تقوم بعض المطاعم في عدد من الدول بتقديم لحوم التمساح ضمن وجبات متنوعة ، تقدمها لزبائنها، الأمر الذي دفع الكثير من المسلمين للتساؤل عن الحكم الشرعي في أكل لحوم التمساح ، وهل تناول لحوم التمساح حرام أم حلال .

الداعية الإسلامي، محمد العريفي، أكد أن أكل لحم التماسيح وثعابين البحر يعتبر حلال ولا إشكال فيهما.

جاء ذلك في تغريدة له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، تويتر، حيث قال: "جواب. نعم يجوز أكل التمساح، وثعبان البحر لعموم آية. (أُحلّ لكم صيدُ البحر وطعامه)."

واستشهد العريفي بفتواه إلى شرح ابن عثيمين في الشرح الممتع ١٥/ ٣٥: حيث قال: "عليه إننا نقول: الصحيح أنه لا يستثنى التمساح، وأنه يؤكل، وقوله: الحية، أي أنها حرام، قال في الروض: (من المستخبثات)، وهذه العلة، أولا: فيها نظر كما سبق، وثانيا: ليس ما يُستخبث في البر يكون نظيره في البحر مستخبثا، وعليه فالصواب أنه لا يُستثني من ذلك شيء، وأن جميع حيوانات البحر التي لا تعيش إلا في الماء حلال، حيها وميتها.."

من ناحية أخرى اعتبر المالكية أكل لحم التمساح داخلا في ذلك لأنه من الحيونات البحرية وإن كان يخرج للبر ويضع بيضه بجوار الماء إلا أن التماسيح الصغيرة بمجرد أن تخرج من البيوض فإنه لا يستقر قرارها إلا في الماء، فهو وسطها الطبيعي، مستندين إلى قوله تعالى أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ..}[المائدة:96]، وكذلك الحديث الذي في موطأ الإمام مالك رحمه الله في البحر:(...هو الطهور ماؤه الحل ميتته).

وقال العلامة الصاوي رحمه الله في حاشيته على الشرح الصغير: (والمباح البحري مطلقا، وإن ميتا أو كلبا أو خنزيرا أو تمساحا أو سلحفاة ولا يفتقر لذكاة) اهـ، وقال العلامة ابن عبد البر رحمه الله عند ذكره عموم إباحة صيد البحر في كتابه الاستذكار: (...وقال الأوزاعي صيد البحر كله حلال وكل ما مسكنه وعيشه في الماء قيل: والتمساح، قال: نعم).

والخلاصة يجوز أكل لحوم التماسيح لكونها من الحيوانات البحرية حتى ولو كانت دورة حياتها متعلقة بالبر، لعموم الآية الدالة على أن صيد البحر حلال، والله أعلم.

المصدر : وطنية