ممكن أحدكم أن يحملني على أكتافه لأتمكن من عناق أبي"، هكذا كان المشهد في جنازة الشهيد المسعف محمد الجديلي اليوم في مخيم البريج وسط قطاع غزة.

وكان الطفل الذي لم يتجاوز عمره عشرة سنوات، ينتظر جثمان والده بشغف على مدخل المخيم، ليلتحق بالجنازة التي انطلقت من مستشفى شهداء الأقصى، برفقة المئات من أقارب وزملاء وأصدقاء ومحبي والده محمد.

واستقر موكب التشييع عند المسجد، لتأدية صلاة الجنازة على الشهيد، وبعد انتهاء الفصل الأول من مراسم الجنازة، اعتلى ذلك الصغير اكتاف أحدهم، ليكمل الطريق مع من شاركه حزنه وصولاً إلى مثواه الأخير (المقبرة).

وبحنجرته الحزينة، بدأ الصغير طوال الطريق يهتف لوالده بعبارة اعتاد كل فلسطيني على النطق بها منذ سنوات طويلة، وهي "الشهيد حبيب الله". بينما المشاركون بادلوه بعبارة "بالروح بالدم نفديك يا شهيد".

ويوم أمس، أعلن عن استشهاد محمد الجديلي (36 عاماً) الذي يعمل مسعفاً طبيًا لدى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، متأثرًا بإصابته برصاص الاحتلال الإسرائيلي في وجهه، بتاريخ 3/5 من العام الجاري شرق جباليا شرق قطاع غزة.

المصدر : خاص_ الوطنية