أدانت مختلف القوى الوطنية والسياسية والجهات الرسمية والشعبية ومؤسسات المجتمع المدني، الاعتداء الذي نفذه مجهولون اليوم الجمعة على مقر تلفزيون فلسطين في غزة، وأدى إلى إحداث تدمير في محتوياته، من اثاث ومعدات بث وتصوير وتسجيل والارشيف، وأجهزة الحاسوب.

كما حمّلت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الفلسطينية، سلطة الأمر الواقع في قطاع غزة (حماس) المسؤولية الكاملة عن جريمة اقتحام وتدمير مقر الهيئة في مدينة غزة وتحطيم كافة المعدات التقنية في التلفزيون والاذاعة.

وقالت الهيئة في بيان لها اليوم الجمعة، إن"هذه الجريمة ليست الاولى من قبل عصابات الانقلاب والاجرام في قطاع غزة، فذاكرتنا ما زالت زاخرةً بصور تدمير مقر فضائية تلفزيون فلسطين والاذاعة إبان الانقلاب الاسود عام 2007 وكان هذا التدمير انطلاقة لعمل ممنهج أخذ عدة اشكال منذ ذلك الحين تارة بمنع طواقم الهيئة من العمل وتارة اخرى بالاعتداء على هذه الطواقم العاملة في غزة واعتقال العديد منهم".

وشددت الهيئة، على أن هذه الجريمة التي ارتكبتها عصابات الانقلاب في قطاع غزة تعدُّ تعبيراً واضحاً عن عقلية حركة حماس وعصابات الاجرام التي لا تؤمن الا بصوتها وتسعى الى قمع الحريات واسكاتها بكل الطرق.

وأعربت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الفلسطيني، عن بالغ اسفها واستنكارها لفعل اجرامي ترتكبه ضد الهيئة اطراف (فلسطينية) ممثلة بحركة حماس في وقت يمارس به الاحتلال الاسرائيلي صوراً مماثلة من الاعتداء على طواقم الهيئة ومقدراتها في محافظات الضفة، معتبرة ان هذه الاطراف والاحتلال وجهان لعملة واحدة ترى في عمل الاعلام الرسمي الفلسطيني خطراً على مشاريعهما الاحتلالية والظلامية.

وشددت الهيئة على عملية تبادل ادوار تمارسها سلطة الانقلاب "حماس" من جهة وسلطة الاحتلال الاسرائيلي من جهة اخرى في محاولة الانقضاض على المشروع الوطني عبر تدمير مقدرات الاعلام الرسمي الفلسطيني المعبر عن مشروع التحرر الوطني والذي سيبقى صوتاً وصورةً لكل الفلسطيني الاحرار الساعين لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

وتابعت: "ان الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون التي ادانت قصف الاحتلال الاسرائيلي قبل عدة اسابيع لمقر فضائية "حماس" في قطاع غزة وابدت دون منّة استعدادها لمساعدة اعلام "حماس" لتخطي هذه العقبة، ستبقى تمارس دورها الوطني الاعلامي في قطاع غزة وتعيد بناء ما دمرته هذه العصابات رغم هذا الاستهداف المستمر الممنهج الذي يمارسه الاحتلال الاسرائيلي وادواته واعوانه.

وعاهدت الهيئة ابناء شعبنا في القطاع على تكثيف عملها الاعلامي هناك لتكون سنداً وعوناً لأهلنا في غزة ضد الاحتلال والظلامية وللحفاظ على النسيج الثقافي والاجتماعي والتربوي في القطاع.

فيما أدان رئيس الحكومة رامي الحمد الله الاعتداء الذي وصفه بـ "الجبان"، في اتصال هاتفي مع المشرف العام على الإعلام الرسمي الوزير أحمد عساف، اليوم الجمعة، مؤكداً استعداد حكومته لتوفير كافة الاحتياجات اللازمة لإعادة سير عمل طواقم الهيئة في القطاع.

واستنكر الحمد الله هذه الجريمة الخارجة عن الصف الوطني وتقاليد شعبنا، واصفا الهيئة بانها صوت الحق والحقيقة، وفق تعبيره.

بدورها، قالت حركة "فتح" إن اقتحام وتخريب مقر تلفزيون فلسطين في قطاع غزة، هو عمل جبان من عمل خفافيش الليل الذين يرون في هذا الصوت الحر كاشفا لعوراتهم، وفاضحا لمؤامراتهم المتقاطعة مع أجندة الاحتلال، على حد تعبيرها.

