ظن أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء جبريل الرجوب، أن الكرة الآن في ملعب حركة حماس، قائلاً" نريد منهم أن يخبروننا بمدى استفادتهم من الانقلاب الذي قاموا به، وما الفائدة التي عادت على الإسلام بما فعلوه أو وجه الاستفادة العائد على القضية الفلسطينية.

وأضاف:" نحن نريد أن نصيغ النظام السياسي الفلسطيني على أساس مشاركة الجميع، ونحن أيضاً مع الشراكة ولكن يجب أن تفهم حماس معنى مفهوم الشراكة، نحن نشك فيهم، ولكن في الأخير ذاهبون لشراكة وذاهبون لانتخابات، وهذا ما نريده ونحن متفائلون".

وسئل الرجوب في حوار مطول أجرته صحيفة "المصري اليوم" في القاهرة، "هل تشعرون أن هناك استهدافاً لمنظمة التحرير من قبل بعض القوى الفلسطينية"، ليجيب:" المنظمة أصبحت حقيقة، فهي الهوية وبالطبع مستهدفة، وحاولت حماس الانقلاب على منظمة التحرير في دمشق، ومصر تدخلت وأنهت تلك الأمور، وحماس ترى في نفسها البديل، ومن هنا أقول إن مشروع الإسلام السياسي يجب أن يقوم بالمراجعة ويكون جزءا من حركات التحرر الوطني".

وتابع:" المشكلة أن بعض قوى الفصائل لا يعرفون قيمة قضيتهم وأبعادها، ومن لم يوقع على بيان موسكو والذي كان فيه الإقرار بمنظمة التحرير يريد إما احتلال إرادة المنظمة أو تدميرها، لأنهم لم يستطيعوا احتلال إرادة المنظمة".

وذكر أن حركته ترى أن المقاومة الشعبية في هذه المرحلة، أكثر إيذاءً للاحتلال وأكثر منفعة للقضية، مضيفاً:" كما أننا نريد بناء سلطة لها سلاح واحد وقانون واحد، سلطة واحدة فيها تعددية، وليس تعدد في السلطات، والطريق إلى ذلك هو صندوق الاقتراع، وأن تقبل حماس بما قدمته منظمة التحرير بإرادة وطنية وعربية تجاه الاستقرار الإقليمي والسلم العالمي".

واعتبر أن حماس جزء منهم ومن نسيجهم، لكن "يظلون في نظرنا خاطفين لغزة، ونحن لن نقبل بأي شكل من الأشكال أن تكون هناك دولة بدون غزة، فدولتنا تضم غزة والضفة الغربية والقدس وكلها على أراض فلسطينية، ونؤمن أن الهدف النهائي لنا، الشراكة، لكن هناك طريقا لابد أن نسير فيه معا حتى نصل إلى هذه الشراكة التي يجب أن تكون مقبولة ومعترف بها في العالم".

وأضاف:" بمعنى أن تكون شراكة تنهى الحصار عن الشعب الفلسطيني وتقوى الدولة الفلسطينية، وليست شراكة تريد سحب اعتراف العالم بالمنظمة، شراكة تحاصر الاحتلال لا تساعده وتعطيه المبرر للاستمرار فى قمعنا، ولذا لابد من الاتفاق على حل لقيام الدولة الفلسطينية كاملة السيادة على كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وحل مشكلة اللاجئين حسب قرارات الأمم المتحدة".

وأجاب على سؤال "المصري اليوم"، هل يعني ذلك استبعاد المصالحة مع هذا التيار؟، قائلاً:" فتح عانت كثيرا مع هذا التيار من 1967 إلى 1987 كحركة وطنية، ومن 1987 إلى 2017، خاصة أنهم طول الوقت لديهم أجندتهم الخاصة، ففي الانتفاضة الأولى كان لهم أجندتهم، وكذلك بعد أوسلو، ثم أجروا انتخابات مرة واحدة فقط، واعتبروا الموضوع انتهى، ثم حدث انقلاب بمبررات أعتقد أنها كانت غير صحيحة، وكل ما كانوا يتحدثون عنه قاموا بعكسه تماما، كما وقعوا اتفاق تهدئة مع إسرائيل برعاية هيلارى كلينتون في عام ٢٠١٢ بحضور الرئيس المصري المعزول محمد مرسى".

ومضى الرجوب بالقول:" الإسلام السياسي جزء من شعبنا ظل في حالة حياد حتى 1987، وأصبح جزءا من المقاومة الفلسطينية، لكن هذا التيار لم يحدد هل هو جزء من الشعب الفلسطيني ببعده الإسلامي أم جزء من حركة الإسلام السياسي في فلسطين، كما أن فهمه لحل الصراع ظل غامضا حتى قبل عامين، والآن يتحدثون عن مقاومة شعبية، ونحن اعتبرنا ذلك تطوعا منهم، وهذا لا يعنى أن قبل ذلك لم نكن نتألم ونتأذى سواء بسبب تغريدهم خارج السرب أو في اختيارهم دائما للجغرافيا التي لا تريد دولة بحيث تكون ملاذا لهم، ورغم ذلك ووفق عقيدتنا الوطنية فنحن نعتبرهم جزءا منا وجزءاً من نسيجنا، ناضلوا وقاوموا وسجنوا واستشهدوا، واعتبرنا أن مراعاتهم الأخيرة قد تشكل أساسا للمصالحة، لكن من الواضح أنهم حتى الآن غير قادرين على ترجمة ذلك بفهم له علاقة بعدم إقصاء الآخرين، وفهم معنى التعددية السياسية والديمقراطية ومعنى الشراكة".

