أكد رئيس الحكومة الفلسطينية، محمد اشتية، من القاهرة، أن حل معضلة الانقسام الفلسطيني لن يأتي إلا بالالتزام باتفاق المصالحة الذي تم التوقيع عليه في القاهرة بين حركتي حماس وفتح في أكتوبر 2017، أو باللجوء إلى انتخابات عامة يتم الاحتكام فيها للشعب الفلسطيني.

وقال اشتية خلال جلسة مغلقة استضافتها مؤسسة الأهرام ومجلة السياسة الدولية، يوم أمس في القاهرة، إن وجود أربعة قواسم مشتركة بين الجانبين المصري والفلسطيني في المرحلة الراهنة، هي التمسك بكل من حل الدولتين، والشرعية الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، ومكافحة الإرهاب، ورفض أي توطين للفلسطينيين خارج أراضيهم. وأوضح أن حل معضلة الانقسام.

وفيما يخص ما يروج له إعلاميا بـ "صفقة القرن"، قال اشتيه "نحن لا نعلم ما هو المضمون الحقيقي لصفقة القرن ولا يعلمه أي أحد آخر حتى الآن"، حيث لم تعلن الإدارة الأمريكية عنها رسميا حتى الآن.

وأضاف:" نحن نعلم ما تستبعده صفقة القرن، فهي تستبعد التفاوض بشأن القدس، واللاجئين وحل الدولتين، والعودة إلى حدود 1967، والاستيطان الإسرائيلي".

وأوضح أنها على ما يرجح تستهدف مجرد إنشاء كيان فلسطيني في غزة، وهو ما لا يمكن القبول به. وقال إن أي وعود اقتصادية تستهدف نفي الوجود السياسي لدولة فلسطين هو أمر مرفوض.

وبين اشتية أنه لمس خلال ترأسه لوفد وزاري فلسطيني يزور القاهرة بدعوة من رئيس الوزراء المصري دكتور مصطفى مدبولي، استعدادًا تامًا من قبل الحكومة المصرية للاستجابة إلى كل المطالب الفلسطينية في مختلف المجالات التي من شأنها تيسير حياة الفلسطينيين وخفض الأعباء التي يعانونها جراء القيود الإسرائيلية.

وأردف اشتية قائلاً:" زيارة الوفد الوزاري الفلسطيني إلى مصر إنها الأولى من نوعها منذ تأسيس السلطة الفلسطينية عام 1993، وتؤشر إلى تجاوز العلاقات البلدين بين البلدين مستوى الدبلوماسية الرئاسية التي غلبت عليها طوال العقدين ونصف الماضيين، لتؤسس ما وصفه بعلاقة "دولة-دولة".

 وأوضح أن هذا النهج يأتي في إطار مساع لتقليل اعتماد الفلسطينيين في تلبية احتياجاتهم على إسرائيل، مشيراً إلى أن الفلسطينيين يستوردون بما قيمته نحو 5.1 مليار دولار سنويا من إسرائيل، ويصدرون إليها ما يقدر بنحو 800 مليون، فإن علاقاتهم التجارية بدول جوارهم العربي لا تكاد تذكر.

وأكد أن السلطة الفلسطينية تعمل جاهدة على تجاوز هذا الوضع المؤسف. وأشار إلى أن الحكومة المصرية أبدت استعدادا قويا لدعم هذا التوجه الفلسطيني لتعزيز ارتباطه بمحيطه العربي.

المصدر : الوطنية