أعربت أوساط رسمية وشعبية وفصائلية عن رفضها وتنديدها بانتهاك قوات الاحتلال الإسرائيلي حرمة المسجد الأقصى المبارك، والاعتداء على المصلين وإصابتهم بجروح مختلفة إلى جانب اعتقال العشرات، بالوقت الذي يقتحم فيه عشرات المستوطنين باحات الأقصى.

وأكدوا في بيانات وتصريحات صحفية منفصلة، اليوم الأحد، أن ما يجري بالأقصى من اعتداءات من قبل قوات الاحتلال ينذر بأننا مقدمون على منحدر خطير، ولديه عواقب وخيمة، وتجاوز لكافة الخطوط الحمراء، ومحملين الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن الأوضاع داخله.

وقال مستشار الرئيس للشؤون الدينية قاضي القضاة محمود الهباش، إن ما يحدث في الأقصى تطوراً خطيراً ويؤشر بالدخول إلى مرحلة في غاية الخطورة.

وأشار الهباش، إلى أن سلطات الاحتلال تخطط وتدفع لسيل دماء جديدة في الأقصى كما حدث في الحرم الإبراهيمي لفرض أمر الواقع، محملاً الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عما يحدث بالأقصى.

وأوضح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو من يخطط للاقتحامات وذلك لأهداف خاصة به شخصياً.

وفي نفس الإطار، قالت حركة "حماس" إن اعتداء قوات الاحتلال الوحشي على المعتكفين في المسجد الأقصى واقتحامه من قبل مئات المستوطنين المتطرفين، تعكس وجهه الإجرامي والمتطرف في ظل ادعاءاته المزيفة بالديمقراطية واحترام الحريات.

وحملت الحركة، الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الاعتداءات التي طالما قادت إلى موجة من التصعيد عَبّر خلالها شعبنا عن غضبه للأقصى.

وأكدت أن استمرار غطرسة الاحتلال ومستوطنيه في تدنيس المسجد الأقصى لن يقود إلا لمزيد من التمسك الفلسطيني به، والاستبسال في الدفاع عن حرمته وقدسيته.

وأوضحت أن هذه الاعتداءات تعكس حالة الحنق والإزعاج التي أصابت الاحتلال جراء مشاهد الألوف من المصلين الذين أحيوَا ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان في ساحات المسجد الأقصى، في تأكيد منهم على هويته الإسلامية، ورفضهم لكل إجراءات الاحتلال ومخططاته التي تستهدف تهويده وتغيير معالمه.

ومن جهته، حذر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني من خطورة المشروع الإسرائيلي الذي تقوده قوى التطرف والعنصرية لتغيير الأمر الواقع في القدس، من جر المنطقة والعالم إلى ويلات جديدة تتحمل "إسرائيل" والولايات المتحدة المسؤولية عنها.

وأكد مجدلاني أن ما جرى في الأقصى من اقتحامات واسعة للمستوطنين استمراراً وتكراراً لكل محاولات المستوطنين من أجل فرض الأمر الواقع فيه، وتقسيمه زمانياً، ومكانياً، بدعم ورعاية مباشرة من حكومة الاحتلال.

ولفت إلى أن تركيز الاحتلال ومستوطنيه على تغيير طابع المسجد الأقصى المبارك يأتي في سياق المشروع الإسرائيلي التلمودي بتهويد مدينة القدس، ما ينذر بحرب لا أحد يدرك مدى ما ستؤول إليه.

بدوره، قال رئيس دائرة حقوق الانسان والمجتمع المدني بمنظمة التحرير أحمد التميمي، إن ما جرى في الأقصى منذ صباح اليوم فيه تجاوز لكافة الخطوط الحمراء، مشيراً إلى هذه الاقتحامات فيها نوايا مبيتة تسعى إلى تقسيمه، وذلك تمهيدا للسيطرة عليه، وتهويده، كما حدث مع الحرم الابراهيمي الشريف في الخليل.

