أكد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد، أن إنهاء الانقسام في الساحة الفلسطينية وتلاحم الجهد العربي الفلسطيني مادياً وسياسياً لمواجهة التحرك الأميركي الإسرائيلي سيقضي على "صفقة القرن" بأسرع وقت ويجنب شعبنا وأمتنا المزيد من الخسائر.

وأضاف الأحمد، في كلمة منظمة التحرير الفلسطينية بأعمال الملتقى الشعبي العربي بعنوان "متحدون ضد صفقة القرن" اليوم الأحد في العاصمة اللبنانية بيروت، أن تحقيق ذلك يجعلنا أكثر قدرة على تجسيد حريتنا واستقلالنا الوطني وتجسيد سيادة الدولة الفلسطينية وإفشال كافة خطط التوطين للاجئين وحل قضيتهم وفق قرار الأمم المتحدة رقم 194".

واعتبر أن الدعم العربي الشعبي والرسمي سيعزز قوة الموقف الفلسطيني ويمنع أي إمكانية لتمرير الخطة التحرك الأميركية الإسرائيلية، مؤكداً أن القيادة الفلسطينية برئاسة محمود عباس في معركة تصادم ومواجهة مع التحرك الأمريكي بكل قوة وبسالة مستمدة قوتها من الثوابت الوطنية وقوة الحق الفلسطيني وقرارات الشرعية الدولية.

ولفت إلى أنه فور تجميد عمل مكتب المنظمة وإعلان الإدارة الأميركية الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي ونقل سفارتها إليها، قررت القيادة الفلسطينية قطع كل أشكال العلاقة السياسية مع الإدارة الأميركية.

وأكد ضرورة أن يخرج الملتقى بمواقف واضحة وحاسمة وبرنامج عمل جدي لمواجهة التحرك الأميركي الإسرائيلي الذي يهدف إلى فرض الاستسلام على الشعب الفلسطيني والأمة العربية والتي بدأت ملامحها تظهر منذ نهاية عام 2017 عندما أقدمت الإدارة الأميركية على تجميد عمل مكتب المنظمة في واشنطن وتبعتها بنقل سفارتها إلى القدس واعترافها بها عاصمة لإسرائيل.

وشدد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" على أن الإدارة الأمريكية بدأت باتخاذ إجراءات معادية للعشب الفلسطيني من قطع المساعدات المالية بكل أشكالها حيث شملت المستشفيات وقطاع الصحة، ومساهمتها في موازنة منظمة الاونروا بهدف تصفيتها وإعادة النظر في تعريف اللاجئين وتوطينهم في البلدان التي يقيمون فيها، وإغلاق القنصلية الأميركية في القدس والتي افتتحت هناك منذ عام 1844.

وأضاف "وأعقب ذلك الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان العربي السوري والإعلان عن حق إسرائيل بضم المستوطنات الاستعمارية التي أقامتها في الضفة الغربية."

وبين أن هذه الإجراءات هي انتهاك فاضح لحقوق الشعب الفلسطيني في أرض ووطنه وإقامة دولته المستقلة والقدس عاصمتها والتي أصبحت عضوا مراقباً في الأمم المتحدة منذ عام 2012.

وتابع "ثم أعقب ذلك تنظيم ورشة اقتصادية في المنامة بمشاركة بعض الحكومات العربية ومقاطعة فلسطينية رسمية وشعبية شاملة ومعظم البلدان التي دعيت لحضورها، والتي كان من أهم أهدافها تجاوز مبادرة السلام العربية وتطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال، والتي أقرت في القمة العربية التي عقدت في بيروت عام 2002 واعتمدتها كافة القمم العربية والإسلامية وآخرها القمة الإسلامية التي عقدت مؤخراً في مكة والقمة العربية التي عقدت في تونس."

وأكد أن هذه الورشة كانت تهدف في إطار خطة عمل أميركية لابتزاز الدول العربية بتحمل نفقات تصفية القضية الفلسطينية وإنعاش الحلم الإسرائيلي بإقامة "دولة إسرائيل الكبرى".

