نشرت وزارة الداخلية والأمن الوطني بغزة، فيديو مصور تضمن تفاصيل عن الخلية التي رصدت وتابعت تحركات القيادي بحركة الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا والذي استشهد في بتاريخ 12 نوفمبر 2019 الماضي.

حيث تضمن الفيديو اعترافات لعدد من المتورطين في عملية رصد ومتابعة أبو العطا ونقل كافة المعلومات للاحتلال الإسرائيلي وصولاً لاغتياله من قبل الاحتلال.

وبحسب الفيديو فإن الخلية تابعة لجهاز المخابرات العامة في رام الله، كُلفت بمهام رصد ومتابعة الشهيد أبو العطا على مدار عدة شهور، حتى ساعة اغتياله من قبل الاحتلال فجر الأربعاء الثاني عشر من نوفمبر الماضي.

ووفقاً للفيديو، فإنه يقف على رأس الخلية مسؤول المحافظات الجنوبية في جهاز المخابرات العامة بالسلطة شعبان الغرباوي، والذي بدوره قام بنقل المعلومات التي وردت إليه إلى ضباط الاحتلال الإسرائيلي.

تواصل ومتابعة

وفي نفس الإطار، قال "ق.م" 48 عاماً – عسكري برتبة رائد في جهاز المخابرات – إنه تلقى في شهر مارس 2019 اتصالاً من الغرباوي، قام فيه بتكليفه تشكيل مجموعة تحت مسئوليته تتكون من خمسة أفراد من جهاز المخابرات.

وأضاف: "سألني العميد الغرباوي عن بهاء أبو العطا أين يسكن وما أخباره؟، وهل يسكن في الشجاعية أم غرب غزة، فقلت له أنه ما زال يسكن غرباً لأنه فيه أعمال ترميم بمنزلهم بالشجاعية".

وأوضح أنه تلقى اتصالاً من الغرباوي في شهر سبتمبر 2019 سأله الأخير عن مكان سكن بهاء أبو العطا في منزله الجديد بالشجاعية أم ما زال يسكن غرب غزة، فرد عليه "لا أعلم، لكن قبل فترة كنت بجوار بيته فرأيت أطفالاً وبعض رجال الأمن وسيارة".

وتابع: تلقيت في شهر أكتوبر 2019 تكليفاً من الغرباوي بالمتابعة الأمنية لبيت أبو العطا.

من جانبه، تلقى "ل.د" 39 عاماً -عسكري برتبة مساعد أول في جهاز المخابرات- في نهاية عام 2018 اتصالاً من الضابط "ق.م" أبلغه فيه أنه سيتم تزكية اسمه للاستثناء من كشف التقاعد.

وأضاف: "في بداية شهر مارس 2019 أصبح "ل.د" يتواصل معي بشكل يومي ويُبلغني أنه سُينشطني في الجهاز وأرسل لي كل أسبوع عدة أسماء للتحري عنها".

بداية الرصد

وحول حيثيات بداية رصد ومتابعة الشهيد أبو العطا، قال "ل.د" : "في بداية شهر أكتوبر 2019 تلقيت اتصال من الغرباوي تم تكليفي بالمتابعة الأمنية بشكل كامل لبيت أبو العطا والتحركات التي تحدث في البيت من سيارات ومرافقين".

وأردف: بعد تكليفي بالمهمة كنت أتابع البيت بشكلٍ يومي والقيام بجولات ميدانية في منطقة المتابعة الدقيقة لما يحصل في المنزل من أحداث ومن يتواجد بداخله أو خارجه، وعدد الحراس.

وتابع: "بعد تكليفي بأسبوع طلب الغرباوي صورة لبيت الشهيد أبو العطا، فقُمت بتصوير البيت من الجهة الشرقية والجهة الشمالية مع مدخل البيت وإرسالهم له عبر الواتساب".

وذكر"ل.د" أن من بين طلبات الغرباوي، معلومات عن تحركات المرافقين والسيارات حول البيت، قائلاً : "أبلغته أنني كنت أجد كل لحظة جيب من نوع (ماغنوم) مع أربعة حراس للبيت مع سيارة (هونداي)، وكنت أعود بعد ساعتين فأجد نفس الحراس مع السيارة".

ومن بين الطلبات أيضاً، متابعة البيت من بعد المغرب وحتى الساعة 12 مساءاً وتكثيف التحركات في هذه المنطقة، فكنت في جولة الساعة 10 فوجدت 5 سيارات مع 6 مرافقين وواصلت متابعة الموضوع كل ساعة كنت أجد نفس العدد".

وأشار إلى أن الغرباوي كان على تواصل دائم معه، وكنت أبُلغه بكل المعلومات وطلب مني مواصلة المتابعة فقلت له "يبدو أن هناك اجتماع في المنزل"، وعُدت بعد نصف ساعة فوجدت نفس العدد، وبعدها اتصل بي فقلت له "يبدو أنهم في اجتماع انتهى قبل نصف ساعة".

