أكد رئيس الوزراء محمد اشتيه، على ضرورة إطلاق نقاش فلسطيني وعربي ودولي حول الرواية عن فلسطين والقدس، وما كتب في الماضي عن حقيقة الرواية عن فلسطين الكنعانية وكل من عبر عليها من تاريخ العالم، مضيفاً: فالحقيقة تبقى ثابتة أننا ولدنا على هذه الأرض وسنبقى عليها.

جاء ذلك خلال إطلاق فعاليات مؤتمر فلسطيني الكنعانية، اليوم السبت، في متحف محمود درويش برام الله، بحضور وزير الثقافة عاطف أبو سيف، وعدد من الشخصيات الرسمية والأدبية، والذي تخلله عرض فيلم "تاريخ فلسطين في 6 دقائق.

وشدد اشتيه على أن السبب الذي يكمن وراء إطلاق المؤتمر أن إسرائيل تشن مجموعة حروب ممنهجة، والأخطر من حرب الجغرافيا والديمغرافية والمياه والمال، حرب الرواية.

وقال: كل الحفريات تحت الأقصى وهجمات المستوطنين على الحرم الإبراهيمي والمسجد الأقصى وقبر يوسف وسن قانون القومية كل هذا يتعلق بحرب الرواية، والحقيقة أننا أصحاب الرواية وموجودون على أرضنا ومتمسكون بها، ولكن الحل ليس حول الرواية فالمعركة سياسية ويجب ان يكون الحل سياسي.

وأضاف: المهم سواء كان بدأنا من رسائل تل العمارنة، أو عبورا على ما قاله الباحث كريمر، أن هناك آثارا وجدت في فلسطين قبل 19 ألف عام، وبغض النظر من أين نبدأ الرواية عن فلسطين، إلا أن الحقيقة تبقى ثابتة، وهي: اننا ولدنا على هذه الارض وسنبقى عليها، ولا زال من فلسطين الكنعانية ما نحن متشبثون به إلى يومنا هذا، الإله بعل أهم اله عند الكنعانيين، ونحن الى اليوم نسمي ارضنا على اسمه حين نقول أرض بعلية اي مسقية من ماء المطر.

وتابع: الكنعانيون قاتلوا كل من حاول غزو بلدهم من 1640 قبل الميلاد عند دخول طلائع الفراعنة الى فلسطين، وكل سكان هذه الارض كانوا دائما يدافعوا عنها في مواجهة كل الغزاوت، ونحن نعلم جميعا علم اليقين انه إذا كان هناك أكثر من 120 ألف نبي عبروا على تاريخ الانسانية من آدم عليه السلام إلى نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، مرور بسيدنا المسيح عليه السلام، والنبي الوحيد الذي لم يدخل هذه الأرض هو النبي موسى.

وبين رئيس الوزراء أن تشكل المدن في فلسطين، وتشكل القرى على شكل عناقيد حولها، فكل قرية كان يحيط بها مجموعة من القرى، ولذلك الأمر المتعلق بعنقودية الكيانية الفلسطينية التي بدأها الكنعانيون الأوئل، سواء كان ذلك ما لحق بالقدس اليبوسية وكل العبور، نبوخذ نصر، والسبي، والاسكندر المقدوني، ودخول وبروز روما، واحتلال الرومان وولادة المسيح في 4 قبل الميلاد، ولذلك هذه الأرض معظم الامبراطوريات والدول وكل من كان يريد ان يهيمن على العالم كان يريد أن يكون له بصمة اصبع على التاريخ الفلسطيني، والفلسطينيون قاوموا، وكل الوثائق التاريخية تؤكد أن السكان الأصليين قاوموا كل من جاء عندهم، والمسيحيون العرب قاتلوا مع المسلمين ضد الصليبيين لأنهم اعتبروا ذلك غزو أجنبي للأرض الفلسطينية، وهذا يؤكد على وحدة الحال على مدار التاريخ.

وأردف أن الروايات التي كتبت عن فلسطين الآن هي مكان تشكيك من عديد من المؤرخين في العالم، والرواية التوراتية عن فلسطين تحت علامة سؤال كبرى بدأها كمال الصليبي في كتابه المشهور أن التوراة جاءت من مكان آخر، ومن ثم كتب الباحث الاسرائيلي شلومو زان اختراع شعب اسرائيل واختراع أرض اسرائيل والقبيلة الثالثة عشرة، وكل الذين قالوا انه نثبت الراوية التاريخية، ولكن نتسائل حول الجغرافية التي وقعت عليها احداث الرواية التاريخية، ولذلك العديد من الباحثين في العالم اليوم الذين يقولوا إن احداث هذه الرواية لم تكن ارض فلسطين، ونحن اليوم من هذا المنتدى نطلق النقاش والحديث حول التشكيك بهذه الرواية، ونحن مع المشككين أن الرواية لم تكن ارضها فلسطين لانه بالمجمل العام هناك من قال إن ارض الرواية بالبراهين وبجميع البينات أن أرض الرواية ليست فلسطين، بغض النظر هذا سؤال يطرح على الباحثين وامام المؤرخين، وهذا سؤال علينا ان نجيب عليه نحن كفلسطينيين اولا ومن ثم الباحثين العرب، لكن المهم أن تكون الكتابة باللغات الأخرى لأننا نريد أن نخلق مرجعية حول هذا الموضوع.

وشدد على أن أرض فلسطين تتآكل بشكل يومي ويبنى عليها المستوطنات، وأن عدد المستوطنين 711 ألف مستوطن يعيشوا في 225 مستوطنة، وأيضا بالاضافة الى حرب الجغرافيا هناك حرب الديمغرافيا، حرب السكان، يأتوا بالمستوطنين من كل العالم ليسكنوهم على ارضنا، يرافق ذلك العمل بكل وسائل التهجير والقمع والعنف والضرائب على اهلنا في مدينة القدس، لأن اسرائيل في عام 1997 عندما اقرت برنامج القدس 2020 أرادت ان يتم تقليل عدد الفلسطينيين في القدس بما لا يزيد عن 19% عن مجمل السكان وفشلوا، لأنه اليوم اهلنا في القدس صامدون، وهم اليوم 38-40% من مجمل السكان. وأن الحرب الأخرى هي حرب المياه، وإسرائيل تسرق مياهنا بشكل ممنهج، والموازنة المائية في الأراضي الفلسطينية 800 مليون متر مكعب في السنة، تسرق اسرائيل منها 600 مليون متر مكعب في السنة، وتبيعنا 120 مليون متر مكعب من مياهنا نحن، ولذلك معدل استهلاك الاسرائيلي من المياه في في السنة 450 متر مكعب، ونحن 75 متر مكعب.

المصدر : الوطنية