وحذر التميمي، الاحتلال من انفجار الأوضاع نتيجة الممارسات الإرهابية التي تمارسها حكومة المستوطنين، الهادفة إلى المس بمكانة الأقصى لدى مليار ونصف الميار مسلم حول العالم.

وطالب مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة بالوقوف أمام مسؤولياتهم، وتطبيق القرارات الدولية التي تم اتخاذها، والتي تؤكد جميعها أن القدس المحتلة بما فيها المسجد الأقصى، وحائط البراق، وكنيسة القيامة، وغيرها تخص الفلسطينيين وحدهم، وأن احتلالها من قبل الاحتلال الإسرائيلي مخالف للقانون والشرعية الدولية.

وفي السياق، أكد رئيس دائرة شؤون القدس في منظمة التحرير عدنان الحسيني إن ما يجري في الأقصى يأتي كردة فعل تشير إلى أن حكومة الاحتلال عجزت عن مواجهة حالة الصمود في القدس التي عادة ما تعود لها عروبتها في شهر رمضان، كما أنه رسالة لترمب بأن اعترافه بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال لن ينجح في فرض ذلك وتحقيقه.

إلى ذلك، أوضح أمين سر حركة فتح في القدس ناصر قوس أن قوات الاحتلال دفعت بالمئات من جنودها إلى ساحات وباحات المسجد الاقصى، وحاصرت المصلين وأمطرتهم بالقنابل الصوتية وقنابل الغاز، ما أدى الى وقوع إصابات في صفوف المعتكفين.

وأشار قوس، أن المئات من المستوطنين اقتحموا الأقصى تزامناً مع اقتحام عناصر شرطة ومخابرات الاحتلال للمسجد، لافتاً إلى أن سلطات الاحتلال مهدت لهذه الاقتحامات من خلال حملة الاعتقالات في صفوف المقدسيين، والتي بلغت خلال يومين لأكثر من 36 مقدسيا.

وناشد كافة أبناء شعبنا بشد الرحال للمسجد الأقصى هذا اليوم، خاصة مع دعوات جديدة للمستوطنين لتنظيم مسيرة واقتحامات واسعة في القدس القديمة والمسجد الاقصى عند الساعة الرابعة من عصر اليوم في الذكرى الثانية والخمسين لاحتلال القدس.

أما الجبهة الديمقراطية، فقد وصفت ما يجرى داخل الأقصى من حملة اقتحامات وطرد المصلين بالقوة من قبل الاحتلال وقطعان المستوطنين، بأنه مؤشر خطير ومحاولة لفرض التقسيم الزماني والمكاني على المسجد على غرار الحرم الإبراهيمي في الخليل.

وأكدت الجبهة، أن العدوان الإسرائيلي على المسجد فيه استخفاف بمشاعر ملايين المسلمين في العالم، ويعد استهتاراً بقرارات القمة الإسلامية الاخيرة التي لم يجف حبرها بعد.

وبالموازاة، أكدت الجبهة الشعبية، أن اقتحام المئات من جنود الاحتلال للمسجد الأقصى وإطلاق الأعيرة المطاطية وقنابل الغاز والاعتداء بالضرب على المعتكفين، هو تصعيد جديد يؤكد أطماع الاحتلال بتهويد الأقصى، ومخططاته لفرض واقع جديد عبر محاولة التضييق على المصلين، وصولاً لتنفيذ أهدافه في تقسيمه زمانيا ومكانيا.

واعتبرت الجبهة، أن ما يجري في القدس والأقصى تحديداً من هجمة متواصلة هو لعب بالنار، ومحاولة مكشوفة لاستثمار هذا التصعيد لوضع ورقة القدس في إطار المراهنات والمزاودات والاستثمار السياسي للأحزاب اليمينية، وفي مقدمتها المجرم نتنياهو، في أعقاب فشل الأخير في تشكيل الحكومة وحل الكنيست.

ودعت إلى التصدي للإجراءات الإسرائيلية المتواصلة على المدينة المقدسة، عبر تصعيد المقاومة والاشتباك المفتوح ضد الاحتلال على امتداد الأراضي الفلسطينية المحتلة.

المصدر : الوطنية