قال كاتب إسرائيلي، إن الهدوء السائد على طول الحدود الأردنية الإسرائيلية يعدّ نموذجيا لباقي الحدود العربية مع إسرائيل، الأمر الذي يتجسد بعد مرور 25 عاماً على توقيع اتفاق السلام بين الجانبين.

وكشف الكاتب "آيال ليفي"، النقاب" عن بعض أسرار التوقيع على الاتفاق التي حصلت وراء الكواليس بعيدا عن عيون الجمهور في البلدين، لأنه منذ ربع قرن من الآن حين وقف رئيس الحكومة الإسرائيلية إسحق رابين والملك الأردني حسين والرئيس الأمريكي بيل كلينتون في المنطقة الحدودية الجنوبية بينهما، ما زال اتفاق السلام يحافظ على نفسه، ولو على نار هادئة".

وفي تحقيق مطول نشرته صحيفة "معاريف" وترجمه موقع "عربي 21"، أوضح ليفي أنه" رغم اغتيال رابين، وتغييب الموت للحسين، وتفرغ كلينتون لكتابة مذكراته، لكن السلام الأردني الإسرائيلي ما زال قائما، رغم المطالب الأردنية الأخيرة باستعادة المناطق الزراعية التي استأجرها الإسرائيليون منهم بموجب الاتفاق كبادرة حسن نية، وليس واضحا حتى اللحظة مدى تحقق هذه الرغبة الأردنية، ومتى سيتم ذلك".

الكاتب أجرى سلسلة من اللقاءات مع من اعتبرهم الشخصيات المفتاحية التي وقفت خلف الاتفاق، ومنهم شمعون شاباس مدير عام ديوان رابين، ومساعده الأيمن، الذي قال إن "السلام مع الأردن يعمل على استقرار وضعنا في الجبهة الشرقية، تخيل معي أنه ليس هناك اتفاق سلام، وكانت العلاقات الأردنية تتقوى مع العراق، مع أننا تورطنا في العديد من الحالات، ومنها محاولة اغتيال خالد مشعل في قلب عمان".

وأشار إلى أنه "لو لم يكن لدينا علاقات حسنة مع الملك حسين، فإننا ببساطة كنا سننهي هذه العلاقات، ولو كانت علاقاتنا حسنة مع الفلسطينيين، لوافق الملك عبد الله الثاني على تأجيرنا هذه المناطق الزراعية ربع قرن آخر بسهولة".

المستشار القضائي الأسبق للحكومة الإسرائيلية "إلياكيم روبنشتاين"، رئيس الوفد الإسرائيلي للمفاوضات مع الأردن، قال إنه "لو كان حسين ورابين موجودين اليوم في الحكم، فإن العلاقات بالتأكيد كانت ستسير نحو الأفضل بين البلدين، لدينا زعيمان، مع صداقة امتدت سنوات طويلة، واتفاق تم إنضاجه بصورة سرية، حتى خرجنا به على شكل احتفال علني".

بدوره، قال رئيس الموساد الأسبق، "أفرايم هاليفي"، إن "الأردن شكل دولة مهمة لإسرائيل ولجميع دول المنطقة، فقد حاز في زمن الملك حسين على أهمية وثقل تفوقان كثيرا حجمه وتأثيره، لكنه اعتبر دولة عازلة، ولديه حدود مهمة مع العراق وسوريا والسعودية، ما منحه هذا التأثير في حينه".

وأضاف أن "العلاقات الإسرائيلية مع الأردن أقيمت في سنوات طويلة تحت الرادار، بعيدا عن الأعين، حتى تم توقيع الاتفاق، رابين التقى الحسين في العديد من المرات بترتيب خاص سري من الموساد".

ويكشف هاليفي أنه "في مارس 1990 تمت دعوتي إلى لندن للقاء أحد مساعدي الملك حسين في مكتبه الشخصي، على بعد منزلين فقط من السفارة الإسرائيلية في العاصمة البريطانية، جلسنا وتحدثنا، وفجأة فتح الباب، ودخل الملك حسين، جلس معنا، وبدأ يتحدث، بعد ربع ساعة نظرت حولي فوجدت المساعد قد غادرنا، وبقينا وحدنا أنا والملك، تحدثنا حينها عن مواضيع جوهرية وحيوية".

وأكد أنني "تفاجأت من اللقاء، ولم أكن مستعدا له، فلم يكن معي ورق لأدون حيثياته، لكني منذ ذلك الوقت تحولت إلى ضابط الاتصال بين إسرائيل والأردن رسميا".

وأشار إلى أنه "عشية اندلاع حرب الخليج الأولى في 1991، نظمت لقاء سريا بين حسين ورئيس الحكومة الراحل اسحق شامير، كنت أمين سرهما معا، وكذلك الحال حين تولى رابين رئاسة الحكومة".

ويختم هاليفي بالقول إنه "رغم العلاقة المتينة بيننا، التي وصلت حد الصداقة، لكني لم أخاطب الملك يوما باسمه الشخصي، حرصت على المفردات المتداولة مثل "جلالة الملك"، لكنه كان يراسلني بعبارات "أخي وصديقي"، وحين كان يتحدث مع رؤساء الحكومات الإسرائيلية، لم يذكر اسمي، ويكتفي بلقب "الرسول الأمين بيننا"!

المصدر : الوطنية- عربي 21