يحمل حقيبة

إلى ذلك، يروى "ن.ع" 50 عاماً -ضابط متقاعد برتبة عقيد في جهاز المخابرات- أن العميد الغرباوي في بداية شهر أكتوبر عند ظهور اسم بهاء أبو العطا في الإعلام الإسرائيلي والعربي، للاستفسار عنه وعن وضعه فقلت له: قبل ثلاثة أيام شاهدته أمام منزله بصحبة أخوته ومرافقيه".

وتابع: "في بداية شهر نوفمبر 2019 وأثناء مكالمة مع العميد الغرباوي أبلغته أنه قبل يومين كان الشهيد أبو العطا سهران عند بيت أهله للساعة الحادية عشرة ليلاً ثم توجه لبيت أقاربه بصحبة مرافقه وكان دائماً يسهر عندهم لقرابة الفجر ثم غادر".

واستطرد: "في هذه الأثناء لم يكن معه مرافق بل كان متخفي بجلابية وكوفية وعكاز ويحمل حقيبة صغيرة، وعاد لمنزله، ثم سألني الغرباوي عن مكان منزله فقلت له: عند بيت العرعير لسوق الجمعة مقابل مدرسة الوكالة هذا بيت الشيخ بهاء!".

"بيري"

وكشف الفيديو عن اتصال جرى بين الغرباوي وضابط من المخابرات الإسرائيلية يدعى "بيري" أخبر فيه الأخير أن سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي تعتزم تنفيذ عمليات وصفها بـ"الموجهة والخاطفة".

وأبلغ العميد الغرباوي ضابط الاحتلال أنه أرسل له 70 ورقة حول حيثيات متابعة ورصد الشهيد أبو العطا.

متابعة لأبو العطا

وحول تفاصيل متابعة ورصد أبو العطا، قال "ل.م": "اتصل بي الغرباوي وكلفني أن لديه معلومات بوجود فعالية عند بيت بهاء أبو العطا فذهبت للمكان بعد نصف ساعة وكان الشهيد بهاء يتحدث عن المقاومة وعن سلاح المقاومة فقمت بتصويره والحشد الموجود عنده".

في يوم الإثنين الحادي عشر من نوفمبر 2019 والساعات الأخيرة قبل تنفيذ عملية الاغتيال، كشف "ق.م" أنه تلقى اتصالاً من العميد الغرباوي في تمام الساعة الرابعة سأله فيه عن الوضع حول بيت بهاء أبو العطا فرديت عليه "أن الوضع الآن هادئ مثل أي يوم مر علينا".

وتابع: "في الساعة الثامنة عدت لمنزل أبو العطا لمتابعة الأمر فوجدت أربعة مرافقين مع الجيب الأبيض، فاتصل بي العميد الغرباوي بعد نصف ساعة وأبلغته ما وجدت عبر الواتساب، وطلب مني تكثيف المتابعة أكثر".

ونوه "ل.م" إلى أنه عاد الساعة 12:30 لمنطقة منزل الشهيد فوجد السيارة "كايا" سوداء خاصة به موجودة دون وجود حراس أو مرافقين أمام البيت والسيارة، وأبلغ العميد الغرباوي بذلك.

وكشف أن الغرباوي طلب منه تكثيف المتابعة في تلك الليلة، فعاد الساعة 1:30 ووجد السيارة دون تواجد حراس أو مرافقين، وطلب منه تكثيف المتابعة، وعاد لمنزله الساعة 2:15 صباحاً".

ساعة الاغتيال

زقال "ل.د" : "استيقظت الساعة الرابعة صباحاً على صوت انفجار، بعدها اتصل بي "ق.م"، أبلغني باستهداف بيت الشهيد أبو العطا، فقلت له خليني تأكد وأشوف مين الي استشهد وبحكيلك"

وأضاف: "لحظة أذان الفجر ذهبت للصلاة في مسجد الهدى فتحدث الناس في المسجد أن بهاء أبو العطا استشهد بصحبة زوجته وإصابة ابنه إصابة طفيفة".

ومضى بالقول: "اتصلت على "ق.م" وأبلغته أن بهاء أبو العطا استشهد وزوجته، فقال لي: عندي معلومات بس انتا تابع الموضوع هذا!".

يذكر أن الشهيد بهاء أبو العطا عضو قيادي عسكري في سرايا القدس والذي استشهد برفقة زوجته في عملية اغتيال نفذه الاحتلال الإسرائيلي فجر يوم الثلاثاء الموافق 12 من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

والشهيد بهاء أبو العطا عضو في القيادة العسكرية في سرايا القدس استشهد برفقة زوجته في عملية اغتيال نفذها الاحتلال فجر الثلاثاء الثاني عشر من شهر تشرين ثان/نوفمبر الماضي.

 

المصدر : الوطنية