لفت موقع "تايمز أوف إسرائيل" إلى موقف مفاجئ للصومال بعدم التصويت ضد إسرائيل في محفل أممي كبير مؤخرا، وذلك تزامنا مع إطلاق دبلوماسي صومالي رفيع دعوة علنية للتطبيع مع إسرائيل.

ووصف الموقع امتناع الصومال في 22 مارس عن التصويت على مشروع قرار تحت عنوان "حقوق الإنسان في الجولان السوري المحتل" في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بجنيف، بأنه "صنع التاريخ" حيث "يعتقد أن هذه هي المرة الأولى التي تفوت فيها دولة عضو في جامعة الدول العربية الفرصة لإدانة إسرائيل في محفل دولي".

وأثارت هذه الخطوة نوعا من الاستغراب، لأن مقديشو كانت تصوت بشكل تقليدي ضد إسرائيل، بغض النظر عن المسألة المطروحة، كما أنها صوتت في اليوم نفسه لصالح مشاريع قرارات أخرى ضد إسرائيل، وفي وقت لاحق كررت رفضها المطالب الإسرائيلية بشأن الجولان.

ولم يصدر أي تفسير رسمي لقيام مبعوثة الصومال إلى جنيف فجأت بتغيير نمط التصويت التقليدي لبلدها، خاصة على مشروع قرار يدين الأنشطة الإسرائيلية في الجولان، وطرح بعد يوم من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بصدد السيادة الإسرائيلية على المنطقة.

وفي 26 مارس، أي بعد أربعة أيام من قرارها، المفاجئ وفي اليوم الذي اعترف ترامب فيه رسميا بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، أصدرت الحكومة الصومالية بيانا كررت فيه "موقفها الثابت بأن أراضي مرتفعات الجولان هي أرض سورية تحتلها إسرائيل بشكل غير قانوني"، في حين قال مسؤول حكومي رفيع المستوى للصحافيين إنه "فوجئ" من قرار الامتناع عن التصويت على مشروع القرار المتعلق بالجولان، مضيفا أن ذلك "يتعارض مع موقف الحكومة الرسمي".

وقامت وزارة الخارجية الصومالية باستدعاء سفيرتها في سويسرا، فاطمة عبد الله محمود، في خطوة زعمت مدونة "Israellycool" استنادا إلى "مصدر حكومي أجنبي مجهول" أن وزير الخارجية الصومالي أحمد عيسى عوض لم يقدم عليها "إلا بعد تلقيه اتصالا من النائبة صومالية المولد في الكونغرس الأمريكي إلهان عمر، التي كانت قد أثارت غضب سياسيين إسرائيليين وأمريكيين بسبب تصريحاتها حول دور المال اليهودي في السياسة الخارجية الأمريكية.

وسارع مدير مكتب وزارة الخارجية الصومالية عبد الله طول إلى نفي المزاعم بأن عمر أمرت باستدعاء السفيرة، لكن نفس المسؤول الذي يعمل في السلك الدبلوماسي الصومالي منذ عام 1983، دعا يوم الجمعة الماضي عبر "تويتر" إلى إقامة علاقات دبلوماسية بين مقديشو وتل أبيب، معتبرا أن "هذه مسألة طال انتظارها" وأن "إنشاء علاقات دبلوماسية لا يضر أحدا بل يعزز السلام والتعاون".

وكتب في تغريدة ثانية "إن الفلسطينيين هم أسوأ عدو لأنفسهم. فهم لا يفوتون أبدا فرصة لتفويت فرصة. إنهم أغبياء وحمقى في غزة. ينبغي إدانتهم في كل مرة يهاجمون فيها مدنيين. من مصلحتنا الترحيب بإسرائيل".

منذ ذلك الحين قام طول بإزالة تغريداته وقال إنه كان يعبّر عن رأيه الشخصي فقط. لكن ذلك لم يمنع رؤسائه من إقالته الأحد، إلا أن طول أعاد صباح الاثنين تأكيد موقفه بشأن إسرائيل في رسالة إلكترونية بعث بها لـ"تايمز أوف إسرائيل"، كتب فيها: "أنا أؤيد بكل تأكيد العلاقات مع إسرائيل... وفي بلدنا هناك العديد من المسؤولين المؤيدين لها أيضا، وهناك من هم ضد ذلك… قد يستغرق الأمر بضع سنوات أخرى حتى تقرر الصومال إنشاء علاقات".

المصدر : روسيا اليوم