اعتبرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أن قرار تجميد نصف مليار شيكل من أموال الضرائب الفلسطينية بحجة دفعها من السلطة إلى أسرى نفذوا هجمات ضد الإسرائيليين، سيكون بمثابة قرار "خطير" سيكون له تداعيات كبيرة.

وبحسب الصحيفة، فإن إسرائيل تدرك جيدًا بأن الرئيس محمود عباس في حال توقف عن دفع الأموال للأسرى فإنه سيواجه أزمة داخلية كبيرة، مبينةً أنه في حال اضطر لإيجاد حلول فسيكون ذلك على حساب غزة من خلال خفض الأموال التي ينقلها إلى القطاع.

وقالت الصحيفة، إن في حال قرر عباس ذلك فستكون إسرائيل تسببت في أزمة مضاعفة بشكل غير مباشر في قطاع غزة، مما قد يؤدي إلى وقوع تصعيد عسكري على جبهة غزة.

وأشارت إلى أن قرار الكابنيت بتطبيق القانون جاء تحت "الإكراه السياسي"، حيث أقر القانون في الكنيست بشهر يوليو الماضي، لكن لم تندفع أي جهة في المستوى السياسي لتنفيذه، وأن بنيامين نتنياهو وجد نفسه مجبورًا على الخضوع لنفتالي بينيت وأفيغدور ليبرمان بتنفيذ القرار في ظل خضم المعركة الانتخابية الداخلية.

وأضافت أنه على الرغم من اتخاذ القرار حتى الآن لا يزال من غير الواضح متى سيتم خصم تلك الأموال، في الحقيقة، لا يمكن تجاهل التناقضات في تصريحات نتنياهو ووزرائه وافتخارهم بتجميد نقل الأموال للسلطة الفلسطينية التي تساهم في منع الهجمات من خلال التنسيق الأمني، والسماح في نفس الوقت بنقل الأموال القطرية ومن مصادر أخرى إلى حماس في غزة، وهي المنظمة التي تستمر بشكل واضح في مواجهة إسرائيل واستخدام العنف ضدها".

ورأت أن السلطة الفلسطينية قد تتخذ إجراءات مثل وقف أي اجتماعات مع الجانب الإسرائيلي ردًا على هذا القرار.

وبشأن حماس بعد القرار، قالت الصحيفة إن الحركة غير مستعدة لتسوية واضحة بعد ما حققته في الأشهر الماضية من زيادة إمدادات الكهرباء والأموال القطرية، وقرار مصر بفتح معبر رفح.

وتابعت "يبدو أن قيادة التنظيم تعتقد أن نتنياهو يمكن ابتزازه بشكل أكبر الآن، في ظل رغبته في تجنب صدام عنيف في القطاع قبل الانتخابات. إن هذا الخليط المتفجر والعقوبة التي تتخذها إسرائيل حاليًا ضد السلطة الفلسطينية، وبشكل غير مباشر ضد حماس، يمكن أن يساعد في توتر الأجواء أكثر، ويساهم في زيادة ابتزاز نتنياهو".

وبحسب ما قالته، فإن أطرافًا دبلوماسية مختلفة مطلعة على الاتصالات مع الفلسطينيين، تأمل في أن يجد نتنياهو طريقة لتأخير تنفيذ القرار ر دغم اتخاذه بشكل رسمياخل الحكومة.

وأضافت "في هذه الأثناء، لا يبشر الوضع على طول السياج الحدودي مع قطاع غزة بالخير. لقد مرت مظاهرات يوم الجمعة الماضي دون وقوع ضحايا، لكن حماس تواصل اللعب بالنار، من خلال إعادة المظاهرات الليلة التي تحدث بشكل يومي".

كما أضافت "الحوادث الليلية تكون أكثر عنفًا من أحداث الجمعة، وتحت الظلام الدامس يتم إلقاء المزيد من العبوات البدائية الصنع، والكثير من زجاجات المولوتوف على الجنود".

وأشارت إلى تحذير الاستخبارات العسكرية العامة "أمان" الأسبوع الماضي من إمكانية أن تتدهور الأوضاع بسرعة في غزة إلى تصعيد أوسع.

المصدر : الوطنية