شكل إعلان "مملكة الجبل الأصفر" جدلاً كبيراً عربياً ودولياً ، حول مكان هذه المملكة على الخريطة وكافة التفاصيل المتعلقة بها ، الأمر الذي دفع البعض للتساؤل عن الموقع الرسمي للمملكة و السبب الرئيسي من تأسيسها ومواطني هذا المملكة ، والذي نجمله لكم خلال السطور التالية.

فقد أعلنت دولة ما يسمى بـ” مملكة الجبل الأصفر” عن تنشيط نظام الجنسية، وبدئها في استقبال طلبات الراغبين بالحصول على مواطنة الدولة بشكلٍ رسمي.

وقالت الدولة المزعومة، أمس الأحد، في بيان لها نشرته عبر حسابها الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” إن :” معالي وزير الداخلية الدكتور محمد السبيعي يوجه وكيل وزارة الداخلية للأحوال المدنية بتنشيط نظام الجنسية ولائحتها التنفيذية والبدء في إستقبال طلبات الراغبين بالمواطنة رسمياً”.

كما نشر الحساب المنسوب لتلك الدولة التي في حال إبصارها النور ستكون أحدث دولة في العالم، وفي الشرق الأوسط، وتمتلك المملكة إلى جانب حسابها بتويتر حساباً آخراً لرئيسة وزرائها وآخر لوزارة الخارجية، فضلاً عن وجود حسابات تابعة لها ناطقة بالإنجليزية.

وأشار الحساب أن السبيعي وجه كذلك وكيل وزارة الداخلية للأحوال المدنية بسرعة الانتهاء من الوثائق الثبوتية للمواطنين، وأن يتم البدء في تدشينها خلال مدى أقصاها 30 يوماً.

ما قصة الإعلان عن “مملكة الجبل الأصفر”؟
أعلنت الدكتورة اللبنانية نادرة وليد ناصيف عن قيام دولةٍ جديدة تحت إسم “مملكة الجبل الأصفر”، وذلك في نقطة جغرافية تقع بين مصر والسودان.

ونشرت “مملكة الجبل الأصفر”، عبر حسابها الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، مقطع فيديو يظهر بياناً تلقيه السيدة اللبنانية، تعلن فيه عن قيام “مملكة الجبل الأصفر”، مؤكدةً أنها ستكون دولةً نموذجية، ستضاف لقائمة الدول العربية لتصبح 23 دولة.

 

على الرغم من أن الدولة المزعومة التي تم الإعلان عنها رسمياً من مدينة أوديسا الأوكرانية بعد عقد مؤتمر للإعلان عنها، تقوم على النظام الملكي، إذ هي “مملكة”، إلا أن ملكها القادم غير معروف، إذ لم تتوفر أي معلومات عنه ولا عن الحضور الذين شاركوا في القمة التي سبقت الإعلان عن قيام المملكة.

تقول ناصيف إن الهدف الرئيسي من قيام المملكة هو لم شتات اللاجئين والنازحين و “البدون” الغير حاصلين على جنسية أي دولة، لتكون حلاً لهم، إذ ستستقبلهم على أراضيها وتمنحهم جنسيتها.

وقد أعلنت الدولة الجديدة عبر حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي أن حدودها ستكون في الشمال الإفريقي، وتحديداً بالمنطقة الواقعة بين مصر والسودان، بمساحة تصل لـ 2060 كيلومتراً مربعاً، وهي تساوي 3 أضعاف مساحة مملكة البحرين تقريباً.

Image

وتوضح الدولة في فيديو تعريفي بها، نشرته عبر قناتها الرسمية في موقع “يوتيوب أن “مملكة الجبل الأصفر ستكون دولة عربية ذات سيادة تقع شمال إفريقيا ضمن المنطقة الواقعة بين جمهورية مصر العربية ودولة السودان”.

وحول ملكية الأرض التي ستقام عليها الدولة، يوضح الفيديو أن الأرض تصنف بوصفها “أرضاً مباحة” وهي الأرض التي لا تقع تحت سيادة أي دولة ولا يطالب أي طرف دولي بالسيطرة عليها.

