شدد الرئيس محمود عباس، اليوم السبت، على أنه لن يكون هناك سلام اقتصادي منفصل عن المسار الساسي، وأن تحقيق السلام يجب أن يكون على أساس القرارات الشرعية، مؤكداً على أنه لن يخوض في الحديث عن أي سلام اقتصادي قبل الحديث عن السلام السياسي.

جاء ذلك خلال استقبال عباس، بمقره بمدينة رام الله، أمناء وأعضاء أقاليم جنين، ويطا، وشمال الخليل، وأريحا والأغوار المنتخبين، وبحضور عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ، ومفوض التعبئة والتنظيم للمحافظات الشمالية جمال محيسن.

وأوضح أن هناك ظروف صعبة وقيقة تواجه القضية الوطنية، مضيفاً أن حركة "فتح" هي صاحبة المشروع الوطني، وهي القادرة على المحافظة عليه وتحصينه ضد كل المؤامرات الهادفة لتصفية قضيتنا الوطنية.

وأكد على تمسكه بالأهداف والثوابت الوطنية التي حددها المجلس الوطني الذي عقد عام 1988، والتي أعلن خلالها استقلال دولة فلسطين، وقبولنا بقرارات الشرعية الدولية.

وحول قضية خصم رواتب عائلات الشهداء والاسرى، أكد عباس، أن هذه القضية خط أحمر ولن سمح لأحد المساس بها أو التخلي عنها، مضيفاً "فهم التاج على رؤوسنا، وسندفع آخر قرش معنا على عائلات شهداءنا وجرحانا وأسرانا، وهي قضية مركزية للشعب الفلسطيني لن نتنازل فيها ابداً".

وفيما يتعلق بصفقة القرن، قال عباس لن نقبل بـ"صفقة العصر" التي تجاوزت كل الشرعيات الدولية، والتي ستطرحها الادارة الأميركية قريبا، ولم تعد هناك صفقة لتطرح فأغلب بنودها أصبحت مكشوفة للجميع".

وتابع:" بعد الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية اليها، ومحاولة القضاء على وكالة "الاونروا"، والغاء قضية اللاجئين وغيرها من القرارات المنحازة للاحتلال بشكل أعمى، لذلك اتخذنا قراراً منذ البداية بمقاطعة الادارة الأميركية الحالية وعدم الحديث معها لحين تراجعها عن قراراتها الجائرة بحق شعبنا".

ولفت إلى أن القيادة الفلسطينية قامت بإرسال وفود لكل عواصم العالم لشرح الموقف الفلسطيني، وخطورة الاجراءات الاسرائيلية، والقرارات الأميركية على مجمل العملية السياسية، والخطوات الفلسطينية التي ستتخذ رداً على هذه القرارات.

وأشار على أن هناك 725 قراراً في الجمعية العامة للأمم المتحدة، و86 قراراً في مجلس الأمن الدولي تتعلق بالقضية الفلسطينية لم ينفذ أي قرار منها لأنها تدعو لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية، ووقوف الولايات المتحدة الأميركية بشكل صارخ إلى جانب "إسرائيل" ورفضها تنفيذ قرارات الشرعية الدولية.

وأردف الرئيس قائلاً:" نقول لأميركا ولإسرائيل، لن نقبل بصفقتكم، وسنفشلها بصمودنا وتمسكنا بثوابتنا على أرضنا، فالقدس أغلي من كل أموال العالم، وفلسطين كلها على قلب رجل واحد تقول لا لصفقة العصر ولا لقرارات ترمب ونتنياهو".

وتابع: "كل ما نريده هو تطبيق قرارات الشرعية الدولية وصولاً لإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وقرارنا الوطني لن نسلمه لأحد، ودفعنا الغالي والنفيس لنحافظ على القرار الوطني الفلسطيني المستقل، ولن نسمح لاحد بالتكلم نيابة عنا، فهناك شعب فلسطين تمثله منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد".

وأشاد بأهمية الحياة الدمقراطية والتي لها دور فاعل في الحياة السياسية وذلك من أجل اتاحة الفرصة للأجيال الشابة لممارسة درها في خدمة أبناء شعبنا الفلسطيني.

بدورهم، أكد أمناء سر الأقاليم وقوفهم خلف حركة "فتح" وكوادرها وكل الشعب الفلسطيني خلف السيد الرئيس وقراراته الهادفة لحماية قضيتنا الوطنية، والتمسك بثوابتنا الوطنية المشروعة.

وقالوا:" لن يقبل أي فلسطيني صفقة العار ولن يقبلوا بتمريرها، وأن الشعب الفلسطيني موحد خلف لا التي قالها الرئيس لقرارات ترمب ولإجراءات اسرائيل، ولكل المؤامرات التي تستهدف حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس بمقدساتها".

المصدر : الوطنية