أكد مسؤولون إسرائيليون معنيون بإدارة ملف الجنود المفقودين في قطاع غزة، أن الافراج عن الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة في غزة لن يتحقق إلا بصفقة مع حركة "حماس"، بعيدة عن التهديدات العسكرية وضغوط تقديم المساعدات الإنسانية.

ونقلت صحيفة "هأرتس" الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، عن ضابط الاحتياط في الجيش الإسرائيلي، ليؤور لوتان، "إذا لم يكن عند القيادة القدرة على استخدام القوة العسكرية لإعادة جنودنا، فيجب عليها أن تعمل على إعادتهم في إطار اتفاق".

وأضاف، "أنا لا أتحدث عن اتفاق سيء كما في إطلاق سراح شاليط، بل اتفاقًا من موقع القوة، للوصول إلى هذه النقطة"، مؤكد أن "الوقت لا يعمل في صالحنا".

وحسب الصحيفة، فإن أقوال "لوتان" تتفق مع موقف المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، حيث صرح مسؤول أمني كبير للصحيفة (لم تسمه) بأن "قضية الضحايا والأسرى، مسألة لن تأتي أبدًا بواسطة الترتيبات ومقابل المساعدات الإنسانية".

ووفقا للمسؤول الأمني الاسرائيلي،" فسيتم إرجاع المدنيين الإسرائيليين وجثث الجنود الذين تحتجزهم حماس فقط كجزء من صفقة منفصلة تعيد فيها "إسرائيل" جثث الفلسطينيين الذين في حوزتها وتطلق سراح أسرى".

وقال المسؤول: "حماس لن تكسر هذه المعادلة، وهذا ما يدفع رجالها لشن هجمات"، مشيرًا إلى أنهم "يعرفون بأن ما سيعيدهم هو صفقة وهذا مهم لحماس والجمهور الفلسطيني".

وأضاف "من الممكن أن نقرر ما إذا كنا نريد صفقة أم لا"، مستدركا "إلا أنه لن يكون من الممكن إعادة الضحايا والأسرى مقابل إقامة منشأة لتحلية المياه".

ونقلت الصحيفة، عن سمحا غولدين، والد الضابط هدار غولدين الأسير في غزة، "قبل خمس سنوات، أخذنا على عاتقنا مهمة صعبة لاستعادة قيم الجيش الإسرائيلي في المسؤولية المتبادلة إلى قلب الإجماع الإسرائيلي".

ووفقًا له "من ينظر إلى ما حدث، يمكنه الفهم جيدا بأن من لا يعيد الموتى من ساحة المعركة فإنه لن يعيد في النهاية الجرحى والأحياء في الحرب القادمة"، في إشارة إلى ضرورة انجاز صفقة.

فيما نقلت قناة "آي 24 نيوز" عن مصادر اسرائيلية رسمية (لم تسمها)، أن حركة حماس تتكتم على مصير الجنود الإسرائيليين الأسرى لديها، وترفض الإفصاح عن ذلك إلا بـ"مقابل".

وكانت "كتائب القسام"؛ الجناح العسكري لحركة حماس، قد عرضت صورًا لأربعة جنود إسرائيليين وهم؛ شاؤول أورون، هدار غولدن، أبراهام منغيستو وهاشم السيد، رافضة الكشف عن أية تفاصيل تتعلق بهم دون ثمن.

وتشترط حماس للبدء في مفاوضات غير مباشرة من أجل صفقة تبادل جديدة؛ الإفراج عن كافة الأسرى الذين أعادت "إسرائيل" اعتقالهم بعد الإفراج عنهم في صفقة تبادل وفاء الأحرار مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.

وأجرت حماس والاحتلال الإسرائيلي صفقة لتبادل الأسرى بوساطة مصرية عام 2011 شملت الإفراج عن أكثر من ألف أسير فلسطيني من ذوي الأحكام العالية، مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي ظل محتجزًا لدى حماس لمدة خمسة أعوام.

المصدر : الوطنية