طالب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، ورئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة اللواء جبريل الرجوب، الدول العربية والإسلامية بوقف أي نوع من التطبيع الرياضي مع إسرائيل ما دامت لا تلتزم بالميثاق الأولمبي ولا تعترف بحق الفلسطينيين الرياضيين بالحركة.

جاء ذلك خلال حفل إطلاق فعاليات "الدوحة عاصمة الشباب الإسلامي 2019"، اليوم الأحد، التي تنظمها وزارة الثقافة والرياضة القطرية، بالتعاون مع منتدى التعاون الإسلامي للشباب، وبإشراف مركز قطر للفعاليات الثقافية والتراثية، وتقام تحت شعار "الأمة بشبابها". وشهد الحفل، تسليم مفتاح الدوحة عاصمة الشباب الإسلامي إلى الشباب.

كما طالب الرجوب في كلمته، بمقاطعة جميع المؤسسات الرياضية والشبابية التي تتخذ من المستوطنات غير الشرعية مقرا لها، أو تلك التي تقوم بالعمل أو الترويج لنشاطاتها داخل المستوطنات.

وشدد على ضرورة العمل بشكل جاد لوقف مساعي الاحتلال الإسرائيلي لإفشال جهود الشباب الفلسطيني ودولة فلسطين في المجالات الرياضية، حاثّا كافة المؤسسات المعنية بالشباب والرياضة، ولجان الألعاب الأولمبية والاتحادات الرياضية القارية والعالمية، خاصة في الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، على دعم موقف فلسطين في المنظمات الرياضية على الصعيدين الإقليمي والدولي، وفق وكالة "الأنباء الفلسطينية وفا".

وجدد التأكيد على الطابع المركزي لقضية فلسطين والقدس الشريف بالنسبة للأمة الإسلامية جمعاء، وعلى الهوية العربية والإسلامية للقدس المحتلة، وضرورة الدفاع عن حرمة الأماكن الإسلامية والمسيحية المقدسة فيها، وحماية الوضع التاريخي القائم في القدس.

وأشار إلى أن تواصل اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته الممنهجة والمتواصلة بحق أبناء الشعب الفلسطيني في أرض دولة فلسطين المحتلة، يتطلّب تأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ومحاسبة الاحتلال على جرائمه.

واستنكر كافة الإجراءات الإسرائيلية الخاصة بسلب الفلسطينيين بشكل عام وفئة الشباب والرياضيين بشكل خاص الحق في حرية التنقل والحركة، خاصة الحق في الوصول إلى القدس وقطاع غزة، إضافة إلى منع الشباب الفلسطيني من السفر إلى الخارج للمشاركة في الفعاليات العربية والإسلامية والدولية، وإعاقة دخول المواد والمعدات الرياضية من المعابر.

وقال إن إعلان منتدى شباب المؤتمر الإسلامي للتعاون والحوار التابع لمنظمة التعاون الإسلامي، القدس عاصمة للشباب الإسلامي لعام 2018 عزّز التعاون والحوار والتبادل الثقافي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي مع الشباب الفلسطيني، وشكل فرصة لكي يرى العالم أجمع الكفاح العادل للشعب الفلسطيني من أجل أمنه وحريته، وللتأكيد على أن الحلول التي تروج لها الولايات المتحدة ليست سوى حلول ظالمة، ومتحيزة، ومجحفة.

وأوضح أن البرنامج في العام المنصرم قد حقق العديد من الأهداف التي رسمت له، خاصة تأكيده للعالم أجمع على أهمية القدس وطابعها الإسلامي، وتسليط الضوء على ما تجابهه من تحديات غير مسبوقة، إضافة لدوره المهم في رفع المظلمة عن شباب فلسطين، وإعطائه الفرصة للمشاركة والتعبير عن نفسه، عبر تنفيذ العديد من الأنشطة الشبابية التي يشارك في تنظيمها منتدى الشباب الإسلامي، كما أنه مهّد الطريق لبناء جسور التعاون الفعلي بين شباب الأمة من مختلف أنحاء العالم الإسلامي وفلسطين، بالإضافة إلى تعزيزه لبناء قدرات الشباب الفلسطيني، لتحقيق وحدته، من خلال الحوار الجاد والبنّاء.

وأردف اللواء الرجوب، قائلاً: "لقد نفذنا معا على مدار العام العديد من البرامج الدولية للشباب دعما للقدس بمشاركة شباب من جميع أنحاء العالم، برامج تراوحت مجالاتها بين الأكاديمي والثقافي وغيرها، ما عبّد طريق القدس للزائرين وما أعاد البوصلة الإسلامية لأولى القبلتين".

وأضاف: "القدس كانت وستبقى عنصر وحدة، للشعوب الإسلامية جمعاء، ونحن نأمل أن يصبح هذا النهج الذي طبق في عام 2018 بمثابة عنصر موحِد للأمة الإسلامية لدعم القضية الفلسطينية بشكل مستمر في كفاحها المشروع لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي وقمعه وعنفه وعنصريته، لما يضمنه هذا التكاتف من تحويل للدعم الذي أعلنته الدول العربية والإسلامية للقدس من حيز الكلام إلى حيز التطبيق على الأرض".

وأكد على الأهمية التاريخية لقرار مجلس وزراء خارجية الدول الإسلامية إنشاء إدارة متخصصة حول فلسطين والقدس الشريف في الأمانة العامة، لمتابعة وتنسيق مواقف وقرارات منظمة التعاون الإسلامي، مثمناً بقرار منظمة التعاون الإسلامي افتتاح مكتب تمثيل دبلوماسي دائم لدى دولة فلسطين.

ووجه الشكر إلى كافة الجهات التي دعمت وتدعم فلسطين والقدس، سواء بتشكيل الرأي العام الدولي، أو بتقديم الدعم المباشر، مؤكدا أن هذا الدعم يعطي للفلسطينيين دفعة معنوية سخية، خاصة أن برنامج "القدس عاصمة للشباب الإسلامي عام 2018" هو المشروع الأول الذي تم تنظيمه بعد القمة الإسلامية الطارئة حول القدس التي استضافتها إسطنبول، جاء كرد سريع يسجل للرئيس رجب طيب أردوغان أعلنه بكل جرأة وبقلب قوي على قرار الإدارة الأميركية إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، كون هذا القرار المجحف لا يؤثر على العالم الإسلامي وحسب، بل وعلى العالم المسيحي أيضا.

وهنأ اللواء الرجوب، أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد خليفة آل ثاني، ووزير الثقافة والرياضة صلاح بن غانم العلي، والشعب القطري كافة، لمناسبة تسمية الدوحة عاصمة للشباب الإسلامي 2019، مؤكدا أن قطر كانت وستبقى في الطليعة بالعمل المجتمعي والرياضي والثقافي.

وأبدى عن أمله بأن تكون هذه فرصة لتنفيذ برامج شبابية عالمية بنكهة قطرية، وأن يتولد عن ذلك فرص كثيرة لتعزيز التقارب ما بين الشباب في الدول الإسلامية، وبناء الحوار، من أجل تبادل الخبرات والتجارب وتمكين الشباب بشكل فاعل على مستوى العالم الإسلامي.

المصدر : الوطنية