"الحاجة أم الاختراع".. من هذه البوابة دخلت الفنانة الشابة مها حمدي ماضي، عالم الفن التشكيلي في قطاع غزة، حيث نجحت في استخدام مادة جديدة للرسم بها أو تشكيل لوحات فنية.
"مها" التي أرادت أن ترسم لوحة عن البذور لاحد الطلاب، بالتزامن مع حلول موسم جني ثمار البلح، كان لها نظرةً مغايرة، فاستغلت نواة هذه الثمرة في عمل رسومات فنية جميلة، وفي رسم اللوحة المطلوبة.
ولإضفاء نوع من الجمال وضعت "مها" لمستها الخاصة من خلال استخدام "الخرز والحبوب والبذور" الأخرى لتلك الرسومات، حيث استخدمت "بذور البازيلاء والذرة وغيرها".
الفنانة الشابة والتي تقيم في خانيونس قالت لـ "الوطنية" إنها درست "تعليم العلوم" بجامعة الاقصى وتخرجت عام 2014، مبينةً أنها منذ تخرجها وهي تحاول أن تجتاز اختبارات التوظيف لكن لم يحالفها الحظ ما دفعها للبحث عن وسيلة بديلة والاعتماد على ذاتها.
وحول لجؤها لعملية الرسم بالبذور، قالت إنها مجرد صدفة، فعندما كانت تتصفح كتاب دراسي لإيجاد أفكار تضعها عبر قناتها على "اليوتيوب" لفت انتباهها درس البذور، في الوقت الذي كان يتوفر لديها في المنزل كماً كبيرا من بذور ثمار البلح.
قررت "مها" أن تبدأ في الرسم بالبذور بعدما بحثت عبر المواقع عن شخص يقوم باستغلال هذه البذور لكنها لم تجد، لتنفرد هي بهذا الامر، فحاولت الرسم بنواة البلح بحجمها الطبيعي لكن الأمر كان صعباً، فقامت باقتصاصها وتحويلها إلى قطع صغيرة باستخدام مشرط وألصقته بلاصق قوي فنجح الأمر معها.
وتشمل أدوات الفنانة في الرسم (ورق مقوى، بذور البلح، غراء قوي، قلم رصاص، ألوان "جواش"، وطلاء الاظافر) إلى جانب الخرز والحبوب والبذور الأخرى لتزيين تلك الرسومات.
وأوضحت "مها" أنها علمت نفسها ذاتيا، مستفيدةً من فيديوهات على موقع "يوتيوب" التي استخدمته في البحث عن الخامات الجميلة، وطريقة استخدامها في الأشغال اليدوية والفنية.
وعن الصعوبات التي تواجهها فتبرزها بالقول: أهمها هو أن البلح له موسم معين، فبذوره لا تتوفر بشكل دائم، إلى جانب تقطيع النواه المرهق والذي يحتاج لجهد كبير، منوهةً أن الوقت التي تحتاجه في عمل لوحة واحدة يحتاج لساعات طويلة وأحيانا لأيام.
وتطمح "الفنانة الغزية" أن تكون صاحبة أول فكرة نوعية، من خلال ما تقوم به بالرسم بالبذور، أو إدخال هذا النوع في التعليم، مشيرةً أن هذا الأمر يساعد الطلاب باستيعاب ما يتم شرحه في فصول الدراسة.
كما وتطمح أن يكون الرسم بالبذور جزء من مادة الفنون والحرف، باعتباره استغلال لموارد الطبيعة وربط الطالب أكثر بالبيئة.
المصدر : الوطنية - آية العمريطي