هاجم الرئيس دونالد ترمب، في معركته مع الكونغرس بشأن سوريا، الديمقراطيين خلال اجتماع مغلق في البيت الأبيض، مساء الأربعاء، بحضور الحلفاء الجمهوريين، وهو الأمر الذي دفع بقادة الحزب الديموقراطي إلى الانسحاب من الاجتماع ومهاجمة ترمب في مؤتمر صحافي، وفقا لموقع "ذا هيل" The Hill الأميركي.

كان اليوم الفوضوي انعكاساً لما حدث هذا الأسبوع عندما فرضت الإدارة عقوبات جديدة على تركيا في محاولة لمكافحة الانتقادات العنيفة من الـ"كابيتول هيل" (الكونغرس) بعد قرار الرئيس ترمب سحب القوات الأميركية من سوريا.

وتحول الاجتماع المغلق بين ترمب وقيادة الكونغرس وأعضاء اللجان الرئيسية إلى تبادل للاتهامات بين الجانبين.

وزعم الديمقراطيون في الكونغرس، ومصادر أخرى، أن الرئيس استخدم الاجتماع لمهاجمة قادة الحزب ومسؤولي الإدارة السابقين، ولم يقدم أي خطة عملية لمحاربة "داعش" وحماية الأكراد بعد قراره الانسحاب من سوريا، وبدلًا من ذلك، هاجم ترمب رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي في الاجتماع ووصفها بأنها "سياسية من الدرجة الثالثة"، كما اتهم وزير الدفاع السابق جيمس ماتيس بأنه "الأكثر مبالغة في العالم".

وقالت بيلوسي، بعد أن غادرت الاجتماع مع زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشارلز شومر وزعيم الأغلبية في مجلس النواب ستيني هوير، في مؤتمر صحافي: "ما شهدناه في الاجتماع هو نوع من الانهيار من قبل الرئيس.. من المحزن قول ذلك".

وأضافت بعد عودتها إلى مقر الكونغرس: "علينا أن نصلي من أجل صحته لأن هذا كان بمثابة انهيار خطير للغاية من جانب الرئيس".

وقالت بيلوسي إن ترمب بدا "مهتزاً" بسبب الطبيعة الساحقة للتصويت في مجلس النواب.

وقال شومر إن ترمب وجه إهانات لبيلوسي: "لقد حافظت على هدوئها تماماً، لكنه وصفها بأنها سياسية من الدرجة الثالثة. أعني أن هذا لم يكن حواراً. لقد كان نوعاً من الخطبة، خطبة سيئة".

وأضاف مصدر لموقع "ذا هيل" أنه عندما كانت بيلوسي والنائب هوير يستعدان للانسحاب من الاجتماع، قال ترمب لهما: "سأراك في صناديق الاقتراع".

ورد ترمب على اتهامات بيلوسي بـ"أنه منهار" مغرداً على "تويتر": "نانسي بيلوسي تحتاج مساعدة سريعة! يوجد خطأ ما في الطابق العلوي الخاص بها، أو أنها ببساطة لا تحب بلدنا العظيم. لقد انهارت بشكل تام في البيت الأبيض اليوم. كان من المحزن جداً مشاهدة ذلك. فلنصلي من أجلها، فهي مريضة جدا!"

وأصدر البيت الأبيض بياناً للرد على الديمقراطيين والدفاع عن ترمب. فوصف السكرتير الصحافي للبيت الأبيض ستيفاني غريشام ترمب بأنه "واقعي وحاسم".

وأضاف البيان: "قرار بيلوسي بالانسحاب (من الاجتماع) كان محيراً، لكنه لم يكن مفاجئاً. لم تكن لديها نية للاستماع أو المساهمة في اجتماع مهم حول قضايا الأمن القومي".

وغرّد ترمب مجدداً بصورة نانسي بيلوسي وجاك شومر في بداية الاجتماع حيث بدا عليهما الغضب متسائلاً: "هل تظن أنهم معجبون بي؟"

ثم أضاف في تغريدة ثالثة وكراسي الاجتماع فارغة قائلاً: "الديمقراطيون الذين لايفعلون أي شيء.. بيلوسي وشومر خرجوا سريعاً من غرفة الاجتماع".

إلا أن بيلوسي اعتمدت صورتها وهي واقفة وتوجه يدها إلى ترمب خلفية لحسابها في "تويتر".

وشكر المتحدث باسم رئيسة مجلس النواب درو هاميل الرئيس ترمب على نشره صورة يبلوسي وهي واقفة قبل مغادرتها الاجتماع!

وحظيت الصورة بإشادة واسعة من قبل الديمقراطيين والإعلام اليساري المؤيد للحزب.

غضب جمهوري

وأغضب ترمب الجمهوريين عندما هاجم الأكراد، خلال اجتماع في المكتب البيضاوي بقوله إنهم "ليسوا ملائكة". كما قلل من أهمية أن تشارك الولايات المتحدة بنشاط في إنهاء الغزو العسكري التركي لسوريا، قائلاً: "إنها ليست حدودنا".

وقدم زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل دفاعاً غير مسبوق عن الأكراد خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي، ووصف قرار ترمب بسحب القوات بأنه "خطأ".

وقال ماكونيل: "لا أعرف كم مرة أحتاج إلى قولها، وأعتقد أنني أتحدث لمعظم أعضاء حزبي بأن هذا خطأ وآمل أن يتم إصلاحه".

من جهته، قال السناتور ميت رومني: "يا إلهي.. التخلي عن الأكراد كان لحظة مظلمة للغاية في التاريخ الأميركي.. لقد فتح الباب لما يحدث. لذا، صُدمنا، ونحن ننظر إلى تركيا ونقول (يا إلهي، لا يمكننا تصديق ما تفعله) لقد كنا نحن الذين فتحنا هذا الباب".

 

المصدر : موقع قناة العربية