قال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، أن الهدف من شائعات مرضه هو استدراجه للتكلم وهو ما لا يريده، مضيفًا "فلسنا ملزمين بالرد على الشائعات والذي يريد الآخرون تحديد توقيته".

وبخصوص عملية "درع الشمال"، قال نصر الله في حوار العام عبر قناة الميادين مساء اليوم السبت تابعته الوكالة الوطنية: أن نتنياهو خدمنا عبر إدخال الرعب في قلوب المستوطنين عبر العملية وارتأينا في حزب الله أن ندع الإسرائيليين يتكلمون عن عملية درع الشمال حتى انتهائها.

وأكد أن العملية لم تنته رغم إعلان الإسرائيليين نهايتها، لأن الحفارات ما زالت تعمل.

وكشف عن أن هناك أنفاقاً في الجنوب اللبناني، مضيفًا "لسنا ملزمين بأن نعلن عمن حفرها أو متى لأننا نعتمد الغموض البناء".

واعتبر أن المفاجئ بالنسبة للحزب أن الاحتلال تأخر في اكتشاف هذه الأنفاق"، وأن هناك أنفاق قديمة بعضها يعود إلى 13 عاماً، وهو ما يؤكد فشل الاستخبارات الإسرائيلية.

وشدد أن على سكان الأراضي المحتلة التأكد مما إذا كان مسؤولوهم يقولون الحقيقة بشأن الأنفاق.

واعتبر أن إعلان نتنياهو وطاقمه بأن الأنفاق كانت تمهد لعملية الجليل خدمنا وأكد أننا صدق الحزب"، مضيفًا "نتنياهو خدمنا عبر إدخال الرعب والخوف والهلع إلى قلوب كل المستوطنين في الشمال".

وسأل نصر الله "هل حزب الله سيعتمد على 4 أنفاق لإدخال الآلاف من مقاتليه من أجل عملية الجليل"، موضحاً أن أي عملية باتجاه الجليل "تحتاج إلى كل الحدود ونحن نقررها في حال حصول حرب علينا".

وأضاف "عملية الجليل لن تتوقف على الأنفاق وكيف لنتنياهو أن يعلم أنه دمرها كلها"، متابعًا  لن يعلموا من أين سندخل إلى الجليل وهي لن تحصل إلا في حال العدوان على لبنان فجزء من خطتنا هو الدخول إلى الجليل، ونحن قادرون على ذلك ونقرر وفق مجريات الحرب".

وقال: نحن منذ سنوات نملك القدرة على تنفيذ العملية وأصبح الأمر أسهل بعد تجربتنا في سوريا، مؤكدًا أن عملية الأنفاق لا تلغي عملية الجليل المحضر لها ولو بنسبة 10% وهي لم تستحق هذه الدعاية.

وأكد السيد أن "أي اعتداء إسرائيلي؛ حرباً أو اغتيالاً، لعناصر حزب الله في لبنان وحتى سوريا سنرد عليه"، محدداً "أي عملية ضرب أهداف محددة هي محاولة لتغيير قواعد الاشتباك سنتعامل معها على هذا الأساس".

وأوضح أن أي عملية واسعة يشنها الاحتلال سيتم التعامل معها على أنها حرب، محذراً الإسرائيليين من أن نتنياهو قد يرتكب الأخطاء نتيجة طموحاته.

وتابع "المقاومة وكل محور المقاومة جاهزون للرد في حال حصول أي عدوان"، مستبعدًا ذلك في الوقت ذاته دون أي نفي على احتمالية الخطأ في سوريا وغزة.

وفي السياق، لفت نصر الله إلى أن المقاومة لم تتدخل في مسألة ترسيم الحدود كونها من شأن الدولة، مؤكدًا وقوفه خلف الدولة والجيش في موضوع الجدار.

ورأى أن هناك شبه انسجام لبناني في عدم حصول أي نزاع بشأن عملية الأنفاق، فقد حصل فشل استخباري إسرائيلي في زعزعة الموقف اللبناني الرسمي ككل عبر عملية الأنفاق.

وأضاف "الموقف الرسمي اللبناني في مجلس الأمن وموقف الكويت هما فشل استخباري إسرائيلي أيضاً".

وحث الدولة اللبنانية على مراجعة ما يفعله الإسرائيلي على الحدود من إجراءات، مشيراً إلى أنه وبلا شروط وفي أي زمان ومكان مستعد "الحزب" لتلبية الدعوة إلى وضع استراتيجية دفاعية.

وأكد أن مخاوف "إسرائيل" في سوريا كبيرة جداً لأن هناك فشلاً استخبارياً إسرائيلياً ذريعاً هناك.

وأكد أن الجهوزية النفسية في غزة وخصوصاً بعد انتصارها الأخير تؤكد أن أهلها لن يتسامحوا والقطاع مستعد للرد عسكرياً على أي عدوان.

وأكد أن المقاومة اللبنانية كانت تمتلك في عدوان تموز 2006 صواريخ كانت قادرة على ضرب تل أبيب، مشيراً في هذا السياق امتلاك الحزب لصواريخ دقيقة "وبالعدد الكافي للمواجهة في أي حرب مقبلة وضرب أي هدف نريده".

وأوضح أن بعض جنرالات الاحتلال يقرون بأن الحروب المقبلة لن تكون كالحروب السابقة.

وتوجه نصر الله للإسرائيليين بالقول إن عليهم أن ينصحوا نتنياهو بتسهيل حصول حزب الله على صواريخ دقيقة من أجل مصلحتهم، وتابع "تم إنجاز حصولنا على الصواريخ الدقيقة ومحاولة نتنياهو منعها عبر قصف سوريا غير مجدية".

وفي الشأن السوري، أكد نصر الله أن الوضع في سوريا اليوم في أفضل حال مقارنة بالعام 2011، لكن لا يمكن الحديث عن إنجاز شامل، حيث أن هناك مأزق كردي تركي أميركي فيما يتعلق بشرق الفرات.

وأكد أن الفصائل الكردية المدعومة أميركياً في شرق الفرات هي "ممولة خليجياً"، وكشف أن خطوط التفاوض مفتوحة بين الجيش السوري والقوات الكردية.

وحول إعلان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان رغبته في تطبيق اتفاق "أضنة" مع الحكومة السورية، اعتبر ذلك يشير إلى أنه يجب التسليم بأن الحل الوحيد هو انتشار الجيش السوري.

ورأى أن الجيش السوري وحلفاؤه قادرون على حسم المعركة في الشمال السوري، وأردف أنه عند الانتهاء من داعش في شرق الفرات فإن الجيش السوري وحلفاؤه سيرتاحون.

وتابع "تم استكمال التعزيزات لتحرير إدلب، لكن تركيا منعت ذلك تحت أسباب إنسانية"، معتبراً أن الخيارات مفتوحة بالنسبة لإدلب لكن الأولوية هي للحل السياسي.

وتطرق إلى الإقتتال فيما بين فصائل المعارضة في إدلب الذي أظهر تجاوزها للقيم التي تدعيها بنفسها، "فسيطرة جبهة النصرة على إدلب تحرج تركيا لأنها مصنفة عالمياً بأنها إرهابية وعلى تركيا إيجاد حل لإدلب أو ترك الأمر للقيادة السورية التي لن تترك أرضها للإرهابيين" وفق قوله.

وكشف أن من منع الجيش السوري وحلفاءه من استكمال معركة البوكمال هي "الولايات المتحدة".

المصدر : الوطنية