اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أن خطة الديمقراطيين للمضي بإجراءات عزله، بسبب تورطه في فضيحة ابتزاز دولة أجنبية مؤخراً، لقاء مصلحة انتخابية خاصة، هي في الواقع، "انقلاب" على "سلطة الناس".

وقال ترمب في تغريدة، أمس الثلاثاء، على "تويتر": "كلما أحطت علماً يوماً بعد يوم، بدأت أتوصل لاستنتاج مفاده أن ما يحدث ليس عزلا، بل هو انقلاب، والمقصود منه الاستيلاء على سلطة الناس، وصوتهم، وحرياتهم، وتعديلهم الثاني (في الدستور الأميركي)، ودينهم، وجيشهم، وجدارهم الحدودي، وحقوقهم التي وهبها الله كمواطنين في الولايات المتحدة الأميركية". وفق موقع عرب 48.

واعتبر كثيرون أن تصريحات ترمب، خطيرة وكاذبة، فالانقلاب يعني الإطاحة بالرئيس بمساعدة الأجهزة الأمنية في الدولة، وعادة ما يكون الجيش، أما العزل، فهو إجراء قانوني منصوص عليه في الدستور، يُتخذ لأسباب عينية تصنف الرئيس على أنه غير كفؤ لإدارة الولايات المتحدة.

وتتم عملية العزل من خلال تصويت أغلبية في مجلس النواب، وثلثي أعضاء مجلس الشيوخ على ذلك، ورغم أنها غير محتملة بسبب سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ، إلا أنها ديمقراطية تماما.

ووصف موقع "فوكس" الإخباري الليبرالي الأميركي، ادعاء الرئيس الأميركي بأنه "تصعيد خطابي استبدادي يوضح إلى أي مدى يمكن أن تصبح السياسة الأميركية غير مستقرة مع استمرار عملية العزل".

وأضاف أنه عبر تصنيف ترمب للإجراء القانوني على أنه "انقلاب"، فإنه يحاول نزع الشرعية عنه، بحجة أنه "محاولة لإبطال إرادة الناخبين، وبالتالي فإنه غير ديمقراطي"، لكن المنطق الأساسي الذي يحاول ترمب الاستناد إليه، هو تأليب مؤيديه المتشددين على هذا الإجراء، وكأنه يقول لهم إن عليهم محاربة العزل بأساليب مضادة للانقلابات.

وأشار الموقع إلى أنه من خلال القول إن العزل هو بمثابة انقلاب، فإن ترمب "يقول عمليا، إن التصويت الديمقراطي لإزاحته لا يمكن أن يكون مقبولا أبدا، لأنه (ترمب) الصوت الحقيقي للشعب. هذه خطوة شعبوية استبدادية كلاسيكية؛ وهي الادعاء بأنه يتحدث نيابة عن الشعب الحقيقي والتلميح إلى أن أولئك الذين يختلفون ليسوا أميركيين حقيقيين".

ولفت "فوكس" إلى أنه "عند الجمع بين هذا والتغريدات التي تتهم النائب آدم شيف، بـ'الخيانة' والإشارة إلى 'الحرب الأهلية كالتمزيق' في حالة عزله، فلدينا رئيس يتحدث مثل ديكتاتور تافه على وشك أن يُطاح به من قبل متظاهرين".

وذكر الموقع أن مجمل تغريدات ترمب سخيفة، لكن هذا التوجه مخيف بشكل خاص، فهو عبارة عن "خطاب يحاول فيه زعيم إثارة أنصاره وإدخالهم في حالة من الهيجان، وهو أمر من الأسهل القيام به عندما تُجيش العواطف في بداية عملية المساءلة المثيرة للجدل" وكأنه "يشعل عود ثقاب في غرفة مليئة بالوقود".

المصدر : وكالات