أكد صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار علماء المسلمين في المملكة السعودية أن الأفضل للمسلم أن يتوضأ وضوءاً كاملاً قبل الغسل ما عدا غسل الرجلين فإنه يؤخره إلى بعد نهاية الغسل، هذا هو الأفضل والأكمل‏.‏

وأوضح الفوزان خلال رده على سؤال "هل غسل الجمعة يجزي عن الوضوء ؟!" أنه لو نوى دخول الوضوء في الاغتسال فإنه يجزئ هذا لأن الطهارة الصغرى تدخل في الكبرى فإذا نوى الوضوء مع الاغتسال سواء كان هذا الاغتسال مستحباً كغسل الجمعة أو كان واجباً كغسل الجنابة فإنه يجزئه ذلك لأن الطهارة الصغرى تدخل في الطهارة الكبرى ولقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ "‏إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى‏"‏ ‏[‏رواه الإمام البخاري في صحيحه‏]‏‏.‏ فيجوز أن ينوي دخول الوضوء مع الاغتسال المستحب أو الاغتسال الواجب ولكن الأفضل كما ذكرنا في أول الجواب أن يتوضأ أولاً ثم يغتسل بعد ذلك، هذا هو الأكمل‏.

وأن العلماء لم يعتبروا النية في الغُسل ركنًا من الاركان الضرورية للطهارة ، واستشهدت بحديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَغَسَّلَ وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ وَدَنَا وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا أَجْرُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا ).

حكم الاغتسال ليوم الجمعة

قال الدكتور مجدى عاشور، المستشار العلمى لمفتى جمهورية مصر : إن غسل الجمعة مستحب فالغسل يكون لصلاة الجمعة وليس ليوم الجمعة لأن غسل الجمعة يكون بعد صلاة الفجر.

وأضاف عاشور، فى إجابته على سؤال « هل من الممكن أن تغتسل يوم الخميس ليلاً وتذهب فى الصبح لصلاة الجمعة ؟»، أنه ذهب بعض أهل العلم إلى وجوب الاغتسال يوم الجمعة، واحتجوا بالحديث الذي أشرت إليه وهو قوله ﷺ: غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم، وذهب أكثر أهل العلم إلى أنه سنة وليس بواجب؛ لأحاديث جاءت في ذلك؛ منها: قوله ﷺ: من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت، ومن اغتسل فالغسل أفضل.

واستدلوا بقوله ﷺ: من توضأ يوم الجمعة ثم أتى المسجد فصلى ما قدر له ثم أنصت حتى يفرغ الإمام من خطبته ثم يصلي معه غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وفضل ثلاثة أيام، ولم يذكر فيه الغسل إنما ذكر الوضوء فدل ذلك على أن الوضوء مجزئ وأن الغسل ليس بواجب ولكنه سنة مؤكدة، وتأولوا قوله ﷺ: (واجب) يعني: متأكد، كما تقول العرب: حقك علي واجب، فهذا من باب التأكيد.

وبيًن أنه من الأحوط للمؤمن أن يعتني بهذا وأن يجتهد في الغسل يوم الجمعة خروجاً من خلاف العلماء وعملاً بظاهر الأحاديث الصحيحة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام.

آراء الفقهاء في غسل يوم الجمعة :-

قال الشيخ خالد الجندي، الداعية الإسلامي، إن الحنفية يرون أن غسل يوم الجمعة سُنة مُؤكدة عن النبى -صلى الله عليه وسلم- وهو من السنن الزوائد ووقته بعد الفجر، فالذي لا يغتسل يوم الجمعة ويذهب للمسجد صلاته صحيحة.

وأضاف «الجندي» في فتوى له، أن الأحناف استدلوا على استحباب غسل يوم الجمعة بما روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ فَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ وَزِيَادَةُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ وَمَنْ مَسَّ الْحَصَى فَقَدْ لَغَا» (صحيح مسلم)، ورأوا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نص في الحديث على الوضوء وليس الغسل.

وأشار إلى أن المالكية يرون أن غسل يوم الجمعة سُنة مؤكدة لمن تلزمه جمعة أو لا تلزمه وقرروا أداؤها -لا تلزم الجمعة على المرأة والمسافر- ووقته يوم الجمعة بعد صلاة الفجر حتى الجمعة، أما الشافعية يرون أن غسل الجمعة سُنة كالجمهور ومع ذلك لم يتركه أبدًا التزامًا بسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- ووقته بعد الفجر.

وألمح إلى أن الحنابلة يرون أن غسل الجمعة واجب، والوجوب «وجوب استحبابي» وليس إلزاميًا، واستدلوا بما روي عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ، يَقُولُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ: «إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْجُمُعَةِ فَلْيَغْتَسِلْ»، ورأوا أن «اللام» في «فَلْيَغْتَسِلْ» للأمر.

المصدر : وطنية