وقال عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم حركة "فتح" أسامه القواسمي "إن العملاء فقط من يقوم بهذا العمل الجبان، وأن صوت تلفزيون فلسطين يؤلم لمن يخاف الحقيقة"، مؤكدا أن هذه الشاشة ستبقى منارة وقلعة تلاحق الاحتلال والعملاء.

بدوره، أدان رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون، الاعتداء الآثم" من قبل عصابة ظلامية على مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية في مدينة غزة، وتخريب معدات البث والتصوير والتسجيل فيها"، بحسب تعبيره.

وقال الزعنون في تصريح صحفي اليوم، إن" الاعتداء على هذه المؤسسة الوطنية التي تنقل للعالم جرائم الاحتلال الإسرائيلي ومعاناة أبناء شعبنا خاصة في قطاع غزة، يمثل جريمة نكراء واعتداء آثم لا يخدم سوى من يريد التغطية على جرام وانتهاكات الاحتلال وارهابه بحق شعبنا".

وأعلن الزعنون عن تضامنه مع كافة العاملين في هيئة الإذاعة والتلفزيون، مشيدا بجهودهم التي يبذلونها خدمة لقضية شعبهم العادلة، محملا المسؤولية عما حدث لسلطة الأمر الواقع في قطاع غزة.

من جهته، أدان الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا"، "الاعتداء الغاشم والسافر على مقر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الفلسطينية بقطاع غزة صباح اليوم الجمعة، والذي قامت به مجموعة ضالة خارجة عن القانون ولا تنتمي لأخلاق وقيم شعبنا".

وقال في بيان له:" في الوقت الذي ينتفض شعبنا في كل يوم، ويوسع انتفاضته في كل يوم جمعة ضد الاحتلال واغتصاب الأرض وتدمير مقدرات شعبنا في البناء والإعمار، ولن تغيب عن أعيننا صورة تدمير المقرات الإعلامية عبر سلسلة الاعتداءات الإسرائيلية على شعبنا، تخرج علينا مجموعة خارجة عن الصف الوطني، تعتدي على من يصنعون الخبر الصحفي بالصوت والصورة دفاعاً عن الشعب والوطن، ويعيثون بأياديهم الآثمة بممتلكات الوطن الإعلامية".

ودعا "فدا" إلى ضرورة رص الصفوف وتوحيد الموقف وتوجيه بوصلة المقاومة الشعبية صوب المحتل الغاصب، مطالبًا ما أسماه سلطة الأمر الواقع عبر أجهزتها الأمنية في غزة بملاحقة ملاحقة الجناة والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة، والمحاسبة على ما اقترفوه من خراب ودمار لمقر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في غزة.

من ناحيتها، استنكرت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، الاعتداء "الجبان الذي تعرض له مكتب هيئة الاذاعة والتلفزيون الفلسطيني اليوم بقطاع غزة، بقيام مجهولين بتحطيمه واحداث الخراب به"، وفق تعبيرها.

وحملت دائرة الثقافة والاعلام المركزي في الجبهة في بيان لها اليوم الجمعة، حركة "حماس" بصفتها سلطة الأمر الواقع، المسؤولية المباشرة عن هذا الاعتداء، وايضا عن سلامة كافة العاملين بالهيئة بقطاع غزة.

وقالت الدائرة "إن هذا العمل الجبان والمدان، هو استمرار لسلسلة من الانتهاكات التي تتواصل بقطاع غزة ضد الصحفيين الفلسطينيين، حيث أن سلطة الأمر الواقع واجهزتها الأمنية استدعت قبل أيام مجموعة من الصحفيين، كما أنها تواصل ملاحقة تلفزيون فلسطين ومنعه من التغطية الاعلامية".

وأشارت إلى أن الاعتداء على رمز سيادي وهو تلفزيون فلسطين أمر خطير ولم يسبق انه تم الاعتداء عليه الا من قبل الاحتلال الذي دمره بمدينة رام الله.

وشددت الجبهة على أن على" حركة حماس الكشف عن الجناة، داعية اتحاد الصحفيين العرب والاتحاد الدولي لإدانة هذا الإجرام المنظم"، معبرة عن تضامنها الكامل مع الزملاء في هيئة الاذاعة والتلفزيون الفلسطيني الذي يمثل كل فلسطين وينقل الحقيقة للعالم أجمع.

المصدر : الوطنية