخابات المقبلة، والعمل على اغتنام ما وصفها بـ"الفرصة التاريخية" لتطبيق الخطة الأميركية، والتي تمثل تحقيقًا لـ"الرؤية الصهيونية"ن كما جاء.

وقال: هذه الخطة التي وضعها الرئيس الأميركي "دونالد ترمب"، ستوفر الحماية لـ"إسرائيل"، وتشكل حدودها، وتعمل على تأمين مستقبلها.

واعتبر ما يروج من قبل بعض وسائل الإعلام وجهات أخرى من تشويه للصفقة بأنها إدعاءات خاطئة. حسب زعمه.

وبين أن الخطة لأول مرة ستسمح لـ"إسرائيل" منذ إنشائها، بالحصول على اعتراف أميركي بالسيادة على مناطق المستوطنات بالضفة الغربية، وكامل مناطق غور الأردن.

وأشار إلى أن تطبيق السيادة على تلك المناطق سيكون وفق ما أعلن عنه السفير الأميركي لدى إسرائيل "ديفيد فريدمان"، من خلال عملية رسم الخرائط من قبل لجنة إسرائيلية - أميركية مشتركة.

وجدد تثمينه، لكل مواقف "ترمب" الداعمة لـ"إسرائيل"، و"الوفاء بوعوده"، بدءاً من الخروج من الاتفاق النووي مع إيران، وصولًا للاعتراف بالقدس عاصمةً لـ"إسرائيل"، ونقل السفارة إليها، والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان.

وأضاف "هو أيضًا سيقف إلى جانبنا في مسألة السيادة بالضفة وغور الأردن والبحر الميت"، متطرقاً إلى أن الصفقة تنص على إقامة دولة فلسطينية.

وأشار إلى أن الخطة بالأساس تضع شروطًا صارمة على الفلسطينيين من بينها إحداث تغيير أساسي في المجتمع الفلسطيني وتحويله إلى كيان ديمقراطي، وأن تستوفي هذه الدولة الشروط الإسرائيلية والأميركية، ومنها الدخول في مفاوضات يتم من خلالها البدء بالتوقف عن دفع رواتب أهالي منفذي العمليات، ووقف أي محاولات للانضمام للمنظمات الدولية دون موافقة "إسرائيل"، وسحب دعاوى قضائية ضد "إسرائيل" في محكمة الجنايات الدولية، كما جاء.

وأضاف "هذه كلها شروط مسبقة يتعين على الفلسطينيين الوفاء بها من أجل الدخول في مفاوضات سياسية، ولاختتام هذه المفاوضات يجب أن تستوفى شروط أخرى تتمثل في الاعتراف بدولة إسرائيل كدولة يهودية، والاعتراف بالقدس المتحدة كعاصمة لإسرائيل، والموافقة على السيطرة الأمنية الإسرائيلية على كامل الأراضي الواقعة غرب الأردن - جواً وبحراً وبراً، والكف عن التحريض ضد إسرائيل، بما في ذلك في المناهج والكتب المدرسية وجميع مؤسسات السلطة الفلسطينية، والتخلي عن حق عودة اللاجئين، ونزع سلاح حماس والجهاد والمنظمات الأخرى، وفرض السيطرة الكاملة على السكان بغزة والضفة، وإجراء انتخابات حرة، وضمان حرية الصحافة، وحماية حقوق الإنسان، والحفاظ على الحرية الدينية، ومنح المساواة في الحقوق للأقليات الدينية".

وتايع "ومرة أخرى، فإن إسرائيل والولايات المتحدة هما اللتان يقرران ما إذا كان الفلسطينيون يستوفون كل هذه الشروط قبل التوصل إلى أي اتفاق".

واعتبر أن هذه الخطة الأميركية هي الأكثر ودية على الإطلاق، وهي تعكس إنجاز تاريخي في مصيرها.

وأشار إلى أن هذه الخطة لا تفرض على "إسرائيل" أي شروط للدخول في المفاوضات مثلما كان سابقًا يتم من قبل خطط أخرى مثل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين وتجميد البناء في المناطق لمجرد الدخول في المفاوضات، وفي هذا إشارة لإدارة الرئيس الأميركي السابق "باراك أوباما".

كما وأشار إلى أنه بغض النظر عن موافقة الفلسطينيين أو رفضهم، سيتم الحصول على اعتراف أميركي بالسيادة، في حين أن الفلسطينيين مطالبون بمنح تنازلات كبيرة فقط من أجل الدخول في مفاوضات، وأنها لأول مرة الخطة تدفع باتجاه تسوية قضية اللاجئين اليهود الذين أجبروا على الفرار من الدول العربية والإسلامية، وتدعو الدول العربية إلى وقف مبادراتها ضد "إسرائيل "في الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية.

ووصف الخطط الأميركية السابقة بأنها كانت تحمل برامج سياسية مشوهة بالنسبة لحقوق "إسرائيل"، على عكس هذه الخطة التي توفر الأمن لكل من وصفهم بـ "مواطني دولة إسرائيل"، من خلال الحفاظ على حق تل أبيب في الحفاظ على السيطرة الأمنية بالضفة وغور الأردن، وهذا ما سيمنع تنفيذ هجمات ضد المدن الرئيسية في الداخل.

وقال إن "الخيار الذي سنتخذه في الأسابيع المقبلة، سيحدد مستقبل أمتنا إلى الأبد. بعد 11 عامًا من العمل ضد سياسات الانسحاب والتهجير التي تنتهجها الحكومات الأمريكية السابقة، وبعد ثلاث سنوات من العمل عن كثب مع الرئيس ترمب وفريقه - أصبح لدينا أخيرًا فرصة لتعزيز ثقتنا وتعيين حدودنا وتأمين مستقبلنا".

ودعا جميع الإسرائيليين بما فيهم المعارضة أن لا يدعوا الانتخابات تؤثر على تفويت هذه الفرصة التاريخية.

المصدر : الوطنية