أعلنت الحكومة السعودية أنه سيسمح للمرأة السعودية بالحصول على جواز سفر والسفر إلى الخارج دونما حاجة إلى موافقة مسبقة من "ولي الأمر"، الأمر الذي ينهي جزءاً من قيود مثيرة للجدل تسبّبت بانتقادات وبمحاولات فرار من المملكة.

ولقي القرار ردود فعل مرحّبة في المملكة، واعتبره البعض خطوة تاريخية على طريق تحقيق المساواة بين الجنسين.

وكتبت السفيرة السعودية لدى واشنطن الأميرة ريما بنت بندر آل سعود في حسابها على "تويتر": "هذه التعديلات تكتب التاريخ، وتدعو للانخراط المتوازي بين المرأة والرجل في مجتمعنا. إنّها مقاربة تاريخية لتحقيق المساواة بين الجنسين".

ويسود المملكة نظام "ولاية الرجل" الذي يجبر المرأة السعودية على الحصول على إذن "ولي أمرها" للقيام بإجراءات عدة.

وينص "نظام الولاية" على حاجة النساء إلى موافقة الرجال من الأقرباء، الزوج أو الاخ أو الأب أو الابن، للتعلم، وتجديد جوازات السفر، ومغادرة البلاد.

ويأتي القرار بعد سنوات من مطالبة منظمات حقوقية وناشطين في مجال حقوق الانسان بانهاء هذا القانون، وعقب محاولات عدة من نساء للهرب، وقت تشهد المملكة محاولات للانفتاح.

ونقلت صحيفة "أم القرى" الحكومية قراراً للحكومة جاء فيه: "يُمنَح جواز السفر لكلّ من يُقدّم طلباً بذلك من حاملي الجنسية العربية السعودية".

وأوردت صحيفة "عكاظ" ووسائل اعلام أخرى، أن القاعدة الجديدة ستطبق على النساء اللواتي يبلغن سن 21 عاماً وما فوق.

وجاءت هذه الخطوة في إطار برنامج إصلاحات طموح يقوده ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي تعهّد الانفتاح والقضاء على التشدد. وحتى 24 حزيران 2018، لم يكن مسموحاً للنساء بقيادة السيارات في المملكة المحافظة.

وبعد رفع هذا الحظر قبل سنة، جلست آلاف السيدات خلف المقود، في مشهد يعكس تغييرات اجتماعية سجلت خلال السنوات الأخيرة في المملكة التي ظلت لعقود البلد الوحيد في العالم الذي يحظر على النساء قيادة السيارات.

ومنح قرار السماح بقيادة السيارات المرأة السعودية استقلاليتها وأنهى اعتمادها على السائقين أو الأقارب الرجال في التنقل.

وأثار قرار السماح بالسفر ترحيباً في وسائل التواصل الاجتماعي، وتداول مستخدمون في "تويتر" وسم #لا _ولاية_على_سفر_المرأة.

وكتبت سيدة الأعمال السعودية منى أبو سليمان في تغريدة: "تخلّت نساء عن أحلامهن بسبب عجزهن عن مغادرة البلد لأي سبب كان... للدراسة في الخارج أو لفرصة عمل أو حتى للهروب إذا رغبن بذلك".

وأضافت: "هذا التغيير يعني أنّ النساء أصبحن يتحكمن بشكل كامل بمصيرهن".

وتشمل التعديلات الجديدة أيضا السماح للمرأة بتسجيل أولادها والطلاق والزواج، والاعتراف بها كوصي على أولادها دون سن الـ18.

وجاء في أحد القرارات: "لأي من الزوجين طلب الحصول على سجل الأسرة من إدارة الأحوال المدنية"، وفي آخر "المكلفون بالتبليغ عن المواليد هم: والدا الطفل"، وفي ثالث: "على الزوج أو الزوجة التبليغ عن حالة الزواج أو الطلاق".

ومنذ تعيين الأمير محمد وليا للعهد، أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز سلسلة قرارات لمصلحة المرأة، بينها السماح لها بحضور مباريات بكرة القدم في الملاعب، والانضمام الى الشرطة، والتقدم عبر الانترنت بطلب لحيازة رخصة تأسيس عمل.

وتشهد المملكة السعودية حملة إصلاحات قانونية وتغيّرات ثقافية هي الأكبر في تاريخها المعاصر. وتشمل هذه الإصلاحات التي باشرها محمد بن سلمان، قراراً بالسماح للمرأة بتولي وظائف كانت في السابق حكراً على الرجال.

المصدر : وكالات