قال أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" جبريل الرجوب، إن القيادة الفلسطينية لم تُستشر ولن تشارك في ورشة العمل الاقتصادي الأمريكية التي ستقام في عاصمة البحرين "المنامة"، داعياً الجميع إلى عدم المشاركة فيها، لاعتبار أنها تحتوي على مئة علامة استفهام.

وأضاف الرجوب خلال لقاء أجريه معه على قناة "العربية" ليلة أمس، متحدثاً من دولة البحرين:" نحن فوجئنا بهذه الدعوة لعقد هذا المؤتمر، والذي هو جزء من السياسة الأمريكية، هذه مبادرة أتت لتتويج خطوات عملية قدمها الجانب الأمريكي للجانب الإسرائيلي بدءاً من القدس وموضوع اللاجئين وشرعنه الاستيطان، واتخاذ الخطوات التي من شأنها نفي حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم أو حقهم في أي جانب سياسي على أرضهم، حيث يأتي ذلك على بند تحسين شروط والحياة للفلسطينيين".

وعن سبب تواجده في المنامة بهذا الوقت تحديداً، قال إنه حضر للقاء الشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد الآسيوي، وتم تحديد الموعد من قبل شهر رمضان كمقدمة للكونغرس الفيفا الشهر الماضي".

وأردف الرجوب قائلاً:" ماذا يريد كاحلون، بدهم يعملولنا استثمار، والإدارة الامريكية قطعت 850 مليون دولار لحصارنا، ويا جماعة الخير المتغطي بالأمريكان عريان، وأمريكا لها مصالحها ولها استراتيجياتها، وهذه الإدارة الأمريكية رهينة لليمين الإسرائيلي الفاشي، غرينبلات والسفير الأميركي في إسرائيل وهما من غولات المستوطنين، هل هذا السلام الاقتصادي؟ ". وفق تعبيره ولغته العامية.

ووجه دعوة لجميع "المعنيين" إلى مراجعة الموافقة على استضافة هكذا مؤتمر، برعاية أمريكية – إسرائيلية، وقال "نحن كفلسطينيين جزء من الأمن القومي العربي، ونحن ضد سياسات إيران، وهذا لا يعني بالمطلق ألا تبقى فلسطين هي القضية المركزية أو نرتمي في أحضان إسرائيل وامريكا، هذا موقفنا وثقتنا في القمة العربية والإسلامية القادمة أن تحسم هذا الموضوع، والمهازل والسياسات التي هي بصالح الاستيطان".

وحول مفهوم السلام الاقتصادي، أشار الرجوب إلى "هم يقولون إن هذه شروط حياة، ونعم شروط حياتنا صعبة ونحن بحاجة إلى مساعدات، ولكن لن نقبل بمساعدات مشروطة، ولن نضحي في أن تكون لنا دولتنا الفلسطينية المستقلة حسب قرارات الشرعية والمبادرة العربية، وثقتنا في أمتنا الإسلامية والدول المحورية، أن تتصدى لإفشال هذه المحاولات التي تريد بيعنا الوهم وبيعنا لقمة خبز ونسيان حقنا في الحياة،" مهو إلي مجوعنا نتنياهو والإدارة الأمريكية". وفق تعبيره.

وأوضح أن الإدارة الأمريكية تعمل لدى "نتنياهو " الذي فاز بأغلبية عظمى بالانتخابات البرلمانية، "هو مستفيد من الوضع الراهن وباعتقاده أنه ينهك الشعب الفلسطيني، وينهي الحركة الوطنية الفلسطينية، وللأسف هذا الزمن العربي الرديء، وهذا الانهيار الموجود والتحديات كلها يعتقد أنها تخدمه إلى المدى البعيد لفرض أمر واقع وتغييرات جغرافية وديمغرافية في الأراضي الفلسطينية تبدأ بتهويد القدس وتنتهي بتهويد كل الأراضي الفلسطينية التاريخية".  

