قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية، إن الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة نجحت بوضوح في التصدي للعدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، لافتاً إلى أن رد المقاومة حين وصل إلى 40 كيلو من خلال قصف المستوطنات، بدأ الاحتلال يتراجع ويضغط على الوسطاء للوصول إلى التفاهمات الأخيرة.

وبحسب ما أشار إليه الحية، فإن الاحتلال يملك صاعقين، الأول: هو نفسه، والآخر حصاره لغزة، وكلما زادت وتيرة الحصار كلما انفجرت الأمور، لكنه أكد في ذات السياق، أن حركته ومن معها من فصائل مقاومة ليست هواة حروب، بل إنها تريد إنهاء الاحتلال والحصار، مضيفاً:" ممكن في أي وقت أن تنفجر الأموال ما زال الاحتلال يملك هاذين الصاعقين.

وعن التصعيد الأخير وجهود الوسطاء التي بذلت لوقفه، قال الحية إن جميع الوسطاء الذين دخلوا لوقف العدوان وإرجاع الأمور كانت تقول إن الاحتلال مستعد لوقف عدوانه والعودة إلى تنفيذ التفاهمات، مشيراً إلى أن وقف التصعيد العسكري يستند لتفاهمات 2014.

وشدد خلال لقاء متلفز بثته "قناة الأقصى" مساء اليوم، على أنه لا خيار أمام الاحتلال سوى الذهاب إلى تنفيذ التفاهمات، فيما لفت إلى أن "حماس" تراقبه أدائه من منطق قوة مسيرات العودة وسلاح المقاومة، مؤكداً عدم قبول فصائل المقاومة بأن يفرض الاحتلال أي معادلات معنية، مضيفاً:" نحن في حالة تقييم يومي لمعرفة مدى التزامه بتنفيذ التفاهمات".

وعن سبب إنزلاق الأمور في غزة، قال الحية إن الاحتلال يتحمل المسؤولية عن ذلك، لأنه منذ شهر كامل وهو يتلكأ للتفاهمات وكنا نتحمل ونصبر، وأصبح المشاهد الفلسطيني يرى ذلك.

وبين عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية، أن عدوان الاحتلال الأخير على قطاع غزة جاء وفق سلسلة من الخطوات قد قام بها أولها التلكؤ في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بواسطة الوسيط المصري.

وأضاف قائلاً:" كان لا بد من كبح جماح العدو لحماية المتظاهرين الفلسطينيين، حيث كان الاحتلال يبادر في توسيع رقعة الاعتداءات واستهداف المنشآت وتدمير مئات البيوت، بالرغم أن المقاومة  حذرته"، وفق تعبيره.

وتابع:" كان الاحتلال يعلن التزامه بكامل التفاهمات وكان يبعث رسائل واضحة لجميع دول العالم والسفراء الدول، بأنه لا يمنع إدخال الأموال القطرية لغزة، وهو مستعد لكي يعود إلى حالة الهدوء ومن خلال الوسطاء".

ولفت إلى أن كتائب القسام حين قامت بإطلاق صاروخ "الكورنيت" كان في إطار غرفة العمليات المشتركة التي قال إنها حاضرة وتسعى حماس لتطويرها، واصفاً التنسيق بداخلها في أعلى درجاته.

كما شدد الحية، قائلاً:" لن نقبل لأحد أن يساومنا على مسيرات العودة وسلاح المقاومة، ونحن من يتحكم بأدواتها بحسب التزام الاحتلال بالتفاهمات المتعلقة بها".

وقدر الدور المصري في التهدئة، لكنه قال إن الاحتلال هو من أعرب عن رغبته التهدئة مع المقاومة.

وبشأن المصالحة الفلسطينية، أكد الحية أن حركته مندفعة بشكل صادق نحو المصالحة، فيما أكد استعداد وجاهزية حركته لدفع كل الاستحقاقات المطلوبة لأجل اتمامها على قاعدة الشراكة ومن خلال تطبيق جميع الاتفاقيات التي وقعت وخاصة اتفاقي 2005 و2011، والذهاب نحو بناء المؤسسات الوطنية ومنظمة التحرير وانتخاب مجلس وطني جديد وكذلك الذهاب نحو تشكيل حكومة وحدة وطنية.

وقال إن مربع التفرد والاقصاء الذي يمارسه الرئيس محمود عباس لن يخدم الشعب الفلسطيني، منوهاً أن أمر المصالحة متروك عند الدور المصري.

ونوه إلى أن "حماس" تريد إعادة بناء منظمة التحرير وليس البحث عن غيرها، وقال إن " ما زال الأخوة في فتح وأبو مازن ليسوا مقتنعون وهم أحرار، فسيأتي اليوم لنجسد فيه الوحدة الوطنية ونحن إيجابيون ومستعدون لذلك".

وعن العلاقة مع مصر، قال الحية:" نحن مستمرون في تطوير العلاقة معها والعمل على تحقيق القضايا ذات الاهتمام المشتركة، مثل التبادل التجاري".

المصدر : الوطنية