يصادف اليوم الثلاثاء، الذكرى السنوية الـ71 لمجزرة دير ياسين، ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، والتي راح ضحيتها 360 شهيداً من سكان القرية غربي مدينة القدس المحتلة.

وتقع قرية دير ياسين على تل يبلغ ارتفاعه نحو 800 متر، وتبعد حوالي 1 كيلومتر عن النواحي الغربية للقدس المحتلة.

ونفذ الهجوم الجماعتين الإسرائيليتين "آرغون" و"شتيرن" في 9 من إبريل لعام 1948، في أبشع تجسيد لممارسة العصابات الإسرائيلية الإرهابية، لسياسة التطهير العرقي بحق الفلسطينيين خلال أحداث النكبة.

وفي ساعات الفجر الأولى بدأ الهجوم عندما اقتحمت قوات العصابتين الإسرائيليتين القرية من جهتي الشرق والجنوب ليفاجئوا سكانها النائمين، لكنهم ووجهوا بمقاومة من أبناء القرية، مما دعاهم للاستعانة بعناصر "البالماخ" الذين أمطروا القرية بقذائف الهاون، وهو ما مهد الطريق لاقتحام القرية، وقتل سكانها.

واستمرت المجزرة حتى ساعات الظهر، وقبيل الانسحاب جُمع كل من بقي حياً من الفلسطينيين داخل القرية وأطلقوا عليهم النيران وأعدموهم، ومنعت إسرائيل المؤسسات الدولية والصليب الأحمر من الوصول إلى مكان الجريمة لتوثيقها.

وتذكر المصادر التاريخية أن عناصر "الأرغون" و"شتيرن" كانت تفجر البيوت وتقتل أي شيء يتحرك، وأوقفوا العشرات من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب إلى الجدران وأطلقوا عليهم النيران.

ووقعت المجزرة بعد أسبوعين من توقيع اتفاقية سلام طالب بها رؤساء المستوطنات اليهودية ووافق عليها أهل دير ياسين.

وبعد نحو عام من ارتكاب المجزرة، أقامت قوات الاحتلال احتفالات بالقرية المنكوبة حضرها أعضاء الحكومة الإسرائيلية، وحاخامات اليهود، لتخليد سقوط دير ياسين في أيدي الاحتلال.

وفي عام 1980، أعاد الاحتلال الإسرائيلي البناء فوق المباني الأصلية للقرية، وأطلق أسماء العصابات الإسرائيلية "الأرغون وإتسل والبالماخ والهاغاناه" على أماكن فيها.

يذكر أن رئيس "الهاغاناه" مناحيم بيغن تفاخر بالمذبحة بعد أن أصبح رئيساً للوزراء، قائلاً إن هذه العملية لها نتائج كبيرة غير متوقعة، حيث أصيب العرب بهلع قوي، فلم يتبقى على أرض "إسرائيل" سوى 165 ألفاً من أصل 800 ألف عربي.

وأضاف بيغين: " استطعنا خلق الرعب بين العرب وجميع القرى في الجوار بضربة واحدة".

يشار إلى أن مجزرة دير ياسين شكلت عاملاً مؤثراً في الهجرة الفلسطينية إلى مناطق أخرى من فلسطين أو للبلدان العربية المجاورة لما سببته من حالة رعب عند المواطنين.

المصدر : الوطنية