يتطلع اللاعب الغزي للوصول إلى عالم النجومية في شتى مجالات الرياضة، ويتمنى الحصول على مكانة مرموقة، تمكنه من الحصول على أجر يسد حاجاته الأسرية والمعيشية، لكن سرعان ما تتحطم أماله خاصة وأنه من سكان قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من 12 عاماً.

56 نادياً، وأكثر من 5 ألاف رياضي في قطاع غزة يحلمون في الوصول إلى القمة، لكن الظروف الاقتصادية والدخل القليل من قبل أنديتهم يحول بينهم وبين أهدافهم.

الحياة المعيشية للاعب الغزي

أحمد المفتي (27ً عاما)، لاعب كرة طائرة مع نادي شباب جباليا، رب أسرة مكونة من ستة أفراد، يقول إن لاعبي الضفة الغربية يتوفر لهم عدة فرص عمل في مجالات الرياضة، بعكس قطاع غزة حيث يتقاضى اللاعب مبالغ رمزية من الأندية تعد مكافئات.

وأوضح أن" المبلغ الذي يتقاضاه من النادي (500 شيقل) ولا يلبي أدنى متطلبات الحياة المعيشية، ما دفعه للعمل كسائق تاكسي كي يتسنى له توفير قوت يوم لأسرته.

وأكد المفتي على أن "قيمة المكافأة المالية التي تقدمها الأندية تؤثر بشكل كبير على اللاعبين نفسياً وبدنياً، لاسيما أن الرياضة هي مدخل الرزق الوحيد للكثير منهم."

أما ماجد التتري (25 عاما) وهو لاعب كرة القدم في نادي الأهلي الغزي ، فقال إن هنالك مشقة يعاني منها اللاعب داخل الأندية تتمثل بما يسمى لاعبي "التعزيز" من يمتلك كتاب استغناء أي انه غير مرتبط باللعب مع النادي.

Image

وأوضح أنه أصيب في الموسم 2016 وأن النادي قام بتوفير العلاج اللازم له، لكن عند عودته إلى اللعب أصبح يتقاضى 500 شيقل بدلاً من 1000 شيقل بحجة نقصان المستوى البدني له.

وبين أن النادي يعمل على توفير التأمين الصحي للاعب ومساندته في حال تعرضه لأي إصابة أثناء المباريات، مضيفا إلى أنه لا يملك الوقت الكافي للبحث عن فرصه عمل نظراً لاختلاف مواعيد تدريبات النادي.

الامر كذلك ينطبق على محمد أبو خوصة (27 عاماً)، وهو عداء فلسطيني للمسافات القصيرة (100م، 200م، 400م)، مقيم حالياً في جمهورية موريشيوس وسط المحيط الهندي، يقول "إنه رغم الانجازات الدولية التي قدمها خلال مسيرته الرياضية، إلا انه لم يحصل حتى اللحظة على وظيفة يؤمن بها قوت يومه، إضافة إلى عدم وجود بيت يسكن فيه".

وتمنى على اللواء جبريل الرجوب "رئيس اللجنة الاولمبية الفلسطينية" بصفته الأب الأول للرياضة الفلسطينية بأن ينظر إليه ويساعده في الحصول على حياة كريمة كباقي عدائي العالم.

الأجور المدفوعة من قبل الأندية

بدوره، أوضح المدير المالي في نادي "غزة الرياضي" شريف ظاهر، أن موازنة النادي سنوياً هي  200 ألف دولار من المنحة الرياضية المقدمة من الرئيس محمود عباس، بالإضافة إلى تبرعات رجال الأعمال، ودخل النادي من تأجير الصالات الرياضية.

Image

وأوضح، أن ميزانية النادي بحاجة إلى 300 ألف دولار سنوياً، كي يتم سد العجز السنوي الذي يعاني منه النادي، مبيناً أن متوسط دخل اللاعب في النادي شهريا 500 دولار ( 1700 شيقل).

وأشار إلى وجود عدد من اللاعبين القدامى الملتزمين مع النادي بنظام العقود الدائمة، وأن الفروقات بين رواتب اللاعبين تأتي حسب المهارة الرياضية وارتفاع مستوى اللياقة البدنية.

مشاكل وحلول اللاعبين

قال أمين سر دائرة شؤون اللاعبين في "الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم" فايق البسوس، إن هنالك محكمة رياضية لحل مشاكل اللاعبين غير مفعلة قضائياً في قطاع غزة، بعكس الضفة الغربية حيث يوجد بها نظام الاحتراف.

وتابع حديثة: "بأن حل قضايا اللاعبين يتم من خلال لجنتي الانضباط والاستئناف الموجودة في نظام الاتحاد".

وأوضح أن عقود اللاعبين عبارة عن اتفاقيات ما بين الأندية، موضحاً أن هنالك توجه للموسم المقبل لعمل نموذج عقد موحد من الاتحاد لكافة الأندية، لتنظيم العلاقة ما بين النادي واللاعب، حسب نوع اللعبة.

Image

وبين، أن المشاكل المالية التي تواجه اللاعبين ناتجة عن عدم معرفة اللاعبين لطبيعة العقد، نظراً لأن لاعبي القطاع يصنفون كهواة وليس كمحترفين كلاعبي الضفة الغربية.

وأوضح أن أجور اللاعبين في الضفة مرتفعة مقارنه بلاعبي قطاع غزة، تصل رواتب بعض اللاعبين إلى 2000 دولار يأتي بسبب وجود مصادر دخل خاصة للأندية هناك.

ويبقى اللاعب الغزي رهن الأندية، فتجد البعض يرضخ للأمر الواقع، وأخر ينتظر فرصة للاحتراف، أو الانتقال لأندية قادرة على تأمين مستقبله الرياضي في ظل تهميشهم بشكل كامل، فهل ستشهد أنديه قطاع غزة خلال الأعوام المقبلة مرحلة من الاحتراف الجزئي على الأقل؟ أم ستبقى داخل دائرة الهواة؟.

المصدر : الوطنية - محمود النجار