أكد الوفد السويسري الزائر إلى قطاع غزة، أن سويسرا ستكثف جهودها نحو التقدم باتجاه المصالحة الوطنية الفلسطينية برعاية حكومة الوفاق الوطني. جاء ذلك في بيان أصدره الوفد عقب اجتماعه مع الفصائل الفلسطينية في مقر بيت الصحافة في مدينة غزة، حيث نافشا المبادرة السويسرية لحل أزمة الموظفين. وتكون الوفد السويسري من السيد بول جارنير ,ممثل سويسرا لدى السلطة الفلسطينية، والسيد رونالد شتينينقر رئيس قسم السياسة و السلام في الشرق الأوسط في وزارة الخارجية السويسرية. فيما ضم وفد الفصائل من حركة حماس إسماعيل رضوان وأبو بكر نوفل، ومن فتح النائب فيصل أبو شهلا، إضافة إلى القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية جميل مزهر، وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية صالح ناصر. وقال شتينينقر إن الوثيقة كانت نتاج للعملية التشاورية بين الأطراف الفلسطينية، مضيفا أنه تم تطويرها من خلال التشاور القريب مع مكتب رئيس وزراء حكومة التوافق الوطني ومع كل الأطراف الفلسطينية المعني، بدعم ذلك من قبل UNDP والبنك الدولي، فيما تمت المصادقة عليها من قبل الاتحاد الأوروبي والنرويج والمملكة المتحدة والولايات المتحدة واليونسكو. وخلال الاجتماع مع الفصائل، أعرب جارنير عن اهتمامه بالوضع الإنساني في قطاع غزة، وقال "من المهم أن يرى الموظفون في غزة تقدما ملموسا وملحوظا على الأرض، الأطراف تحتاج للموافقة على إجراءات فورية تعمل على البدء في عملية الدمج." وقال البيان إن سويسرا  قدمت مقترحات بناءة بخصوص دمج الموظفين المدنيين في غزة وتوضيحات بما يتعلق بخارطة الطريق والتي  أصبحت تعرف بالوثيقة السويسرية. ووفق البيان، فقد نصت وثيقة خارطة  الطريق السويسرية، على أن كل الموظفين بصرف النظر عن ما إذا كان تم توظيفهم قبل أو بعد 2007، سيعاملون بالمساواة خلال عملية الدمج. كما قال جارنير للوطنيـة " كان لدينا حوار مفتوح مع أغلب ممثلي الفصائل الفلسطينية، بخصوص الجهود السويسرية المستمرة للعمل على إعادة وحدة الكل الفلسطيني وبشكل خاص حل مشكلة الموظفين ودمجهم مع القطاع الحكومي، هذا الجهد يهدف إلى تقوية الوحدة الفلسطينية وتطوير الوضع في غزة خصوصا الوضع الصحي والتعليم". من جانبه قال رضوان للوطنيـة، إن لقاء الوفد مع الفصائل كان يهدف إلى "اطلاعنا" على الورقة السويسرية كخارطة طريق لمعاجلة مشكلة الموظفين، مضيفا أنها إطار عام ومبادئ عامة "وفيها جوانب إيجابية"، لكن بعض التفاصيل تحتاج إلى "إجابة". أما عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية جميل مزهر فقال للوطنيـة، إن الفصائل اطلعت على الورقة السويسرية، وقدمت ملاحظاتها ، معربا عن اعتقاده أن الورقة تفتح الباب واسعا لحل هذه الأزمة في حال "توفرت الإرادة السياسية". والتقى رئيس الوزراء رامي الحمد الله في مكتبه برام الله صباح اليوم السفير السويسري بول جارنييه، وأطلعه على تطورات العملية السياسية وإعادة إعمار قطاع غزة. وكان الرئيس محمود عباس أبلغ سويسرا موافقته على خطتها لحل ملف موظفي الحكومة السابقة في قطاع غزة لتحقيق المصالحة الفلسطينية. كما أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية في تصريحات سابقة، أن  حركته وضعت بعض الملاحظات على الإجراءات التي وردت بها، “والتي تحتاج إلى معالجة"، حتى تتفق مع ما تم التوقيع عليه وطنيا من اتفاقات المصالحة. وتتحدث المبادرة التي طُرحت على الفصائل الفلسطينية مؤخرا، عن دمج موظفي غزة في الوزارات المختلفة، لكن بعد الفحص وحسب حاجات هذه الوزارات، وتمكين حكومة التوافق من أداء مهامها، وتعيين لجان تقنية متخصصة لهذا الغرض.

المصدر :