قال عضو المجلس الثوري لحركة فتح عبد الحكيم عوض، إن انطلاقة الثورة الفلسطينية التي تتجسد في الحركة صاحبة الطلقة الأولى، أعطت أبعاداً وأهدافاً ذات مضامين وطنية وسياسية لقيادة المشروع الوطني الفلسطيني.

وأضاف عوض، في تصريح صحفي في الذكرى الـ55 لانطلاقة حركة فتح، أن هذه الأهداف والأبعاد تكمن في الرؤية المستقلة والنهج الثوري السياسي التي رسمته الحركة في مبادئها الأساسية بقيادة الشهيد ياسر عرفات ورفاق دربه من القادة التاريخيين الذين آمنوا بالثورة والقضية، وقضوا نحبهم شهداء خالدين على طريق النصر والتحرير.

وأكد على أهمية إحياء ذكرى الانطلاقة في كل المواقع والساحات والميادين لما تمثله فتح من عنوان وطني هام للجماهير الفلسطينية في مختلف أماكن تواجدها، وما لها من رمزية وطنية و مدلولات سياسية تجسدت في الإرث التاريخي والموروث النضالي لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، التي قادتها حركة "فتح" نحو الانتصار في كافة المعارك النضالية في مواجهة المحتل الاسرائيلي من جهة، والتصدي لكافة المؤامرات الداخلية والخارجية، التي حاولت جاهدةً الإطاحة بالحركة العملاقة منذ بدايات الانطلاقة والتأسيس من جهة أخرى.

وشدد على أهمية رفع شعار الانطلاقة "نغير الواقع لنصنع المستقبل"، الشعار الذي أعلن عنه تيار الإصلاحي الديمقراطي، الذي يعبر عن حال الحركة وواقعها التنظيمي وضرورة النهوض بها، من أجل أن يكون العام الجديد الأكثر عطاءاً وديمومةً واستمرارية في الواقع التنظيمي في كافة الصعد والمستويات، حتى تتم استعادة الحركة من خاطفيها، ومن أصحاب الأجندات الخاصة المتنفذة، التي تستحوذ على التفرد في صناعة القرار، والتي تعمل على تهميش الأصوات التنظيمية التي لها المكانة والحضور على المستوى الحركي والجماهيري.

وأضاف: "إنه لمن الضرورة الوطنية والأهمية التنظيمية وحدة حركة فتح، لما تشكله من قوة وتأثير في الشارع الفلسطيني، ولأنها العمود الفقري للحالة الوطنية بشكل عام، لأن وحدة فتح هي وحدة الوطن ووحدة القرار الفلسطيني والمشروع الوطني المستقل".

كما أكد على أهمية الحفاظ على فتح التي قادت الثورة الفلسطينية المعاصرة من خلال وحدة شخوصها وأهدافها ورؤيتها وقراراتها، والالتزام بالمبادئ الحركية والنظام التأسيسي لفتح، والابتعاد والتوقف عن ممارسة المسلكيات المخالفة لقوانين الحركة وأنظمتها الداخلية التي لا تمت بأي صلة  للحركة ومبادئها. 

واستعرض أبرز المحطات والعناوين الرئيسة التي قامت من أجلها حركة فتح، والتي من أهمها قيادة المشروع الوطني المستقل من خلال رؤية نضالية وسياسية هادفة تقرب جموع الفلسطينيين من حلم الدولة والاستقلال، وتجمع شملهم وتوحد صفوفهم في إطار الوحدة الوطنية الشاملة والتي باتت للأسف ضرباً من الخيال في ظل الانقسام السياسي الذي طال أمده، وهنا وحدة فتح ضرورة تنظيمية للحفاظ على الهوية الوطنية.

واعتبر أن الحالة التنظيمية الفتحاوية، وما تمر به اليوم من أزمات بل كوارث على كافة الصعد والمستويات هو بسبب حالة التفرد والاقصاء، وعدم الالتفات لتاريخ الحركة وإرثها النضال العظيم الذي قاده الشهيد الخالد ياسر عرفات ورفاقه الشهداء من القادة العظام.

ويما يتعلق بفعاليات إحياء الذكرى، قال عوض إن تيار الإصلاح بقيادة محمد دحلان قد أعلن عن البدء في إحياء الانطلاقة عبر العديد من الفعاليات في كافة ساحات العمل التنظيمي التي يتواجد بها تيار الإصلاح، وذلك تأكيداً  على أن  تيار الاصلاح بكافة قياداته وكوادره ومناصريه وقواعده التنظيمية انطلق من أجل الحفاظ على الإرث النضالي والموروث الفكري والسياسي  التي انطلقت حركة فتح من أجله.

وأضاف أن تيار الإصلاح جاء لتصويب المسار وتوحيد الرؤية التنظيمية وصولاً لعنفوان ومجد الحركة وعنوانها الصحيح ذات النهج السليم، والذي بدأت ملامحه تظهر في الأفق العام والواقع السياسي الفلسطيني، من خلال الفعاليات والانجازات المتواصلة التي يحققها عملياً تيار الإصلاح الديمقراطي، ومن خلال البرامج والانجازات التنظيمية التي يسعي التيار لتحقيها على الدوام، حتى تكون رافعة للحركة وجموع الفتحاويين في الوطن والشتات.

وشدد على ضرورة النهوض المستمر بالواقع التنظيمي للحركة لتبقى العنوان الأبرز في صدارة العمل الوطني في إطارها القومي والعربي، مؤكداً في الوقت نفسه على أهمية استعادة الوحدة التنظيمية من خلال الانصياع للأصوات الفتحاوية التي لها تأثير ملحوظ وامتداد جماهيري في القواعد التنظيمية العريضة للحركة، والوقوف في وجه كافة الأصوات النشاز التي تعمق الانقسام داخل صفوف وأطر الحركة من أجل الحفاظ على مصالحها الخاصة، التي تتنافى وتتضارب مع المصلحة التنظيمية العامة لحركة فتح.

وتوجه عوض بتحية إجلال وإكبار لشهداء الثورة الفلسطينية ولعوائلهم، وللأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال ولذويهم، وللجرحى والمصابين من أبناء شعبنا الصامد، معربًا عن  خالص أمنياته أن يكون العام الجديد عام الخير للفتحاويين من خلال تحقيق وحدتهم التنظيمية، ولعموم أبناء الشعب الفلسطيني والأمة العربية، وأن يكون العام  الجديد عام الوحدة وإنهاء الانقسام الفلسطيني وزوال الاحتلال على طريق الحرية والاستقلال وإقامة الدولة وعاصمتها القدس الشريف.

المصدر : الوطنية