أدانت حركة "حماس"، ما وصفته جريمة اختطاف جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، للمواطن محمود رشاد الحملاوي، والتي قالت إنه عذب حتى الموت.

واستغربت الحركة في بيان لها اليوم الثلاثاء، الصمت المريب للنائب العام ووزارة الداخلية في الضفة ومؤسسات حقوق الإنسان إزاء ما وصفته بـ الجريمة البشعة التي ارتكبها جهاز الأمن الوقائي برام الله، كما قالت.

وطالبت بضرورة محاسبة مرتكبي هذه الجريمة "النكراء"، مقدمةً التعازي والمواساة لعائلة الحملاوي.

وكانت عائلة المواطن محمود رشاد الحملاوي (32 عاماً) من قطاع غزة والمقيم في مدينة رام الله منذ عشرة أعوام، أصدرت بياناً، طالبت فيه بالكشف عن ملابسات مقتل إبنها الذي أُعلن عن وفاته قبل ثلاثة أيام في مركز إصلاح وتأهيل بيتونيا برام الله.

وحول تفاصيل القضية قال عم المغدور أحمد الحملاوي لموقع "وطن"، إن بداية الأمر كانت عندما طلب أحد أصدقاء محمود الذي يعمل على عربة متنقلة في إحدى شوارع رام الله أن يتدخل محمود من أجل فض الإشكال الذي حصل مع صديقه، وشخص آخر يعمل في جهاز الامن الوقائي كما يروي عم الشاب الحملاوي، حيث طلب منه الأخير بعدم الوقوف مع عربته في مكانٍ يعمل فيه أحد أقربائه، ما دعى محمود للحضور مع الشاب صاحب العربة المتنقلة إلى المكان، وقام انذاك محمود بإنتحال شخصية ضابط أمن في المشادة الكلامية التي حدثت حينها.

وأكد الحملاوي، أن انتحال محمود لشخصية ضابط في الأمن الوقائي كان في حسن نية، وضمن كلام شفهي دون أوراق ثبوتية أو تزوير، ما دفع الطرف الآخر بعد هذه الواقعة بساعات إقتحام سكن المغدور الكائن في بيتونيا برام الله بتاريخ 14/3/2019 حوالي الساعة الرابعة عصراً برفقة خمسة أشخاص، إثنان منهم يعملان في جهاز الأمن الوقائي، كانوا يرتدون لباس مدني وثلاثة اخرون، وكلهم يستقلون سيارة مدنية من نوع جيب توسان أبيض حسب ما أفاد به الحملاوي عن شهود عيان كانوا في مكان الحادثة.

وتابع:" تم اقتحام منزل المغدور أثناء نومه وضربه ضرباً مبرحاً بالهراوات الحديدية في جميع أنحاء جسده وتحديداً منطقة الرأس، ومن ثم سحله على سلم البيت وإلقائه مجرداً من ملابسه في أجواء شديدة البرودة داخل الجيب المدني".

ويفيد أحمد الحملاوي بشهادة شهود كانوا في مكان الواقعة أن السكان القريبين من سكن محمود  لم يستطيعوا التدخل لإنقاذه بعدما طلب منهم الأشخاص المعتدين بعدم التدخل بحجة أنها مهمة رسمية من قبل جهاز الأمن الوقائي، والذي إتضح فيما بعد أنها عملية فردية وليست مهمة رسمية من قبل الأمن الوقائي .

ونوه الحملاوي إلى أن المغدور تم العثور عليه في حي بطن الهوى بمدينة رام الله من قبل أهالي المنطقة مغشياً عليه وبحالة يرثى لها، ليتم تسليمه حينها إلى جهاز المباحث العامة، ومكث فيها أربعة أيام دون أن يتم التواصل معه أو أي معلومة عن مصيره أو وضعه الصحي.

ويروي الحملاوي:" بتاريخ 18/3/2019 تم نقل المغدور إلى سجن بيتونيا، ومن ذلك التاريخ حتى تاريخ وفاته كان يعاني من إستفراغ مستمر، وضيق في التنفس، وضغط في الصدر، والام شديدة في أسفل رأسه، دون نقله إلى أي مستشفى لمعاينة وضعه الصحي".

وحول نتائج عملية تشريح جثمان الشاب محمود الحملاوي بين عمه أن نتائج تقرير التشريح الأولي الصادر في أبو ديس بجامعة القدس بين أن سبب الوفاة كان نزيف داخلي وتجلطات في الدم، ولم يتطرق لتفاصيل أخرى نظراً لأنه ليس تقرير نهائي. بإنتظار تقرير طبي ثانٍ يجري حالياً في قطاع غزة لمعرفة تفاصيل الوفاة.

المصدر : الوطنية