كشف رئيس لجنة الأمن في الكنيست "آفي ديختر" تفاصيل جديدة عن عملية اغتيال المهندس يحيى عياش، حيث كان "ديختر" يشغل منصب رئيس الشاباك في منطقة جنوب فلسطين المحتلة آنذاك.

وقال "ديختر" إنه لم يشهد ارتباطاً بين المقاومة في قطاع غزة والضفة المحتلة كالارتباط الذي كان بين يحيى عياش في غزة والخلايا ومنفذي العمليات في الضفة الغربية.

وأضاف أن لقب المهندس أطلق على العياش بسبب الطريقة التي كان يصنع بها العبوات الناسفة، حيث كان يستعمل مواد بدائية ولكنها تنتج عبوات ناسفة قاتلة جداً.

وكشف أن المستويات السياسية في الاحتلال فشلت في اتخاذ قرار تنفيذ عملية اغتيال لقائد القسام محمد الضيف، حيث كانت تتوفر معلومات حوله بعد ساعات من اغتيال العياش.

وذكر أنه في أبريل عام (1995) وصلت أولى المعلومات الاستخبارتية التي تؤكد أن الشهيد يحيى عياش انتقل إلى قطاع غزة، بعد أن لاحقته قوات الاحتلال في الضفة لفترة طويلة وفشلت باغتياله، مضيفاً أنهم وجدوا صعوبة بالعمل داخل القطاع بخلاف عملهم في الضفة الغربية.

وأضاف أنه نجا من محاولة اغتيال سابقة، مؤكدًا أن الشهيد عياش كان يعمل بسرية تامة في غزة، ولم يكن هنالك معلومات عن مكان تواجده.

وأضاف في حديثه قائلاً إن اعتقال العياش سيكون صعبًا جداً، حيث يتوجب ذلك دخول قوة من الجيش إلى قطاع غزة، وذلك يعرض حياة الجنود للخطر، ولذا كان يجب عليهم استخدام بعض مساعدين يحيى عياش والمقربين منهم حيث يقوم باستعمال هواتفهم النقالة للتحدث عبرها مع عائلته بالضفة.

واعترف "آفي ديختر" أنهم كرسوا كافة جهود وعناصر الشاباك للوصول إلى يحيى عياش واغتياله.

وبحسب "ديختر" فإن الشهيد يحيى عياش كان معظم الوقت يسكن في خانيونس حيث يقطنها قائد القسام محمد الضيف، ولكن العياش كان ينتقل أحياناً إلى منطقة جباليا شمال قطاع غزة، وبدأ الشاباك يخطط بزرع عبوة ناسفة في داخل المكان الذي يأتي إليه العياش في جباليا، وتقرر بالنهاية زرع العبوة الناسفة داخل جهاز هاتف نقال سيستعمله الشهيد يحيى عياش.

وقال إنهم قاموا بإيصال الجهاز النقال المفخخ لمساعد الشهيد يحيى عياش عبر أشخاص آخرين، وأضاف أن التخطيط للعملية استمر عدة أشهر، وجرى خلالها فحص الجهاز النقال عدة مرات للتأكد من عمله، وتجهزوا للعملية لتنفيذها يوم الجمعة حيث كان الشهيد عياش عادة ما يجري مكالماته في هذا اليوم، وعند وصول الشهيد عياش وإمساكه بالهاتف النقال لم تعمل العبوة الناسفة داخله وفشلت العملية.

وطلب عناصر الهندسة في جيش الاحتلال من الشاباك بإعادة الجهاز النقال إليهم لإصلاح الخلل بداخله.

وأضاف أنهم حصلوا مجدداً على الجهاز النقال حتى وصل الجهاز لخبراء الهندسة في جيش الاحتلال مجدداً، وتم إصلاح الجهاز وإعادته مجدداً إلى مساعد الشهيد عياش، وعند وصول يحيى عياش في أحد الأيام لإجراء محادثة عبر الهاتف النقال جرى تفجير العبوة الناسفة بداخله مما أدى إلى ارتقائه شهيداً.

المصدر : الوطنية