علقت حركة "فتح" بشكل تحفظي، على الأنباء التي تتحدث عن وجود دراسة لدى حركة "حماس" لإنهاء وجود تيار الرئيس محمود عباس في قطاع غزة، والسماح لـ "التيار الإصلاحي" في "فتح" بقيادة محمد دحلان، بالسيطرة على مقرات الحركة والعمل باسمها.

وقال المتحدث الرسمي باسمها عاطف أبو سيف في حديث خاص لـ"الوطنية" اليوم الخميس، إن حركة "حماس" التي عقدت هدنة مع "إسرائيل" رغم الإجماع الوطني، حرة في علاقاتها الداخلية، في إشارة إلى تقاربها مع دحلان وتياره في غزة، مضيفًا:" هذا الأمر لا يعنينا".

وأكد أبو سيف أنه لا يوجد إلا "فتح" واحدة، معتبرًا أن "حماس" تتعامل مع أطراف غير فتحاوية، مضيفًا:" هي حرة بذلك، لأنها تتعامل مع دول إقليمية وجهات دولية مختلفة، لا تروق لنا".

ونقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية اليوم الخميس عن مصدر قوله، إن ردود فعلٍ ستنفذ قريبًا ضد "فتح"، قد يكون ضمنها تسليم كل مقدرات الأخيرة في القطاع لأنصار دحلان، مع الاعتراف بهم ممثلين فعليين لحركة "فتح" في غزة.

وفي ذات السياق، أكد المتحدث باسم "فتح"، عدم وجود مقرات وهيئات للحركة في غزة، متهمًا "حماس" بسرقة مقدرات وممتلكات الحركة منذ ما اعتبره "انقلاب 2007"، إذ "حولت أماكنها إلى سجون موزعة في كافة محافظات القطاع".

وشدد أبو سيف على أن "فتح" موجودة في القطاع، وأنها باقية في قلوب جماهير الشعب الفلسطيني، بالرغم من قرار "حماس" بمنع إيقاد شعلة الانطلاقة ومصادرة الكراسي قبل أيام.

وعن حفل الانطلاقة المقرر يوم الإثنين بتاريخ 7/1/2019 في ساحة السرايا وسط غزة، قال:" من حقنا أن نحتفل، كما خرجنا في الشعلة"، وإذا كان هناك مضايقات من قبل "حماس"؟، أجاب أبو سيف:" هذا لن يثني فتح".

ولم يلقِ أبو سيف بالًا لأي إجراءات قمعية قد تتخذها "حماس" ضد أنصار "فتح" يوم المهرجان المنوي تنظيمه، إذ جدد على حق "فتح" في الاحتفال بانطلاقتها الـ 54، مشيرًا إلى أن حركته قدمت طلبًا رسميًا لحماس والفصائل في هذا الموضوع، لكن دون جدوى.

(حقيقة البشرى)

وسألت "الوطنية" أبو سيف عن ماهية "البشرى" التي يقصد بها؟، أجاب قائلاً إن القيادة تدرس بشكل كامل كيف يمكن لها أن تتعامل مع قطاع غزة، والتعامل سيكون على قاعدتين أساسيتين، الأولى:" تمكين أهلنا في غزة وتعزيز صمودهم لمواجهة مآسي الانقسام الذي تسببت به حماس، والثانية: تنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي اللذين انتخبا ديمقراطيًا، وصولاً لحل كافة الأزمات الداخلية".

وكل القرارات التي اتخذت بحق موظفي السلطة بغزة، في طور "الفكفكة"، بينما نسب الصرف أو العودة عن قرار التقاعد المبكر، كلها أمورُ إدارية وفنية بيد الحكومة، وفق أبو سيف.

ولفت المتحدث باسم "فتح" إلى وجود قرار بالإجماع داخل القيادة بتفكيك كل الأزمات، بهدف تعزيز وتمكين المواطنين في القطاع، موضحًا أن القيادة قدرت خروج الجماهير في القطاع يوم الثلاثاء الماضي، ووقوفهم إلى جانب "فتح" والشرعية.

وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة "العربي الجديد" اليوم الخميس، أن المشهد الفلسطيني الداخلي يتجه إلى مزيد من التصعيد والتأزيم، إذ أن تطورات الساعات الأخيرة ستلقي بظلال قاتمة على الوضع العام، وستعيد الفلسطينيين إلى نقطة الصفر داخلياً، في ظل التراشق الإعلامي الأعنف منذ سنوات بين حركتي فتح وحماس.

بينما نقلت الصحيفة عن مصادر فتحاوية قولها، إن السلطة الفلسطينية بدأت رسمياً بفرز موظفيها في قطاع غزة، حسب الانتماء السياسي، وستقوم بفصل كل من يثبت أنه ليس من "فتح"، التي يتزعمها عباس، ومن ثم إحالة المتبقين من عناصر "فتح" إلى التقاعد الإجباري.

ورفض أبو سيف التعليق على ما ورد في الصحيفة المذكورة، وقال:" هذه التفاصيل متعلقة بعمل الحكومة، ونحن لا نميز الناس على قاعدة الانتماء السياسي، وإنما نميز على قاعدة الولاء للوطن".

المصدر : الوطنية