قال نائب رئيس حركة "فتح" محمود العالول، إن حسم من يترأس الحكومة سيتم بعد الانتهاء من المشاورات مع فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، لافتًا إلى أن تشكيل حكومة جديدة لا يعني أن حكومة الحمد الله غير جيدة.

وفي حديث على "تلفزيون فلسطين" ليلة أمس، أوضح العالول أن حركته تتواصل بشكل دائم مع كل الفصائل، ولكن الحوار الرسمي بشأن الحكومة سيبدأ اليوم معهم لأن هدفنا حكومة فصائلية من فصائل منظمة التحرير، يشارك فيها الكل الفلسطيني.

وأضاف:" لم نناقش خلال اجتماع اللجنة المركزية هذا اليوم أي اسم لتولي رئاسة الحكومة على الإطلاق، أخذنا توجها بالمبدأ لتشكيل حكومة فصائلية سياسية".

وكشف العالول أنه جرى تشكيل لجنة للحوار مع فصائل منظمة التحرير لتشكيل الحكومة، مكونة من أعضاء اللجنة المركزية لحركة "فتح": حسين الشيخ، وروحي فتوح، وعزام الأحمد، وتوفيق الطيراوي، وأمين سر المجلس الثوري لحركة "فتح" ماجد الفتياني.

ونوه إلى أن الحكومة المقبلة ليست مرتبطة بالانتخابات، مشيرا إلى أن الحكومة الحالية بذلت جهودا كبيرة في خدمة شعبنا، مقدما الشكر لها.

وبين أن الحاجة إلى حكومة جديدة لا يعني أن الحكومة التي رحلت غير جيدة، أو أن الحكومة القادمة أفضل، مشيرا إلى أن هذه المسألة لها علاقة بمراحل، مرحلة تنتهي ومرحلة تأتي.

في تعليقه حول المساعدات لغزة والتحرك القطري فيها، قال:" لسنا ضد من يساعد الناس في غزة، لكن ما يجري من أجل ضرب المشروع الوطني وتمرير صفقة القرن وابعاد غزة عن الجسم الفلسطيني، مشددًا على أنه" نريد اصطفافا فلسطينيا موحدا في وجه التحديات".

ومضى بالقول:" قطاع غزة قطاعنا وأبنائه أبنائنا وهو جزء من الوطن، ونحن قلقون جداً لم يرسم له ومحاولات ابعاده عن الجسم الفلسطيني وندرك الكثير من المتطورتين في هذا الملف ومنهم بعض الأشقاء العرب".

وبشأن المصالحة، قال العالول:" تحدثنا أن ما بيننا وبين حماس هو اتفاق الشاطئ في العام 2017 ونحن متمسكون بهذا الاتفاق".

وقدم العالول، باسم القيادة وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، التعازي لأبناء شعبنا بالشهداء الذين ارتقوا برصاص قوات الاحتلال والمستوطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وشدد على أنه لا يمكن السماح باستمرار جرائم الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه، "هؤلاء أبناء شعبنا ومسؤوليتنا حمايتهم، ويجب علينا التصدي لانتهاكات الاحتلال والمستوطنين، وتوفير الحماية للمواطنين"، لافتا إلى أن هناك تصعيدا إسرائيليا غير مسبوق بحق أبناء شعبنا في كافة المناطق.

وأشار إلى أن "هناك قسوة غير عادية نعيشها، وسقط عدد كبير من الشهداء والجرحى الذين من بينهم حالات خطيرة في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة"، مشددا على أن هناك تعاون بالقتل لأبناء شعبنا من جيش الاحتلال ومستوطنيه.

وأشار العالول إلى أن لجان الحراسة المشكلة من الفصائل تتابع هذا الموضوع، وهي بحاجة لانتشار أكبر مما هي عليه الآن وتوسيع مهام عملها في مختلف المناطق.

وأقر أن المرحلة صعبة، إذ أكد أنه لا بد أن نكون حذرين الاحتلال الإسرائيلي لديه انتخابات ويعتبر دمنا مادة انتخابية له، وتتنافس قيادة الاحتلال والمستوطنين من سيأخذ موقفا متشددا أكبر من الفلسطينيين، ومن سيشجع الاستيطان أكثر، وسيرتكب جرائم أكبر لحصد أعلى نسبة من الأصوات.

وأوضح أن الرئيس أعطى تعليماته بهذا الخصوص وهي إعادة النظر بكل أشكال العلاقة مع الاحتلال، فمثلا بدأ إعادة البحث في اتفاق باريس الاقتصادي.

وأضاف:" حتى مع الولايات المتحدة التي تصعد إلى درجة كبيرة ضد شعبنا، الرئيس أعطى تعليماته بعدم قبول أي مساعدة أميركية للحفاظ على كرامة شعبنا".

أما عن قانون الضمان الاجتماعي، لفتت العالول إلى أن الرئيس سيصدر قريباً مرسومًا حوله، حيث أنه منذ بداية طرح الضمان الاجتماعي كان هناك بيان من المجلس الثوري لحركة "فتح" وكان هناك موقفا واضحا للرئيس وأبلغنا جميعا أن هذه موضوعات لا بد أن يكون الحوار بشأنها عميق، وطالب أن نجري حوارات عميقة من أجل تعديل ما تخرج بها الحوارات.

وأكمل حديثه:" تطورت الأمور بشأن الضمان الاجتماعي بشكل غير صحي وكان هناك رسائل لها علاقة بالحراك وغيرها بهذا الخصوص مما جعلنا نعيد النظر في الموضوع وندرس ما يجري، من يتظاهر بالشارع هم أبناؤنا وجماهيرنا ولا يمكن على الإطلاق أن نذهب لصدام معهم، واليوم صدر بيان اللجنة المركزية أوضح موقفنا".

كما أشار نائب رئيس حركة فتح إلى أن اللجنة المركزية "دعت إلى إيقاف العمل بقانون الضمان الاجتماعي إلى أن تتفق الأطراف على الموضوع ويجري التطبيق، وقررنا أن نتفرغ جميعا لمواجهة التناقض الأساسي وقررنا إلغاء كل الخلافات الفرعية والتفرغ لحماية شعبنا الذي يواجه الاحتلال في كل مكان، مضيفا أن الرئيس محمود عباس سيصدر قريبا مرسوما بتجميد قانون الضمان".

المصدر : الوطنية