تحدث رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، اليوم الإثنين، بكل صراحة لمجموعة من الصحافيين والإعلاميين في غزة، عن الملفات التي بحثها في العاصمة المصرية القاهرة والتي مكث فيها قرابة 24 يوماً، متطرقاً إلى الملفات الداخلية الفلسطينية، ومعبراً عن موقف حركته من الحكومة التي تنوي حركة فتح تشكيلها في الأيام القليلة المقبلة، وشارحاً رؤية حركته للمصالحة.

وعن زيارته الأخيرة لمصر، قال هنية إنها جاءت في إطار التواصل مع دول الجوار خصوصًا ( مصر)، مشيراً إلى أن وفد حركته بحث عدة ملفات وهي المصالحة وحصار غزة والملفات الثنائية والأوضاع السياسية، معتبراً أن العلاقة مع القاهرة تجاوزت النقاش ودخلت إلى عمق استراتيجي.

ولفت إلى مدة الزيارة، قائلاً إنها كانت طويلة، وهذا وضع طبيعي، ونريد تثبيت إن زيارات الحركة لن تكون عابرة ومؤقتة لأي دولة خصوصاً (مصر)، مضيفاً أن الزيارة مدت بسبب طبيعة الملفات التي نوقشت مع الجانب المصري، لا سيما بعد تلقي "حماس" وعداً سابقاً من وزير المخابرات المصرية اللواء عباس كامل بإنهاء ملف المعتقلين الذين أفرج عنهم بعد وعود سابقة بإنهاء الملف.

وتابع حديثه عن طبيعة أعمالها التي كانت في القاهرة:" مارسنا عمل متصل للحركة داخل مصر مع شخصيات ومؤسسات لإرساء قواعد للحركة"، نافياً ما أشيع عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول طبيعة زيارته للقاهرة.

( حماس وعلاقتها في مصر)

ووصف العلاقة مع مصر بـ المستقرة والإيجابية والعميقة في التأثير، قائلاً:" علاقتنا بها بأفضل حالاتها ومساحة واسعة من التفاهم بيننا في حدود رؤيتنا للمصالح المشتركة.. لقد طوينا الصفحة الماضية".

فحوى اجتماعه مع (المخابرات المصرية)

ونوه هنية إلى أنه جرى التركيز على مجموعة من الملفات مع المخابرات المصرية، أولاً الملف السياسي والثاني التحديات والتطورات التي طرأت على القضية الفلسطينية وعلى رأسها "صفقة القرن".

وأضاف:" أكدنا على رفضنا لصفقة القرن، ولا تنازل عن أي شبر فلسطيني، والتأكيد على وحدة الجغرافيا الفلسطينية"، فيما يتعلق بالوضع الداخلي، فيما شدد هنية على أن الوحدة ضرورة واخيار استراتيجي في الوقت الراهن وبسبب المخاطر الحالية، مقدماً للمسؤولين المصريين، شرحاً مفصلاً عن أسباب تعثر إتمام المصالحة.

وأوضح هنية، أنه تم الاتفاق على عقد لقاءت مستمرة بين حركته والمسؤولين المصريين سواء علنية أو سرية، معتبراً أن اللقاءات التي أجريت في القاهرة جاءت لتعزيز وتمتين العلاقة مع مصر وشعبها ومكوناتها.

ونوه إلى أن حركته ستعاود الذهاب إلى القاهرة، والتنقل بين غزة ومصر في الفترة المقبلة.

وكشف عن زيارة مرتقبة لمسؤولين مصريين إلى قطاع غزة، ربما تكون خلال الأيام القليلة المقبلة، من أجل إلزام الاحتلال بتفاهمات التهدئة، قائلاً:" إن ما نفعله على المدى البعيد من خط 161 ومشاريع الممر المائي والميناء".

(قطاع غزة وتفاهمات التهدئة)

وأوضح رئيس المكتب السياسي لحماس، أن وفد حركته ناقش مسألة حصار غزة، وقيم التفاهمات التي ترعاها مصر مع الجانب الإسرائيلي، مشيراً إلى أنه ناقش مراحل التفاهمات: المرحلة الأولى ذات الأسبوعين والمرحلة الثانية ذات 6 أشهر.

واتهم الاحتلال بالتنصل من التفاهمات، وعدم تطبيقه لبنودها، موضحاً أنه اخترقها حين نفذ عمليته الأمنية قبل شهور شرق خانيونس جنوب قطاع غزة.

( الملف الأمني وحاجة مصر له)

واستعرض هنية للمسؤولين المصريين، جهود الأجهزة الأمنية في غزة من أجل الحفاظ على الأمن القومي الفلسطيني- المصري، مؤكداً أن "حماس" حريصة على الأمن والدم المصري.

وقال إن غزة لم ولن تكن مصدر تهديد للأمن القومي المصري، وليس لنا أذرع أمنية أو عسكرية في مصر أو أي مكان آخر، وإنما فقط في قطاع غزة، لكنه أشار في ذات السياق إلى انفتاح حركته مع الجميع، بصفتها حركة مقاومة وتحتاج إلى المال والسلاح.

وعلق على إفراج مصر عن المعتقلين الذين كانوا محتجزين لديها منذ سنوات، قائلاً إن الإفراج عنهم يعكس مستوى العلاقة التي وصلت بين حماس ومصر، وأن جهوداً استثنائية بذلت مع المخابرات المصرية من أجل إنهاء ملف المعتقلين، لافتاً إلى أنه جرى اخبارهم أن المعتقلين لم يكونوا لدى جهاز المخابرات المصري.

وأكمل حديثه:" هذا الأمر يؤكد أن النقاش البعيد عن الأضواء والضوضاء مع التأكيد على الاهتمام بشأننا الداخلي يؤتي بثماره"، على حد تعبيره.

(ملف المصالحة الداخلية)

ورفض هنية تشكيل حكومة "تكنوقراط" أو توافقية، مؤكداً أن "حماس" تريد حكومة سياسية موحدة بمشاركة كل الفصائل، كما أنها ترفض إجراء انتخابات تشريعية لوحدها، أو رفض إجرائها في الضفة فقط أو حتى إجرائها بدون القدس.

فيما شدد على أن "حماس" تريد تطبيق الاتفاقيات الموقعة الخاصة بالمصالحة، وليس إبرام اتفاقيات جديدة، "ومهمة الحكومة التي نريدها التحضير للانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني".

وبحسب ما قاله هنية عن رؤية حماس للمصالحة، دعوة الإطار المؤقت لمنظمة التحرير، واجتماع الأمناء العامون للفصائل، ومناقشة ثلاثة ملفات وهي: إعادة بناء المنظمة من بوابة المجلس الوطني، والاتفاق على الاستراتيجية الوطنية وتعزيز خيار المقاومة الشاملة مع الاحتلال، وضرورة إنهاء حصار وأزمات غزة، وتوثيق علاقتنا مع العالم العربي والإسلامي.

( صفقة تبادل أسرى)

وأكد هنية أنه لا جديد في ملف صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل، واضعاً شرطاً بالإفراج عن جميع معتقلي "صفقة شاليط"، و"هذا شرطنا للخوض في أي صفقة ثانية".

 

 

المصدر : الوطنية