ولفت الرجوب، إلى وجود أكثر من 6 ونصف مليون فلسطيني عربي يتنفسون العربية، هؤلاء محرومون من حق تقرير المصير، وهذه الإدارة الأمريكية أعطت حق تقرير المصير إلى اليمين الفاشي الذي لا يحترم الشرعية الدولية ولا أي اتفاقات، مضيفاً أن هذه الادارة هي امتداد للإدارة التي سبقتها التي كانت تُنصب الإسلام السياسي في المنطقة، "والحمد لله فشلت".

وبين أن الادارة الأمريكية تُعطي الجانب الإسرائيلي حقوقه "ومن ثم يُطعمنا الخبز، نحن نموت بكرامتنا وشموخنا وكبريائنا، وسنَقلب المنطقة رأساً على عقب، إذا اعتقد أحد بهم أن يحتل ارادتنا أو يمثلها أو يبيع قضيتنا لأحد"، بحسب الرجوب.

وطالب الدول العربية الوازنة وخاص المملكة العربية السعودية، بأن تقف بجانب القضية الفلسطينية وتبني المرجح في حل الصراع عن طريق الشرعية الدولية وليس ""كوشنر" وغرينبلات".

وأعرب الرجوب، عن "ثقته بخادم الحرمين الشريفين في مساندته للقضية الفلسطينية وموقفه الثابت، إذ قال " سمعنا ملك البحرين متحدثاً في البرلمان قائلاً: إن القضية الفلسطينية يجب أن تبقى القضية المركزية بغض النظر عن كل التحديات، ونحن نأمل من إخواننا العرب جميعهم أن لا ينخدعوا من الكلام المعسول".

وتساءل:" من هو الزعيم العربي الذي يقدر أن يتحدث بالسلام من دون القدس والأقصى وكنيسة القيامة؟، متمنياً أن يكون هناك مراجعة، وأن نحتكم للشرعية الدولية وأن نعيش بسلام واستقرار.

ونوه إلى مسألتين، أن تبقى قضية فلسطين القضية المركزية وحلها لا يكون إلا بالدولة الفلسطينية والمنظمة هي عنوانها الشرعي، وتوفير أسباب الصمود والقوة للفلسطينيين الموجودين على أرضهم، وأن تتم من موقع التزام قومي وإسلامي وواجب على العرب والمسلمين وليس من خلال بوابة "إسرائيلية ولا أمريكية".

كما أعرب الرجوب عن قلقه إزاء اقتراب موعد إعلان صفقة القرن قائلاً" القلق مشروع، ونحن رهاننا على شعبنا العظيم وبصدورنا العارية أفشلنا وسنفشل هذه الصفقة، بَنينا هذه الحركة الوطنية الفلسطينية التي هي الصخرة السوداء التي ستتحطم عليها كل المؤامرات، ونراهن على امتنا العربية والإسلامية أن تُبقي على فلسطين قضية أولوية".

وأضاف قائلاً:" القمة العربية والإسلامية ستقام في الفترة القليلة المقبلة، ونتطلع لضخ الأموال والامكانيات ونحن في خط الدفاع الأول عن مصالح العرب ومقدسات المسلمين والمسيحيين، ونحن لنا قرن ومستعدين أن نستمر لقرن آخر في الدفاع عن القضية الفلسطينية، ولا مكان لنا إلا في وطننا فلسطين ولن نغادر فلسطين".

وأكد أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح على موقف السلطة الفلسطينية من مؤتمر "المنامة" "ولا داعي لاختبارنا أو التفكير على اختبار ارادتنا، ونحن جاهزون وكل السيناريوهات مفتوحة، ماعدا سيناريو واحد هو أن نقبل بشطب قضيتنا كقضية سياسية وطنية وحقنا في تقرير مصيرنا وإقامة دولتنا وعلى رأسها القدس الشريف، هذا موقفنا وهذا قرارنا وهذا رهاننا".

المصدر : الوطنية