أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية، أن سيل المواقف والتسريبات الأمريكية الإسرائيلية بشأن موعد طرح ما تسمى الخطوط العريضة لـ "صفقة القرن" دون تفاصيل، يعكس تخبطاً أمريكياً واضحاً وأزمة عميقة لواشنطن وتل أبيب أحدثها الرفض الفلسطيني الصريح لقرارات ترمب وصفقته المزعومة.

وشددت الوزارة في بيان صحفي اليوم الأربعاء، أن جميع المحاولات الأمريكية الإسرائيلية لتجاوز بوابة الشرعية الفلسطينية عبر مسارات جانبية مصيرها الفشل.

وذكرت أن وسائل الإعلام العبرية كشفت عن مقترح أمريكي لما أسماه بـ "مؤتمر سلام" يعقد في كامب ديفيد عشية الانتخابات الإسرائيلية، بدعوة من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لطرح (الخطوط العريضة لصفقة القرن بحضور قادة عرب)، وأنه تمت صياغة هذه الخطوة مع نتنياهو وسفير اسرائيل في واشنطن حتى تندرج في حملة نتنياهو الانتخابية.

وقالت الخارجية الفلسطينية، إن التسريبات الإعلامية المتعلقة بشأن مقترح "مؤتمر السلام" يهدف لتحقيق ثلاث غايات أولها: ضمان نجاح نتنياهو في الانتخابات، تثبيت مبدأ التطبيع العربي مع إسرائيل بعيداً عن مضمون مبادرة السلام العربية وترتيب أولوياتها.

والغاية الثالثة تهدف للتأكيد على أن السلام يمكن عقده بغياب الفلسطينيين، حيث أن الرؤية الأمريكية لا ترى فيهم شريكاً وتكتفي بـ "تحسينات وهمية" في مستويات وظروف حياة الفلسطينيين كما أظهرت "ورشة المنامة ".

وحذرت الخارجية الفلسطينية، من إقدام إدارة ترمب على اتخاذ المزيد من الإعلانات والقرارات المساندة والمؤيدة للاحتلال والاستيطان وفرض القانون الإسرائيلي على الضفة الغربية المحتلة أو أجزاء واسعة منها.

وأضافت أن محاولات نتنياهو وادعاءاته بالموافقة على بعض البناء الفلسطيني في المناطق المصنفة (ج)، ظهرت كمحاولة لذر الرماد في العيون ولتسهيل مهمة جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي في المنطقة.

وقالت إن الحراك الأمريكي وحالة النشاط التي دبت في فريق ترمب بعد الانتكاسة التي أصابتهم في "ورشة المنامة"، الهدف منه مُساعدة ترمب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020، وتقديم المساعدة اللازمة لنتنياهو في "سباقه الانتخابي" في سبتمبر/أيلول القادم، وتحسين فرصه في تشكيل ائتلاف حكومي واسع على قاعدة ما تُسمى (صفقة القرن)، وهو ما يؤكد أن وجود نتنياهو في الحكم هو العنصر الأساس في سياسة ترمب وخطته المزعومة لـ "السلام".

المصدر : الوطنية