نقلت صحيفة القدس المحلية عن مصادر وصفتها بأنها مقربة من حركة حماس قولها، إن نقاشات عميقة وعاصفة تدور داخل الأطر السياسية المختلفة للحركة، إزاء الموقف الذي ستتخذه الحركة من أفكار التهدئة طويلة الأمد التي عرضت عليها مؤخرا من أطراف دولية وإقليمية. وقالت الصحيفة إن النقاشات تدور حول أفكار طرحها "روبرت سيري" سابقا، ثم أعادت طرحها أطراف دولية أخرى بمساعدة من جهات عربية. وبينت أن هناك تجاوبا مع بعض الأفكار ورفضا لأخرى، خاصةً تلك التي تهدف لمحاولة فصل غزة عن الضفة بإغراء قيادة الحركة بإمكانية فتح ميناء وإعادة تأهيل مطار غزة الدولي. وأشارت المصادر إلى أن المداولات داخل الحركة لازالت مستمرة وتشمل قيادة كتائب القسام الجناح العسكري للحركة للوصول إلى أكثر الآراء توافقية بهذا الشأن. ولم تخف تلك المصادر أن بعض قيادات الحركة في غزة فضلوا التوصل للتهدئة، على أن تكون أكثر من خمسة سنوات، وأن تلك القيادات رفضت ما عبر عنه بعض قيادات الحركة أمثال موسى أبو مرزوق وإسماعيل هنية، من مخاوفهم أن تكون مثل هذه الأفكار هدفها فصل غزة عن الضفة. وذكرت أن قيادة كتائب القسام لم تبد رأيا واضحا حتى اللحظة بشأن القضية المطروحة، مشيرةً إلى أن قائد الكتائب مروان عيسى يفضل التوصل لاتفاق دون مهلة زمنية محددة، وأن يكون مرتبطا بتعهد الأطراف التي سترعى الاتفاق بإلزام إسرائيل به. وحسب المصادر، فإن القيادة السياسية للحركة أمهلت كتائب القسام فترة قصيرة لإنهاء عمليات تطوير وبناء الأنفاق، وترميم ما دمره الاحتلال استعدادا لأي طارئ، بما في ذلك إمكانية وقوع تصعيد عسكري جديد. وشددت الحركة في رسالتها لقيادة الكتائب، على أنها لا ترغب بأي معركة مع الاحتلال ولكن الظروف المحيطة بالوضع الفلسطيني المعقد قد تذهب بقيادة الاحتلال الجديدة للخروج من المأزق والضغوطات التي تتعرض لها لرفضها المفاوضات بالذهاب باتجاه عدوان واسع يشمل كل الأراضي الفلسطينية. وكشفت المصادر النقاب عن تجنيد القسام للعشرات من مقاتليه للعمل على ترميم الأنفاق، وأن العمل فيها أصبح علانيةً وبالقرب من الحدود (وهو ما كشفت عنه وسائل إعلام عبرية متعددة مؤخرا مرفقة بصور نشرها مستوطنون يسكنون قرب حدود غزة). وأشارت المصادر إلى أن عمليات حفر الأنفاق سابقا كانت تتم عبر عناصر مختصة بذلك، بيد أنه جرى منذ 3 أشهر الدفع بعشرات المقاتلين من أجل ترميم ما دمره الاحتلال وبناء أنفاق جديدة منها هجومية ودفاعية، ووصل أنفاق بأخرى للإمداد العسكري في أي حرب. ونفت المصادر وجود أي ضغوط من قطر أو أي جهات أخرى للقبول بالأفكار المطروحة للتهدئة، مشيرا إلى أن هناك تخوفا كبيرا لدى قيادة الحركة من الوقوع في فخ إسرائيلي لفصل غزة عن الضفة، يتبعه عدم التزام الاحتلال بشروط التهدئة والتنكر إليها بعد مرور وقت قصير على توقيعها. وبشأن العلاقة مع السعودية وإيران، أوضحت تلك المصادر أن الحركة تحافظ على علاقاتها مع جميع الدول بمستوى متقارب وأن هناك إجماعا داخل الأطر السياسية على عدم ارتكاب أخطاء جديدة بالتحيز لطرف على حساب آخر، والتأكيد على المصلحة العامة في إطار خدمة القضية الفلسطينية وعدم الدخول في جبهات سياسية لصالح أي طرف.

المصدر :