نشرت وزارة الداخلية والأمن الوطني بغزة اليوم الإثنين، تفاصيل جديدة حول جريمة خطف وقتل الطفل "محمود رأفت شقفة" بمحافظة رفح جنوب قطاع غزة.

جاء ذلك خلال لقاء خاص بالوزارة مع مدير عام إدارة المباحث العامة في الشرطة العميد حسام شهوان، حيث شدد على أن الجريمة فردية وغير منظمة.

وأكد شهوان أن المباحث العامة والإدارات الشرطية بذلت جهوداً كبيرةً في البحث والتحري والكشف عن ملابسات الجريمة وصولاً للجاني منذ اللحظة الأولى، مضيفاً: هذه الجريمة جريمة فردية ليس لها علاقة بفلسفة وتفكير ووعي شعبنا.

وتابع "نطمئن أبناء شعبنا أن هذه الجريمة جاءت على خلفية خلاف شخصي واعتقاد خاطئ لدى الجاني ثبت عدم صحته من خلال التحقيق، وبناء على طبيعة سلوكه"، مشيراً إلى أنه من متعاطي المخدرات.

واستعرض مدير عام المباحث أنه بناء على الإشارة الواردة من عمليات شرطة رفح في مساء يوم الاثنين 22-4، مفادها وجود حالة تغيب لطفل يُدعى: محمود رأفت شقفة – سكان تل السلطان/ مخيم بدر، تم استنفار كامل قوة المباحث العامة في رفح وكذلك قوى التحري المركزي وقوة دائرة المصادر الفنية.

وأشار إلى أن الشرطة وزعت الإشارة على أجهزتها المختصة وخاصة المباحث العامة، وتم اتخاذ كافة إجراءات البحث والتحري في المنطقة وكذلك المتابعة الفنية لكاميرات المراقبة في المنطقة.

وأضاف "هذه إشارة طبيعية وعادية والشرطة تتلقى يومياً عشرات الإشارات المشابهة حول فقدان أطفال ويتم البحث والتحري وإعادة الأطفال لذويهم، لكن منتصف ليلة الاثنين وفجر يوم الثلاثاء 23/4 بدأت متابعة حثيثة من الأجهزة الشرطية والمباحث العامة، بعد عدم العثور على الطفل المفقود في الساعات الأولى من البحث".

وتابع: بعد فجر يوم الثلاثاء وأثناء عمليات البحث والتحري في المنطقة بالقرب من منزل المجني عليه عثرت الشرطة على دماء في منطقة قريبة من سكن الطفل، فتم الترجيح بأن ضرراً قد مس الطفل.

وأشار إلى أن المباحث قامت باستدعاء مشتبه بهم، وتم التعرف على الطبيعة الجغرافية للمنطقة وسلوكيات سكانها وتحديد المشتبه بهم لربطهم في القضية وقضايا سابقة "سرقة، ومخدرات".

وقال إنه "تم استنفاد جهود كبيرة من المباحث العامة والشرطة في تحديد هوية الجاني، خاصة بعد مرور زمن على اختفاء الطفل، وأصبح لدينا دليل أن الطفل مفقود بشكل غير طبيعي".

وأوضح أن المباحث استطاعت بعد مرور 48 ساعة على الجريمة تحديد الهدف من اختفاء الطفل، منبهاً إلى أن مسار التحقيق بات يتضح بناء على معلومات وأدلة جمعتها المباحث والشرطة حول الجاني وهويته.

وحددَّت المصادر الفنية بعض المعلومات من خلال كاميرات المراقبة في المنطقة وتم تشخيص وتحديد مكان اختفاء الطفل، وتحديد صور بعض المواطنين، وتحديد مشاهد ولقطات للطفل قبل لحظات من اختفائه، وعلى فور تم الاشتباه بعدد آخر من الأشخاص حيث تم توقيفهم حسب الأصول القانونية والتحقيق معهم، وتم فيما بعد التأكد من هوية الجاني، حسب قوله.

وأوضح أنه بعد البحث والتحري وجمع المعلومات تبين وجود شبهة جنائية في الواقعة المذكورة بعد العثور على ملابس الطفل وعليها آثار دماء على سطح صالة ألعاب القوى غرب الأرض المقابلة لمخيم بدر، مضيفاً "تم رصد كاميرات المراقبة المثبتة في المكان ومحيطه وتم استخراج تصوير الكاميرات المحيط بمكان واقعة اختفاء الطفل".

وأشار إلى أن الاشتباه وقع على المدعو "م. ش" وهو قريب والد الطفل، وباستجوابه أقر بقيامه باختطاف الطفل باستخدام السيارة الخاصة به، ومن ثم قتله ومحاولة إلقائه في بئر مياه، لكنه لم يتمكن من ذلك، ثم قام بخلع ملابس الطفل وإلقائها على أحد الأسطح القريبة ودفن جثة الطفل في أرض قريبة من منزل سكن الطفل.

وفي السياق، أكد شهوان أن الشرطة والمباحث رصدتا تحركات قبل وأثناء الجريمة وطريقة تصرّف الجاني، الذي وجه اتهاماً خاطئاً لوالد الطفل المجني عليه بأنه متسبب في تقديم معلومات عن أخيه الموقوف على خلفية قضية مخدرات، وهو ما لم يثبت خلال التحقيق.

ووجه مدير عام المباحث الشكر لأبناء شعبنا خاصة في محافظة رفح لمتابعتهم ووقوفهم إلى جانب الأجهزة الأمنية خلال متابعة قضية خطف وقتل الطفل "شقفة"، وتزويدها بالمعلومات والبيانات التي ساعدت الشرطة في العثور على جثة الطفل والتعرف على الجاني.

كما أشاد بجهود كافة ضباط وأفراد المباحث العامة الذين بذلوا جهوداً كبيرةً في هذه القضية، وكان دورهم مميزاً في كشف وتحديد وقت ومسار الجريمة، مثمناً في ذات السياق جهود جميع ضباط وعناصر الشرطة في محافظة رفح الذين وقفواً بجانب المباحث في كشف الجريمة وتقديم التسهيلات اللازمة.

وناشد كافة أبناء شعبنا بضرورة الاهتمام بأبنائهم والانتباه جيداً لسلوكهم.

وفيما يتعلق بالشائعات التي روّجها البعض على خلفية القضية، أكد شهوان أن المباحث رصدت كافة الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي، وسيتم تقديم مروجيها للنيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم.

 وتابع "قطاع غزة منطقة تشهد تجاذبات سياسية مما يجعلها أرض خصبة للشائعات وترويجها؛ بهدف ضرب الجبهة الداخلية، وخلق حالة من الفلتان وعدم الاستقرار في صفوف أبناء شعبنا والضرر بمصلحة المواطن وبث الفتن في القطاع".

 

 

المصدر : الوطنية