لكنه اتهم الرجوب، حماس باختطاف قطاع غزة منذ عام 2007، موضحاً أن الحركة تتعامل مع دول بعينها في المنطقة تعارض قيام دولة فلسطينية، مدعياً أن حماس وقعت "اتفاق تهدئة" مع إسرائيل برعاية هيلارى كلينتون، في عام ٢٠١٢، وذلك بحضور الرئيس المصري المعزول محمد مرسى.

وحول مؤتمر "وارسو"، أوضح الرجوب أن المؤتمر كان بمثابة بروفة لتمرير صفقة القرن والسيطرة على إرادات عدة عواصم عربية فيما يخص القضية الفلسطينية، إلا أنه فشل في تحقيق ذلك.

وشدد أمين سر اللجنة المركزية لفتح، على مدى أهمية الدور المصري في تحقيق المصالحة والإشراف على الانتخابات الفلسطينية حال إجرائها لضمان نزاهتها، مشيدا بالدور المصري الرائد في المطالبة بدولة فلسطينية.

فيما يخص موقف "فتح" من الدعوة المصرية للاجتماع بين الفصائل خلال الأسابيع المقبلة، قال الرجوب:" مبدأ الحوار ما زال موجوداً لدينا، لكن نحن نعتقد أن هذا الحوار لا يجب أن يكون من أجل الحوار، ويجب أن يكون فيه تحديد للمشاكل العالقة بيننا، فحماس تقول إنها مع المقاومة الشعبية، وأنهم ليسوا إخوان مسلمين، وأنهم جزء من الشعب الفلسطيني ومع الانتخابات وإقامة دولة على حدود 67، إذا ماذا تبقى، فكل شيء قيل من جانبهم، لكن يجب أن يتقدموا بالتزامات للطرف المصري، وقلنا موقفنا لأشقائنا المصريين، ونريد أن تكون مصر شريكا وتراقب خطوات التنفيذ على الأرض، ويجب أن يُدعم ذلك بالقمة العربية".

وعن لقاء رئيس حماس إسماعيل هنية داخل صحيفة "المصري اليوم" وما ورد منه من تصريحات حول القضايا الخلافية مع "فتح"، قال:" قرأت على لسان هنية في جريدتكم بأنهم ليسوا إخوان مسلمين، وهذا نراه تصريحا طيبا منه، ومنذ عام قال أبو مازن إنه جاهز للذهاب إلى غزة، ودعا هنية لاستقباله، وكان أبو مازن يرتب أموره للذهاب إلى غزة، ولكن هنية خرج وقال الوضع الأمني لا يسمح بالزيارة.

وأبدى عن أمله بألا يكون هذا التصريح للاستهلاك المحلى، لكن" يجب على هنية أن يذهب لغزة ويقول إن الانقلاب الموجود في القطاع يجب أن ينتهي، وتعمل الحكومة الفلسطينية التي شكلتها مع أبو مازن وتمارس سلطاتها بمعزل عن ميليشيات حماس الموجودة على الأرض"، وفق تعبيره.

وأضاف:" إذا تحقق هذا ستعلن الحكومة مسؤوليتها كاملة في غزة والضفة بنفس المسؤولية، وبعد ذلك سنجلس ونتفق على من سيقود الحكومة في هذه المرحلة الانتقالية، ولكن هناك سؤالاً من هو هنية؟ هل هو رئيس غزة؟ هذا كلام غير معقول، ونحن لن نأمن على أنفسنا بالذهاب لغزة بعد تفجير موكب رئيس الحكومة، وأبو مازن لن يذهب لغزة تحت رحمة ميليشيات حماس".

وتابع:" لا لا.. أبو مازن لن يجلس مع هنية، المشكلة مع حركة «فتح» فقط، ولابد ألا يكبر هنية من حجمه ويحدد مع من يجلس، ولا يجب أن يضع رأسه برأس أبو مازن، فهناك مشكلة ونحن مستعدون لحلها، والدليل أننا ذهبنا لروسيا للحل، والرئيس الروسي قال لهم أعطوني موقفا موحدا لكم حتى أستطيع التحرك لإيجاد حل لقضيتكم، ولكن لا نعلم ماذا تفعل حماس، فهنا حماس تحكى معنا بلغة، وهناك تحكى بلغة أخرى، فهل تأخذ قراراتها من جهات أخرى لا نعلمها؟! ".

وأحد محاوري صحيفة "المصري اليوم" سئل الرجوب، أن حماس قالت إن شرط المصالحة مشاركة منظمة التحرير في الحرب على إسرائيل ما رأيك؟، ليجيب الأخير قائلاً:" مبدؤنا الدولة والهوية، والمقاومة كانت الوسيلة لتحقيق تلك الغاية، لكن إذا كانت حماس تريد المشاركة فليأتوا لنتفق ونضع السلاح على الطاولة، وأريد أن أقول إن صواريخ حماس تؤذينا أكثر ما تؤذى إسرائيل، فلا تقولوا سلم أم حرب، فهل تصدق أنت أننا نستطيع أن نقرر حرب وسلم في المنطقة لا لا هذا غير صحيح.

وأكمل الرجوب إجابته:" نحن لا نستطيع، وعلى هذا الأساس أقول لكم إن المقاومة مشكلة، لأننا لم نتفق على كيفية أن نقاوم سويا، وإذا سألتني عن شكل المقاومة فأنا أرى أن المقاومة الشعبية هي الخيار الاستراتيجي، ومن لديه رأى آخر فيجب أن يطرحه على الطاولة، وليس من تحت الطاولة، ولذلك نحن نريد أن نحسم هذه القضايا قبل الذهاب للانتخابات، ولكن هذا ما لا تريده إسرائيل وأمريكا وقطر.

المصدر : الوطنية