مثل المحارب السابق في سلاح الجو الأميركي تيرود ناتان ويبستر بيو مجدداً أمام المحكمة الفيديرالية في نيويورك أمس، بتهمة تقديم دعم لتنظيم «داعش» ومحاولته الالتحاق بصفوفه. وأثارت القضية مخاوف من وجود خلايا نائمة في الولايات المتحدة والخبرة التي قد يقدمها عناصر سابقون في الجيش في حال التحاقهم بالتنظيم. وذكّرت قضية بيو بالجندي الأميركي الفلسطيني الأصل نضال الحسن الذي يواجه عقوبة الإعدام بعد قتله بالرصاص ١٣ شخصاً في قاعدة «فورت هود» العسكرية بتكساس عام 2009. وقد يُحكم على بيو بالسجن ٣٥ سنة في حال إدانته. ورغم سيل الأدلة من أقراص إلكترونية ورسالة الى زوجته المصرية، تؤكد «محاولته الالتحاق بالجهاديين والقتال في سبيل الله»، دفع بيو البالغ 47 من العمر ببراءته أمام محكمة بروكلين الفيدرالية في نيويورك، من محاولة الانضمام إلى «داعش» والاتصال بالتنظيم أو دعمه مادياً. لكن سيرة بيو الذي انضم إلى سلاح الجو الأميركي بين ١٩٨٦ و١٩٩٠، تشكل مصدر قلق للسلطات الأميركية، فهو اعتنق الإسلام في ولاية تكساس عام ١٩٩8. وأثار شبهات بعد اعتداءات ١١ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠١. وعمل بيو كخبير معدات حتى نهاية العام الماضي في شركة «غرايفون» للطيران في الكويت، وقبلها مع شركات دفاعية وجوية في المنطقة بعضها في العراق والبحرين. ثم حاول مع بداية السنة الحالية السفر إلى سورية عبر تركيا، حيث أوقف وأعيد الى مصر التي احتجزته ثم رحّلته إلى الولايات المتحدة. وأفادت شكوى جنائية قدِّمت لدى اعتقاله بأنه «أبلغ أحد زملائه لدى عمله فنياً لحساب شركة طيران أميركان إرلاينز أنه تعاطف مع الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وشعر أن تفجيرات السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا عام 1998 أمر مبرر، مبدياً مشاعر عدائية للولايات المتحدة». وراقب مكتب التحقيقات الفيدرالية الأميركية «أف بي آي» منذ تاريخ هذا البلاغ، لكن تحركاته لم تربطه مباشرة بالإرهاب، على رغم أنه تحدث عن نيته الذهاب للقتال في الشيشان. وفي كانون الثاني (يناير)، اشتبهت السلطات التركية به ومنعت دخوله أراضيها وأعادته إلى مصر التي ضبطت أجهزة إلكترونية معه بينها هاتف خليوي عليه صورة مدفع رشاش، فقررت ترحيله إلى الولايات المتحدة، على رغم أنها أبلغت سلطاتها بأنه لا يريد العودة «لأن أميركا لا تحب المسلمين السود». وإثر وصوله إلى ولاية نيو جيرسي في ١٦ كانون الثاني، فتش عملاء الـ «أف بي آي» جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به وأجهزة أخرى، وقرروا اعتقاله بعد العثور على نتائج بحث حديثة عن «حدود دولة داعش»، إضافة إلى فيديو دعائي للتنظيم. وتعيد القضية أهمية الحاجة إلى تنسيق إقليمي، خصوصاً مع تركيا ودول مجاورة لسورية، من أجل ضبط الحدود ومنع «داعش» من تطويع مقاتلين أجانب قد يعودون إلى أوروبا أو الولايات المتحدة بخبرات تمهيداً لتنفيذ عمليات إرهابية.

المصدر :