يصل رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو اليوم الأحد، إلى العاصمة الأميركيّة واشنطن، لإجراء سلسة لقاءات أبرزها مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، على أن يلقي الثلاثاء خطابًا أمام لجنة الشؤون العامة الأميركيّة الإسرائيلية (إيباك).

ومن المتوقّع أن يهيمن توقيع ترمب على اعتراف بلاده بـ"السيادة الإسرائيليّة" على الجولان السوري المحتلّ على اللقاءات التي ستناقش كذلك "العدوانيّة الإيرانيّة، ومحاولات إيران التموضع عسكريًا في سورية وكيفيّة منع إيران من حيازة سلاح نووي، بالإضافة توثيق التعاون العسكري والاستخباراتي"، بحسب القناة 13 في التلفزيون الإسرائيلي.

ووصفت صحيفة "يسرائيل هيوم"، اليوم الأحد، اللقاء بين ترامب ونتنياهو بـ"قمة الجولان"، فيما ذكرت صحيفة "هآرتس" أن موضوع الاستثمارات الصينيّة في إسرائيل سيكون حاضرًا في اللقاء بين نتنياهو وترامب.

وأعرب أكثر من مسؤول أميركي آخرهم وزير الخارجيّة مايك بومبيو، وأبرزهم مستشار الأمن القومي، جون بولتون، عن قلق أميركي من العلاقات الصينية الإسرائيليّة التجارية والاقتصاديّة المتزايدة، خصوصًا في ميناء حيفا، الذي ترسو فيه، عادةً، قطع للبحرية الأميركيّة.

واعتبر المحلل السياسي في صحيفة "هآرتس" حيمي شاليف، زيارة نتنياهو انتخابيّة بالكامل، وتأتي في وقت يحتاج فيه ترمب إلى وقوف نتنياهو إلى جانبه في مواجهة تقرير المحقق الخاص، روبرت مولر، الذي من المتوقع أن تعلن نتائجه على العامة خلال زيارة نتنياهو إلى واشنطن، وكتب شاليف "لا يجب أن ننسى أن نتنياهو مدين لترامب على إعلانه، الخميس، الاعتراف بالسيادة الإسرائيليّة على الجولان، وهو إعلانٌ من بين فضائله إبعادُ قضيّة الغواصات (المشتبه بها نتنياهو مجددًا) من عناوين النشرات الإخباريّة".

وأضاف شاليف إن نتنياهو سيردّ دينه أبكر من المتوقّع، "لن يتردد في دعم كافّة ادّعاءات ترمب، مهما كانت واهية، علنًا".

وفي السياق ذاته، كشفت صحيفة "هآرتس" اليوم، الأحد، أن باحثينلص أميركيون أوصوا الإدارة الأميركيّة بمساعدة إسرائيل في إنشاء آلية لمراقبة التكنولوجيا والاستثمارات اينيّة في إسرائيل، بالإضافة إلى أن تضاعف الولايات المتحدة من دورها في مراقبة الاستثمارات الصينيّة لمنع الإضرار أمنيًا بمصالحها.

وحذّر الخبراء الأميركيّون في معهد "راند" من أن ضرر الاستثمارات الصينية في البنى التحتيّة الإسرائيلية لن يقتصر على إسرائيل، إنما قد يطال الولايات المتحدة الأميركيّة.

وخلص التقرير إلى أن العلاقات الإسرائيليّة الصينية الآخذة بالتوطّد ستؤدي إلى تضارب مصالح بين إسرائيل والولايات المتحدة.

وتثير الاستثمارات الصينية في إسرائيل، وخصوصًا في ميناء حيفا، قلقًا أميركيًا استدعى زيارةً من مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، إلى البلاد في السابع من كانون الثاني/ يناير الماضي.

وذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم"، حينها، أن موضوع الاستثمارات الصينية شكل "الوجبة الرئيسية" خلال اللقاء الذي جمع بولتون بنتنياهو، وهو صلب الاهتمام الأميركي.

أما أبرز مجالات الاستثمار التي تقلق الولايات المتحدة، فهي اختراق التكنولوجيا الصينية للسوق الإسرائيلي، وخصوصًا هواتف شركتي "هواوي" وZTE، بحسب ما قال مسؤول مقرب من بولتون للصحافيين على متن الطائرة التي أقلته إلى تل أبيب، أواخر شباط/ فبراير الماضي، في حين ذكرت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية (كان) أن الولايات المتحدة منزعجة من الدور الصيني في توسعة ميناء حيفا.

وليست هذه المرة الأولى التي يطرح فيها مسؤولون أميركيون قضية "الاختراق الصيني" للاقتصاد الإسرائيلي، إذ ذكرت صحيفة "هآرتس"، مطلع كانون الثاني/ يناير الماضي، أن مسؤولين أميركيين حذروا نظراءَهم الإسرائيليين من أن الدور الصيني في توسعة ميناء حيفا وبنى تحتية إسرائيلية أخرى سيصعب من استمرار التعاون مع البحرية الأميركية.

 

المصدر : الوطنية