ويشير الفيديو التوضيحي إلى أن تلك الأرض التي ستقام عليها الدولة “ظلّت حتى عام 1985 تابعة للسلطنة المصرية، وفي العام 1899 قامت مصر بوضع خط عرض 22 لحدودها، مما جعل أرض الجبل الأصفر خارج الحدود المصرية”.
 
ويضيف أنه بعد ذلك “حصلت اتفاقية ترسيم الحدود السياسية مع السودان في عام 1902، ما جعل القاهرة والخرطوم لا تعترفان بهذه الأرض ضمن حدودهما، مما تسبب في تصنيفها كأرضٍ مباحة”.

ويشير الفيديو التوضيحي الذي تجاوزت مدته الـ 7 دقائق إلى أن فكرة إقامة الدولة جاءت بسبب انتشار اللجوء في العالم العربي، وكي تكون ملاذاً للاجئين العرب.

ويقول التقرير المرئي المرفق في أسفل المقال أن :” السبب الرئيسي والأهم لتأسيس مملكة الجبل الأصفر هو أن يتم توطين عديمي الجنسية واللاجئين والمهاجرين، وتوفير الحياة الحرة الكريمة لهم”، مشيرة أن معظمهم من العرب والمسلمين.

كما تقوم الرؤية الوطنية للمملكة على “بناء دولة قوية ذات ناتج اقتصادي قوي يؤهلها كي تكون في مقدمة دول العالم وفق رؤية 2030 وبرنامج التنمية المستدامة التابع للأمم المتحدة”.

وستستمد المملكة دستورها من الشريعة الإسلامية، بالإضافة للاقتباس من أكثر من 6 دول هي السعودية واليابان وسنغافورة والسويد والكويت والإمارات.

حول الجهة الرئيسية الداعمة لمشروع بحجم “دولة جديدة”، والذي سيكلف عشرات المليارات من الدولارات كحد أدنى في مرحلته الأولى، يقول الفيديو التعريفي بالمملكة أنها تعتمد على “مؤسسيها الداعمين لهذا العمل الإنساني في الوقت الحالي”.

وحول الجهة القائمة عليها، فيعرّفهم التقرير بأنّهم “مجموعة من أبناء الوطن العربي الذين استشعروا المسؤولية تجاه القومية العربية والمبادئ الإنسانية الإسلامية السامية”.

وزعم الفيديو أن العمل على المشروع قد بدأ بالفعل منذ مطلع عام 2019 الجاري،مرفقاً مجموعة من الصور لآليات الحفر والبناء دون الإشارة ما إذا كانت تلك الآليات بدأت العمل في مواقع “الأرض المباحة”.

هذا ويزعم القائمون على مشروع دولة الجبل الأصفر انها معترف بها دولياً، وذلك كونها مستوفية المعايير المنصوص عليها في اتفاقية مونتيفيديو بالقانون الدولي والتي تنظم حقوق وواجبات الدول، والصادرة في ديسمبر 1933.

ووفقاً لمقطع الفيديو التعريفي، فإنه وبموجب المؤتمر الدولي السابع للدول الأمريكية والذي شهد تدوين النظرية التقريرية للدولة، فإن “المملكة” أصبحت ترى بوصفها شخصاً في القانون الدولي بسبب استيفائها المعايير، حيث التزمت بمعايير الدولة كما حددتها الاتفاقيات الدولية، وعليه فيه نافذة بحكم القانون الدولي.وقد ذكر الفيديو التوضيحي أن السكن في الدولة سيبدأ بعد حوالي عام من الآن، إذ حددت نهاية عام 2020 القادم كمرحلة أولى لبدء توافد السكان، إذ أنها ستكون قد “هيأت كل شيء”.

ويعود سبب تسميتها بالجبل الأصفر إلي وجود جبل “يكتسي” الضخم في المنطقة الجغرافية المحددة لتأسيس المملكة بين مصر والسودان، ويعد هذا الجبل من أكبر وأضخم الجبال الموجودة في هذه المساحة ويتميز بلونه الأصفر الذهبي الساطع، كما يعتبر جبل يكتسي أحد أبرز معالم الدولة العربية الجديدة.

 

المصدر : وكالات