أكد الرئيس محمود عباس، تمسك الشعب الفلسطيني وقيادته بالثوابت الوطنية التي أرساها الشهيد القائد ياسر عرفات.

وقال الرئيس في كلمته في حفل احياء الذكرى الـ15 لاستشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات، في مقر الرئاسة في مدينة رام الله اليوم الإثنين: "رحم الله الشهيد عرفات الذي تمسك بالثوابت، التي أقرت عام 1988، ولا زالت ثوابتا، ولا يستطيع أحد أن يتخلى وأن يتنازل عنها ويتجاهلها، فهي منذ ذلك الحين الى يومنا ثوابت الشعب الفلسطيني التي ستبقى الى أن يتم تحرير فلسطين".

وأضاف الرئيس: رحم الله الرجل الذي أطلق الرصاصة الأولى في سماء فلسطين، فأصبحت بعد ذلك ثورة ينظر اليها العالم جميعا أنها حركة تحرير وطني، وحركة تستحق كل الاحترام، وأنها واصلة الى أهدافها ومراميها، والى تحقيق الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وتابع: رحم الله ذلك الرجل الذي حمى القرار الوطني الفلسطيني المستقل، وقد لا يستطيع البعض أن يفهم ما معنى هذا، هذا القرار الذي كان نهباً للجميع، وكان يدعيه الجميع، وكان يريده الجميع، ولكن ياسر عرفات أخذ هذا القرار بيده ليكون هو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

وقال إن البعض حاول أن يسرق منا الحلم، وآخرون حاولوا أن يحرفوا هذا الهدف وأن يقولوا ما لا نقول، وأن يقدموا لنا "صفعة العصر"، فصفعناهم على وجوههم، لأننا لا نقبل بأي حالٍ من الأحوال أن نتنازل عن قضيتنا ومصيرنا وحلم شعبنا.

وأكد الرئيس أن شهداء الشعب الفلسطيني ليسوا قتلة ولا مجرمين ولا ارهابيين، ولن نقبل أبدا أن نتنازل عنهم وعن أسرانا وجرحانا، هؤلاء أقدس ما لدينا، لن نقبل بالتنازل عن أموالنا كاملة، هذه أموال من حق شهدائنا، وسنستمر في موقفنا هذا الى أن يتنازلوا هم، وإلا فنحن ماضون في طريقنا.

وشدد على أنه "لن نتراجع عن حقنا، القضية ليست قضية عناد أو رفض لمجرد الرفض، وإنما نرفض ما لا ينسجم مع حقوقنا، وما لا يقبله شعبنا".

وتابع الرئيس: "هذه هي مسيرتنا، ونحن اليوم نعاني ما نعانيه، من ضيق وحصار وكل أصناف الهيمنة، ولكن فشلوا في أن يفرضوا علينا شيئًا، نحن هنا قائمون، نحن هنا باقون، ولن نخرج من هذا البلد، لن نخرج من بلدنا، سنبقى هنا، سنحمي أرضنا ووطننا وأملنا وهدفنا".

وأردف الرئيس قائلاً:" قررنا الذهاب إلى الانتخابات التشريعية ثم الرئاسية، مشددا على ضرورة أن تعقد في غزة والقدس، وبدون ذلك لا يوجد انتخابات".

وأعرب عن أمله بأن يقول الجميع "نعم" للانتخابات وأن يكونوا على قدر المسؤولية، لأنها تحمي وجودنا وقضيتنا، لذا من هو حريص على ذلك يجب أن يسير إلى الانتخابات.

وقال الرئيس "نحن تحت كل الظروف سائرون بالانتخابات لنحققها، ثم بعد ذلك لنحقق أملنا وحلمنا وهو الدولة الفلسطينية المستقلة وتقرير المصير، والعودة الى أرض الوطن".

واستذكر سيادته الشهداء القادة الذين بدأوا مع أبو عمار من أبو جهاد الى أبو السعيد الى أبو اياد، الى كل الشهداء الأبطال الذين مضوا في سبيل الله، وفي سبيل القضية الفلسطينية، وأقرانهم من كوادر شعبنا، وبقيت ذكراهم عطرة في قلوب الجميع.

 

وكان الحفل، بدأ بكلمة نائب رئيس حركة "فتح" محمود العالول، والتي قال فيها: نلتقي اليوم هنا في ذكرى مرور 15 عاما على استشهاد قائدنا وزعيمنا وصانع حلمنا شمس الشهداء ياسر عرفات.

وأضاف أن 15 عاما مرت على استشهاد ياسر عرفات، ولا زال يسكن قلوب ووجدان هذا الشعب وسيبقى كذلك، مؤكدا تمسك القيادة بالسير على نهجه وتمسكهم بصلابة بثوابته.

وتابع: أن نضالنا سيستمر بقيادة رئيسنا محمود عباس حتى تحقيق حلمه، مشيرا الى أن بوصلة ياسر عرفات لم تشير الا للقدس، واستشهد من أجلها وعلى نفس الطريق يسير الرئيس محمود عباس متمسكا بصلابة بالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية.

ولفت الى ان المواقف الصلبة في مواجهة الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي اتجاه قضية الأسرى كانت من الأولويات عند ياسر عرفات، واليوم يسير الرئيس عباس على درب عرفات متمسكا بقضية الأسرى بإعلانه انه لو لم يبق معنا قرش واحد لن يكون إلا للأسرى والشهداء.

المصدر : الوطنية