وقال": إن صلابة الموقف الفلسطيني ووحدته جعل الإدارة الأميركية في حالة تخبط وإرباك في الإعلان عن صفقة قرنها رسمياً رغم أنها واضحة بكل بنودها، ما يؤكد أنها ولدت ميتة وبصمود الشعب الفلسطيني وتصدي قيادته لها لم يبق منها إلا إعلان وفاتها الرسمي ولا قيمة قانونية أو سياسية لما نفذ من جانب واحد منها، وهو الجانب الأميركي الإسرائيلي ما دام شعبنا الفلسطيني يقول لا ويستمر نضاله بكل الإشكال التي تنسجم مع الواقع".

وأردف قائلاً "آن الأوان لكافة القوى الشعبية والأحزاب الوطنية والقومية أن تعيد النظر بطرق عملها لنعيد معاً للعمل الشعبي وهجه في الدفاع عن طموحات وتطلعات أمتنا العربية في الحرية والتحرر والتقدم والديمقراطية، واستخدام ثرواتنا لمصالحنا العربية في التنمية والبناء ونضع حداً لمحاولات السيطرة عليها ووقف سرقتها من قبل الولايات المتحدة وغيرها والتي تستخدم جزء كبير منها في نشر روح الانقسام والطائفية بين أبناء البلد الواحد، واذكر هنا بمقوله بن غوريون "بأن قوة إسرائيل ليس في قنبلتها النووية وإنما بتفتيت الكيانات الثلاث المحيطة بها، العراق وسوريا ومصر." فعن أي ربيع عربي يتحدثون؟"

وأعرب عن تمنيه بنجاح الملتقي في مخرجاته وقراراته الجامعة الموحدة التي تنسجم مع الواقع، "وكلنا نجمع على رفض صفقة القرن ومتحدون في مواجهتها ومواجهة أعداء امتنا، والحذر كل الحذر أن ننساق وراء مخططات أعدائنا."

وختم "أن وحدة أقطارنا ومنع تقسيمها وتوحيد جهود أمتنا هي مصدر قوتنا ونجاحنا في استعادة حقوقنا، وان أي انقسام داخلنا هو طريق أعدائنا لهزيمتنا، فكيف إذا كان هذا الانقسام برعاية ودعم أعداء شعبنا وامتنا ومشاركته المباشرة كما يجري الآن في عدة دول عربية؟"

يذكر أن الملتقي الشعبي العربي، انطلقت فعالياته في العاصمة اللبنانية بيروت، والذي جاء بمبادرة من منظمة التحرير الفلسطينية لعقد هذا اللقاء بتنظيم كل من المؤتمر القومي العربي، والمؤتمر القومي الإسلامي، ومؤتمر الأحزاب العربية، ومؤسسة القدس الدولية، واللقاء اليساري العربي، والجبهة العربية التقدمية، بمشاركة واسعة من وفود حزبية من مختلف الدول العربية، إضافة إلى مشاركة كافة الفصائل الفلسطينية.

وشارك في المؤتمر وفد من منظمة التحرير الفلسطينية ضم عضوي اللجنة التنفيذية عزام الأحمد وبسام الصالحي، بدعوة من اللجنة التحضيرية التي نظمت المؤتمر.

وشهدت الجلسة الافتتاحية مداخلات من الوفود المشاركة أكدت رفضها لصفقة القرن وتمسكها ودعمها لحقوق الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير وتأييدها للموقف الفلسطيني الرسمي والشعبي المتصدي لكافة المحاولات الأميركية الإسرائيلية التي تستهدف المشروع الوطني الفلسطيني وتصفية القضية الفلسطينية.

وفي نهاية أعمال الجلسة الختامية للملتقى تم إقرار مجموعة من التوصيات والقرارات، وتشكيل لجنة متابعة لتنفيذ ما تم إقراره لاستمرار التصدي لصفقة القرن بكل مكوناتها والتي ستحاول الإدارة الأميركية طرحها في المرحلة المقبلة.

وسيعقد رئيس المؤتمر خالد السفياني بمشاركة عدد من المشاركين مؤتمراً صحفياً بعد غد الثلاثاء لإعلان تلك القرارات.

 

 

المصدر : الوطنية